نجح ريال مدريد في تحقيق فوز صعب على مضيفه ريال سوسيداد في ملعب الأنويتا و هو الفوز الأول لريال مدريد خارج الديار هذا الموسم.
و على الرغم من الفوز إلى أن مازال الفريق يبحث عن شكله الجديد بعد إعتزال كروس و بقدوم مبابي. و مع وجود غيابات كثيرة في الفريق تصعب المهمة أكثر و أكثر.
فدعونا نلقي نظرة على شكل الفريق في المباراة و الأفكار التي حاول أنشلوتي تطبيقها و تعامله مع الغيابات.
بدء ريال مدريد بشكل أقرب ل 4-1-2-3 بوجود فالفيردي (8) كمحور أمام قلبي الدفاع و وجود مودريتش (10) و جولر كلاعبي رقم "8" أمامه بحرية تحرك لجولر بينما مودريتش يسقط لمساعدة الفريق في الخروج بالكرة من الخلف.
بينما سوسيداد كان يضغط بشكل أقرب ل 4-1-3-2 و في بعض الأحيان يصبح 4-4-2 حيث للاعبيه أدوار مركبة فصادق (19) و بيكر (11) يضغطون على قلبي الدفاع بينما يتواجد كوبو (14) و جوميز (17) في أنصاف المساحات بجوار مودريتش (10) و جولر (15) لغلق ممر التمرير لهم بينما يقومون بالضغط على الأظهرة حال وصول الكرة لهم و يبقى زوبيميندي (4) في الخلف لتأمين عمق الفريق و بقاء كل لاعب لحماية منطقته.
الصورة هنا توضح شكل الفريقين الموضح سابقا في حالة بناء ريال مدريد للكرة من الخلف.
و عندما يسقط مودريتش لإستلام الكرة يقوم سوسيتش بمراقبته بينما يبقى كوبو لحماية منطقته و نفس الكلام ينطبق على جوميز الذي يبقى في منطقته لحمايتها تاركا جولر للرقابة من زوبيميندي.
و عندما يتقدم زوبيميندي للأمام لمحاولة غلق خيارات التمرير على لاعبي الريال خاصة عندما تصبح الكرة في الناحية اليسرى يقوم جوميز بمراقبة جولر
و عندما يتجه اللعب إلى اليمين لكارفخال يقوم جوميز بالضغط عليه بينما زوبيميندي يعود للعمق.
حاول أنشلوتي خلق ثغرة في الناحية اليسرى لسوسيداد بنقل اللعب من اليسار لليمين بالإعتماد على مودريتش لنقل الكرة بشكل سريع و من ثم إرسالها للأجنحة أو إستغلال إندفاع لاعبي سوسيداد لإرسال كرات طويلة خلفهم.
في اللعبة الأولى, هنا مودريتش يسقط و يمرر لروديجر و من ثم لميندي و يتحرك مودريتش في مساحة خالية ليستلم الكرة و ينقلها لليمين و لكن ميندي لم يمرر له و مرر الكرة للخلف.
و في اللعبة الثانية, يتحول اللعب للناحية اليمنى يرسل الحارس كرة طويلة لجولر في المساحة الخالية مستغلا تقدم جوميز للضغط على كارفخال و لكن يقوم الظهير لوبيز بالضغط عليه لمنعه من إستلام الكرة فتذهب الكرة خلفه لدياز الذي يستغل تقدم الظهير.
و في اللعبة الثالثة, يستلم كارفخال الكرة من ميليتاو يرسل كرة طويلة لجولر في المساحة خلف جوميز مستغلا ضغطه عليه و بقاء الظهير في الخلف لمراقبة دياز و لكن زوبيميندي يعود معه هذه المرة و يقطع الكرة.
هنا بدء ريال سوسيداد يغير من شكل الضغط حيث بقى سوسيتش في الخلف لرقابة مودريتش بينما تداول مهاجمي سوسيداد رقابة فالفيردي مع ضغط الآخر على المدافع المكلف به.
في اللعبة الرابعة, بالرغم من تغيير سوسيداد لشكله إلا أن إستطاع الريال كسر الضغط لسوسيداد بسقوط مورديتش ليستلم تمريرة روديجر و من ثم بلمسة يمرر لمليتاو الخالي من الرقابة نتيجة مراقبة بيكر لفالفيردي
ليمرر ميليتاو لجولر و من ثم لفالفيردي ثم لدياز على الجناح الأيمن
ليمرر دياز لمبابي خلف الدفاع الذي يسدد و لكن الحراس يتصدى لتسديدته.
اللعبة الخامسة هي لعبة شبيهة للعبة الثانية حيث يضغط لاعبي سوسيداد على لاعبي الريال في الناحية اليمنى ليرسل ميليتاو كرة طويلة لجولر و لكن يعترضها الظهير لوبيز و لكن تذهب الكرة لدياز الذي ينطلق بالكرة و من ثم يمرر لمبابي خلف الدفاع و لكن الدفاع ينجح في التخلص من الكرة في الوقت المناسب.
بعد خروج دياز مصابا و نزول رودريجو كثف سوسيداد من ضغطه حيث تقدم لاعبيه للأمام خاصة زوبيميندي و سوسيتش لخنق لاعبي الريال و منعهم من التقدم للأمام و الخروج بالكرة.
فالصورة هنا توضح تقدم لاعبي سوسيداد للضغط على لاعبي الريال.
و من ثم تعود الكرة للحارس الذي يمرر لفالفيردي ثم لروديجر على اليمين
و مع قلة الخيارات المتاحة لروديجر حاول التمرير في نصف المساحة الأيسر لفينيسيوس و لكن كوبو يعترض الكرة لتذهب لسوسيتش الذي يسدد تسديدة قوية ترتطم بالعارضة و ينجو الريال من تلقي هدفا و التأخر في النتيجة.
و هنا نفس اللعبة حيث تجد كثافة عددية من لاعبي سوسيداد في الناحية اليسرى و مرة أخرى يرسل روديجر كرة طويلة مقطوعة تذهب هذه المرة لبيكر الذي ترتطم تسديدته بالعارضة مرة أخرى.
في الشوط الثاني تغير شكل ريال مدريد حيث تحول ل 2-4 بوجود مودريتش بجوار فالفيردي.
و هنا بدأ الريال يجد بعض المتنفس حيث هرب مودريتش من رقابة صادق ليستلم تمريرة من كارفخال في مساحة خالية لينطلق بالكرة و ينجح في كسر الضغط لسوسيداد.
لم يكون هناك أوقات كثيرة في اللعب تشهد حالات ضغط عالي و لكن كانت هناك مشكلة واضحة وجب تسليط الضوء عليها و سنتعرف عليها في التالي.
ضغط ريال مدريد في بداية المباراة بشكل أقرب ل 4-2-3-1 بمراقبة جولر (15) للمحور زوبيميندي (4) مع رقابة مودريتش (10) و فالفيردي (8) لسوسيتش (24) و جوميز (17).
بينما دخل سوسيداد بشكل أقرب ل 4-1-2-3 بوجود زوبيميندي (4) كمحور و أمامه سوسيتش (24) و جوميز كلاعبي رقم "8" في أنصاف المساحات و يميلون أحيانا للأطراف.
عاني ريال مدريد في بعض الأوقات في الضغط على لاعبي سوسيداد بسبب تمركز لاعبيه الخاطئ خاصة في الجانب الأيسر لسوء تمركز فينيسيوس و بطئ إرتداده.
هنا تجد أن جولر عندما ذهب ليضغط على المدافع لم يغلق زاوية التمرير على زوبيميندي ليستلم الكرة بأريحية و لكن لاعبي الريال يغلقوا عليه الممر للتقدم ليعود بالكرة للخلف.
بينما هنا تجد شكل تمركز لاعبي الريال في العمق و ترك الظهير الأيمن أرامبورو خالي من الرقابة ليستلم تمريرة الحارس ليمرر لكوبو و لكن كوبو لم يجيد إستلام التمريرة و تخرج الكرة خارج الملعب.
و هنا تجد التمركز الموضح سابقا للاعبي الريال بإستثناء فينيسيوس الذي يقف في المنتصف بدون رقابة لأحد و يترك الظهير خالي من الرقابة ليستلم كرة طويلة من المدافع و لكنه يعود للخلف عندما أغلق فينيسيوس عليه ممر التقدم.
و هنا مرة أخرى نفس الفكرة و نفس التمركز الخاطئ من فينيسيوس و نفس التمرير من المدافع للظهير ليتقدم بالكرة هذه المرة و يكسر الضغط العالي للريال.
قام أنشلوتي بتغير شكل الضغط لريال مدريد ليتحول لشكل أقرب ل 4-4-2 مع تقدم ميندي للضغط على أرامبورو بينما فينيسيوس و مبابي يضغطون على المدافعين.
الصورة هنا توضح شكل ضغط ريال مدريد الجديد.
و هنا أيضا صورة توضح الشكل الجديد حيث نجح جولر في إعتراض تمريرة الحارس لزوبيميندي.
و لكن هنا في هذه اللعبة مع تقدم سوسيتش و بقاء كوبو على الطرف, أجبر ميندي و مودريتش على البقاء في الخلف ليستلم الظهير أرامبورو تمريرة المدافع في مساحة خالية و يتقدم بالكرة.
على الرغم من تحقيق فوز صعب إلا أن المشاكل ما زالت موجودة بل و كادت أن تكلف الفريق اللقاء لكن لحسن حظه أن العارضة و القائم تصديا لثلاث كور من لاعبي سوسيداد كان من الممكن أن يعقدوا الأمور كثيرا على ريال مدريد و لكن مع عودة الإصابات قد يتغير الشكل و ينجح أنشلوتي في حل المعضلة الكبرى و هي تعويض رحيل كروس.