نجح ريال مدريد في الفوز على بيتيس 2-0 ليحاول تخطي البداية المتعثرة له في الدوري حيث فقد الفريق أربعة نقاط من أربع جولات ليصبح خلف المتصدر و غريمه التقليدي برشلونة بأربع نقاط.
و على الرغم من أن لم يكن هناك تغيير كبير على مستوى اللاعبين حيث رحل لاعب واحد عن التشكيلة الأساسية و هو كروس و أتى لاعب واحد إلى التشكيلة الأساسية و هو مبابي إلا أن الفريق تأثر بشكل كبير فكروس كان اللاعب الذي يعتمد عليه ريال مدريد في الخروج بالكرة من الضغط العالي و التحكم في رتم المباراة و توزيع اللعب بينما إضافة مبابي شكلت خلل في إتزان الفريق من الناحية الدفاعية.
و في هذه المباراة سنستعرض شكل الفريق في مراحل إمتلاكه للكرة و كيف يحاول تعويض رحيل كروس بينما من الممكن في مقالات آخرى أن نتطرق إلى شكل الفريق الدفاعي.
بدأ ريال مدريد الجديد المباراة بشكل أقرب ل 4-1-2-3 بوجود تشواميني (14) كمحور دفاعي أمام قلبي الدفاع بينما سيبايوس (19) على اليسار و فالفيردي (8) على اليمين كلاعبي رقم 8 و هذا مغاير لشكل الفريق العام الماضي حيث كان يلعب بشكل أقرب ل 4-4-2 بوجود كروس بجوار تشواميني و أمامهم فالفيردي في الناحية اليمنى و بيلينجهام في الناحية اليسرى.
و برجع هذا الشكل بسبب غياب بيلينجهام للإصابة حيث لعب ريال مدريد في مباراته الإفتتاحية أمام مايوركا بشكل أقرب ل 4-2-3-1 بوجود فاليفردي بجوار تشواميني و بيلينجهام أمامهم في رباعي هجومي مع فينيسيوس على اليسار و رودريجو على اليمين و مبابي في العمق.
بينما بيتيس يضغط عاليا بشكل أقرب ل 4-1-3-2 بمراقبة رويبال (24) لتشواميني (14) و من ثم الضغط على ميليتاو (3) و ضغط فورنالس (18) على المدافع الآخر روديجر (22) بينما يقوم كارفالو بمراقبة تشواميني (14) في حال تقدم رويبال (24) للضغط و تمركز الزلزولي (10) و رودري (17) في أنصاف المساحات و من ثم الضغط على الأظهرة مع بقاء روكا (21) في الخلف لتأمين العمق.
شكل ريال مدريد في مباراته أمام بيتيس
شكل ريال مدريد العام الماضي أمام برشلونة بوجود كروس
و الصورة هنا توضح شكل ضغط لاعبي ريال بيتيس بتواجد رويبال لمراقبة تشواميني و من ثم الضغط على ميليتاو حال إستلامه للكرة.
و هنا الزلزولي يتواجد في العمق لمراقبة فالفيردي و غلق التمرير في نصف المساحة الأيمن لريال مدريد و من ثم يبدأ بالضغط على كارفخال حال إستلامه للكرة.
واجه ريال مدريد مشاكل عديدة في الخروج بالكرة خاصة في بداية اللقاء حيث خسر الكرة في أكثرمن مناسبة في نصف ملعبه و كان من الممكن أن يستبب في ركلة جزاء عليه.
و هذا راجع لضعف لاعبيه في اللعب بالكرة خاصة تحت الضغط و عدم إختيارهم للحلول الأفضل للتمرير أو توقيت التمرير و إرتكابهم للأخطاء.
فالحالة التي سيتم شرحها توضح مشاكل لاعبي ريال مدريد في الخروج بالكرة, فهنا ميليتاو يمرر للحارس تحت ضغط من فورنالس و من ثم يعيد الحارس الكرة مرة آخرى لميليتاو مستغلا تمركز فورنالس لقطع مسار التمرير على تشواميني و لكن ميليتاو ال1ي كان أمامه مساحة شاسعة لينطلق بالكرة فيها و يكسر الضغط لبيتيس يستلم الكرة بشكل خاطئ مما يجعله يتوجه للناحية اليمنى و يصعب عليه الخيارات أمامه ليضطر أن يعيد الكرة للحارس الذي أصبح تحت ضغط من رويبال و بدلا من التمرير من لمسة بيمينه لتشواميني الخالي من الرقابة يتأخر في التمرير و يمرر بيسراه الكرة خارج الملعب و معها يدهس قدم رويبال في لقطة كان من الممكن أن تتسبب في ركلة جزاء على لاعبي الريال.
و على الرغم من المشاكل التي واجها إلا أن كان هناك بعض الأفكار التي إتبعها رياال مدريد منها بسبب المشاكل و منها حل للمشاكل.
في البداية كانت هناك المعاناة للاعبي الريال في الخروج بالكرة مما إضطره للإعتماد على سقوط فينيسيوس و مبابي لتحريك الكرة للأمام و لكن ذلك لم يكن يضعهم في مواقف مفضلة لمواجهة الخصم و يقلل من خطورتهم على المرمى.
فهنا تجد فينيسيوس يسقط ليستلم تمريرة تشواميني مستغلا تمركز سيبايوس على اليسار و سحبه لرودري لفتح زاوية التمرير في نصف المساحة الأيسر ليحاول أن ينطلق بالكرة و لكن يجد الطريق أمامه مغلق و يفقد الكرة.
و هنا مبابي يسقط في الناحية اليسرى و يستلم الكرة و ظهره للمرمى مما يجعله يستدير بمراقبه و يعبر منه ليمرر لسيبايوس بين الخطوط الذي بدلا من أن يمرر لفالفيردي أمامه مستغلا المساحة الخالية لينطلق الكرة يمررها له خلفه مما يعطل الهجمة بضعة ثواني و يسمح للاعبي بيتيس العودة لتنظيم صفوفهم.
و هنا فينيسويس يسقط ليسحب معه رودري مما يجعل ميندي خالي من الرقابة ليستلم تمريرة روديجر و من ثم يمرر ميندي لفينيسويس لينطلق بالكرة و لكن يجد الطريق أمامه مغلق فيخسر الكرة.
و لكن وجد أنشيلوتي فكرة ساعدته للخروج بالكرة و هي تمركز ميندي كمحور ثاني بجانب تشواميني مع تمركز سيبايوس في الجانب الأيسر مما لا يضطر مبابي و فينيسيوس للسقوط لتحريك الكرة للأمام.
فهنا روديجر يمرر لتشواميني الذي يمرر لميندي مع تمركز سيبايوس على اليسار, ليمرر ميندي الكرة لفينيسيوس بين الخطوط لفينيسيوس لينطلق فينيسيوس بالكرة و يمرر في الناحية اليمنى لكارفخال الذي كان من الممكن أن يرسل عرضية على القائم البعيد لمبابي ليسجل أول أهداف الريال و لكن عرضية كارفخال لم تكن جيدة و من ثم خرجت الكرة خارج الملعب.
و في الشوط الثاني واصل ريال مدريد على نفس الفكرة, فميندي يستلم كرة روديجر تحت رقابة من رودري الذي كان يقف لغلق زاوية التمرير لسيبايوس فيستلم ميندي الكرة و يمرر لسيبايوس الخالي من الرقابة على الطرف الأيسر,لينطلق بالكرة و يمرر لفينيسيوس في العمق ليمرر لمبابي و من ثم لرودريجو في الناحية اليمنى ليسدد الكرة و لكن يتصدى لها الحارس.
و هنا بسبب تمركز لاعبي الريال و سحبهم لمراقبيهم من لاعبي بيتيس, يجد روديجر المساحة أمامه خالية ليتقدم بالكرة و من ثم يمرر لسيبايوس على الناحية اليسرى ليمرر لفينيسيوس في موقف مواجه للمرمى و يضعه في موقف 1 على 1 مع مدافع بيتيس لينطلق إلى منطقة جزاء بيتيس و يشكل خطورة.
على الرغم إنه في بعض الأحيان أثناء المباراة كان يعتمد ريال مدريد على إرسال كرات طويلة و لكن لم تكن تثمر هذه الكور إلى شئ لتعامل مدافعي بيتيس مع تلك الكور و إخراجها كما إنه لم تتواجد المساحة أو دقة التمرير لإستغلال سرعات مهاجميه.
بعد الهدف, إزداد إعتماد لاعبي الريال على الكرات الطويلة و مع تقدم لاعبي بيتيس لتعويض النتيجة وجدت المساحات ليستلم لاعبي الريال الكرات الطويلة و يشكلوا خطورة على مرمى بيتيس.
إعتمد الريال في تلك مرحلة على خلق ثغرات في دفاع بيتيس مع الإعتماد بشكل أكبر على إرتجالية لاعبيه خاصة الثلاثي الأمامي.
و على الرغم من ذلك إلا كانت هناك بعض الأفكار يتحرك من خلالها لاعبي الريال و منها:
إرسال كرات للاعبي الريال في أنصاف المساحة خلف الظهير.
1- خلق كثافة عددية على الناحية اليسرى و محاولة الإختراق.
2- خلق كثافة عددية في ناحية و إرسال الكرة للناحية الآخرى.
3- إرسال كرات للاعبي الريال في أنصاف المساحة خلف الظهير.
إعتمد ريال مدريد في كسر التكتل الدفاعي على محاولة سحب الأظهرة خاصة الظهير الأيسر لإرسال كرات خلفه.
فهنا فالفيردي يتحرك في المساحة المتروكة خلف بيرود الذي كان يراقب رودريجو ليستلم تمريرة كارفخال و لكن المدافع ضغط عليه و غلق عليه الزاوية ليستعيد بيتيس الكرة.
و هنا مبابي يتحرك في المساحة خلف الظهير بيرود ليستلم تمريرة رودريجو مستغلا ضغط الظهير على رودريجو و لكن المدافع ينجح في إستخلاص الكرة منه.
من الأفكار التي إعتمد عليها لاعبي ريال مدريد هي خلق كثافة عددية و محاولة الإختراق من الناحية اليسرى بالإعتماد على مهارات و خلق لعب جماعي بين الثلاثي مبابي, فينيسيوس و رودريجو.
الصور هنا توضح تجمع عدد كبير من لاعبي الريال في الجهة اليسرى منهم الثلاثي للإعتماد على مهارتهم الفردية في خلق خطورة.
أيضا من الحلول التي إتبعها ريال مدريد هي خلق الكثافة في ناحية و من ثم نقل اللعب بتمريرة أو تمريرتين للناحية الآخرى حيث في الشوط الأول كان الإعتماد على الجهة اليمنى و في الشوط الثاني أصبح في الجهة اليسرى.
و من الواضح في هذه الفكرة هي تمركز الظهير مع الجناح حيث يتمركز أحدهم في العمق لسحب ظهير الخصم و خلق مساحة للآخر.
فهنا تجد تمركز كارفخال في العمق و إنطلاقه ليكون خيار تمرير لفالفيردي ليستلم خلف الدفاع و هذا خلق مساحة خالية لرودريجو ليستلم تمريرة فالفيردي بدون رقابة و لكن تمريرة فالفيردي لم تكن سريعة مما سمحت للاعبي بيتيس في العودة للغلق على رودريجو خيار التقدم و إجباره للعودة للوراء.
و هنا نفس الفكرة حيث الكرة مع فينيسيوس و كارفخال متمركز في العمق و لكن إستطاع مدافع بيتيس إعتراض تمريرة فينيسيوس لرودريجو.
هنا أيضا فينيسيوس معه الكرة و كارفخال في العمق يتحرك خلف الدفاع ليكون خيار تمرير و لكن فينيسيوس يمرر لفالفيردي الذي بدلا من التمرير لرودريجو في مكان مميز من الممكن أن يخلق منه خطورة على المرمى يقرر التسديد و لكن تسديدته كانت سهلة نجح الحارس في إمساكها.
و هنا مبابي يرسل عرضية من اليسار لكارفخال الخالي من الرقابة في اليمين مستغلا تمركز رودريجو هذه المرة في العمق ليرسل كارفخال عرضية لمبابي الخالي من الرقابة في القائم البعيد و لكن ينجح المدافع في إبعاد الكرة إلى الركنية قبل أن تصل الكرة لمبابي.
في الشوط الثاني إنتقلت الفكرة للناحية اليسرى فهنا سيبايوس يمرر لفينيسيوس الخالي من الرقابة مستغلا تمركز ميندي في العمق.
و هنا نفس الفكرة و لكن يمرر سيبايوس هذه المرة لميندي في الناحية اليسرى مستغلا تمركز فينيسيوس في العمق و لكن تمريرة سيبايوس لم تكن دقيقة و يخرجها المدافع للركنية.
في النهاية نجح ريال مدريد في تحقيق الفوز ليستعيد الثقة و لكنه مازال يحاول إيجاد أفكار تساعده على الخروج بالكرة بدلا من كروس و على الرغم من عدم إجادة هذه الأفكار و عدم تحقيقها للهدف المرغوب إلا إنه كانت هناك محاولات و مع الوقت من الممكن أن يصل المدرب للفكرة الناجحة لتعويض كروس.