انتهت واحده من اجمل مبارايات اليورو 2024 بين منتخبين تركيا و هولندا في دور الثمانية من المسابقة ، مباراه بقت مثيرة الى اخر دقيقة ، لا احد كان يتوقع على ماذا ستنتهي هذة المباراة تقدمت تركيا ثم عادت هولندا في الدقيقة خمسه و سبعون و أحرزت التعادل و من ثم استغلت الاضطراب الذي ضرب المنتخب التركي و بعدها بخمس دقائق أحرزت هولندا الهدف الثاني لتتقدم في النتيجة على المنتخب التركي و حاول مونتيلا و رفاقه تعديل الوضع و اجري العديد من التبديلات و التي أحدثت بعض التهديد على المنتخب الهولندي و لكن كانت دون تسجيل أي اهداف لينتهي بعدها مشوار المنتخب التركي و تبخر حلمه في الوصول إلى نصف نهائي اليورو

سنحاول في السطور القادمة توضيح بعض حالات المباراة و كيف تعامل المنتخب التركي مع معطيات المباراة

مرحلة بناء اللعب المنتخب التركي

خلال الشوط الاول كان المنتخب التركي يمتلك نمط اللعب مباشر تجاه مرمي هولندا و محاوله كسر خطوط الضغط الهولندي بالتمرير الطويل عن طريق قلب الدفاع المميز في الكرة الطويله و هو أيهان معظم الكرة الطويله كانت تخرج من قدم هذا اللاعب في اتجاه طرفين الملعب ، سواء دخول الأجنحة للعمق و خروج الاظهرة للخارج أو دخول الاظهرة للداخل و خروج الأجنحة للطرف و محاوله جذب لاعبين هولندا للضغط العالى من أجل إيجاد ثغرات في الدفاع الهولندي

الحاله الاولى الدقيقة (9)

تركيا تبني اللعب بثلاث لاعبين في الخلف و أمامهم لاعبان ارتكاز ، الاظهرة في المناطق الواسعة و الجناحين للداخل ، أما هولندا تتضغط بنظام رجل للرجل (مان تو مان )

أردا جولر يسقط لنصف الملعب لسحب المراقب و تفريغ بعض المساحه للمهاجم على الجانب الآخر يتمركز الجناح الأيسر كنان ما بين الخطوط و بالقرب منه ظهير هولندا الأيمن دومفريز و هنا لديه لاعبان للمراقبة يخرج على كنان ام فردي كاديوغلو الظهير الأيسر لتركيا هنا لعبت الكرة الطويله من أيهان باتجاه كنان و عل الجانب الآخر يركض جولر و يلماز للعمق و للخارج معهم فإن دايك و لكي في موقف 2 ضد 2 و لكن طريقة استلام كنان للكرة افتقده توازنه و قطعت منه الكرة

الحاله الثانيه الدقيقة (10)

نفس طريقه بناء اللعب من تركيا و نفس طريقه الضغط من هولندا و لكنها تتضغط بسبعه لاعبين في الثلث الأول لتركيا و نري سحب هاكان تشالهان أوغلو و صالح أوزكان لمحوري هولندا و بالتالي هنا كُشفت مساحة خلفم لكلا من الظهير الأيسر و جولر الذي يسقط لنصف الملعب و أيضاً الظهير الأيمن ميرت يسحب معه اكي و بالتالي مع اي كرة طويلة ستكشف المساحة خلف اكي، بمرواغه جيدة من أيهان لجاكبو و هنا يصبح الثنائي التركي دون رقابة في نصف الملعب استلم فردي كاديوغلو الكرة بشكل جيد و أنطلق و معه أردا جولر و الجناحان الأيسر و الأيمن يركض في المناطق الخاصة به ، يلماز ركض في المساحة التي تركها اكي و كان في وضع جيد للتسجيل و لكن قرار كاديوغلو كان متأخر كثيراً في التمرير و بالتالي رجعت هولندا لمواقعها

الحاله الثالثه الدقيقة (20)

هولندا متراجعة بعض الشيء و لكن لازالت في المناطق الاماميه و تتضغط رجل للرجل ، سقوط جناح تركيا الأيمن

ميرت في العمق و يلماز على الطرف مع تقدم محور هولندا

ريندرز ، هنا اكي في مأزق لديه لاعبان يلماز و ميرت و يطلب من ريندرز الرجوع ، أيهان يلاحظ كل ذلك و لديه الكرة و كان قراره جيد بالتمرير الطويل إلى يلماز ضرب بها كل خطوط هولندا و لكن التمريرة كانت طويله بعض الشئ و تحصل عليها يلماز و مررها داخل الصندوق إلى كنان و لكن ضغط دفاع هولندا افتك الكرة

مرحله الضغط المتوسط

و الحقيقة أن هذة المرحلة كانت هي نقطة قوة و في نفس الوقت نقطة ضعف للمنتخب التركي ، إلى قبل تسجيل الهدف للمنتخب الهولندي كان الاتراك يغلقون كل المساحات أمام هولندا ، في الشوط الاول و قبل استقبال الهدف الاول

كان شكل تركيا غالبا 3/5/2 و كان هدف تركيا هو غلق العمق تماماً و فتح الأطراف ، كان من المهم للاتراك الضغط على ريندرز و شوختن و قفل المساحات عليهم و نجحوا بالفعل بذلك و عند توجيه اللعب ناحية الأطراف يغلق الاتراك بثلاثي على هولندا ثلاث لاعبين مقابل اثنان

أما بعد استقبال الهدف الاول ، انهار الاتراك و نقطه القوة تحولت لنقطة ضعف ، هولندا بدأت تتضغط أكثر على الأطراف و خاصاً الأيمن للأتراك إلى أن استطاعوا كشف المساحه أكثر من مرة و جاء بعد ذلك الهدف الثاني

سنتناول اولا مرحلة الضغط المتوسط قبل الدقيقه (75)و تسجيل هولندا الهدف الاول

الحاله الاولى الدقيقة (13)

كما نلاحظ تواجد الثنائي ريندرز و شوختن في نصف الملعب وسط رباعي تركي نلاحظ الجناحين الأيسر و الأيمن للنركيا يغلقون على ثنائي هولندا و خلفهم هاكان ، فيضطر هنا هولندا توجيه اللعب ناحيه الطرف الأيمن و هو الطرف الأضعف لهولندا ، وحتى خيار التوجيه نحو طرفي للملعب أمر مرهق لهولندا و ذلك لقوة الأطراف الدفاعية لتركيا مع عمل زيادة عددية على طرفي الملعب بثلاث لاعبين يضطر لاعبي هولندا إلى تدوير الكرة من اليسار الى اليمين و من اليمين الى اليسار

الحاله الثانيه الدقيقة (24)

نفس الفكره السابقة شوختن و ريندرز في نصف الملعب و تركيا تغلق عمق الملعب و تترك الأطراف و خاصة الطرف الأيمن غير ذلك وضعيه و شكل الفريق التركي 5/3/2 تجعل عناصر الفريق الهولندي في شكل غير منسق يضطر هنا دائما هولندا للخروج على الطرف ، و لكن نقابل تركيا ذلك بزياده عدديه على طرفي الملعب تجعل الأفضلية دائما للاتراك

الحاله الثالثه الدقيقة (37)

الشكل لم يختلف عن الحالتين السابقتين دائما رايندرز و شوختن في جيب لاعبين تركيا ، خط دفاع مكون أيضاً من خمس لاعبين يغلق العمق و الطرف بشكل جيد ، هنا هولندا تغير اللعب ناحيه الطرف الأيمن و الاتراك يسمحوا بذلك المهم ألا تخترق العمق و تصل الكرة الي ريندرز أو شوختن لأن معني وصول الكرة لهذا الثنائي قادرين على إيصال الكرة بشكل سريعه للثلث الاخير مع توجيه اللعب ناحية اليمين مقابل الزيادة العددية و الوعي المكاني للظهير تركيا فردي كاديوغلو كان مميز بتتدخلاته في هذة المرحلة

مرحلة الضغط المتوسط بعد استقبال الهدف الاول

تركيا في العموم أدت مباراه جيده دفاعيا بالمقارنة مع مباراه النمسا الدفاع التركي كان يخترق بكل سهوله بسبب المسافات بين أفراد الدفاع و عدم تغطيه المساحات خلفهم ادي إلى كسر الدفاع في الكثير من الأوقات ، عمل مونتيلا كان كبير في تماسك الفريق و اظهار بشكل قوي و لكن شئ ما غريب حدث للأفراد الفريق بعد استقبال الهدف الاول

تم ضرب الدفاع أكثر من مرة بنفس الشكل عن طريق الجانب الأيمن للأتراك

الحاله الاولى الدقيقة (74)

المنتخب التركي بالشكل المعتاد 5/3/2 بخطوط متقاربة و غلق للمساحات ، هولندا صعب ان تتدرج بالكرة على الأرض الحل هنا هو الكرة الطويله و لكن هذة المرة ستكون على الجانب الأيمن لتركيا ، نلاحظ جاكبو على اليسار و أمامه بقليل ديباي ، بمجرد لعب الكرة الطويله من هولندا يبدأ ظهير تركيا بالخروج على جاكبو و يركض ديباي في المساحة التي تركها الظهير ، هنا ظهرت الفجوة و ركض ديباي و استلن الكرة بشكل جيد ، دفاع تركيا ترك منطقة أمام الصندوق فارغه و ارتكز سيمون هنا بلا رقابه ، و داخل الصندوق مهاجمان من هولندا ولكن تأخر ديباي في أخذ القرار جعل الدفاع التركي يفوز بالكرة

الحاله الثانيه الدقيقة (75)

تركيا بدفاع عميق أكثر بشكل 5/4/1 ، جاكبو يخرج عليه الظهير و جولر و يتركون مساحه خلفهم أيضا لسيمون ، سيمون بنفس الوضع يحول الكرة عرضيه القائم البعيد بشكل يمثل خطورة و لكنها تمر من أمام راس ديباي ، في نفس الحالة الدفاع التركي في التغطيه كان غير جيد ، سيمون يلمح الجناح الأيمن ستيفن بيرجوين يركض من خلف الدفاع بمساحه جيدة و يمرره له ، المدافع عبد الكريم باردكجي تأخر في الضغط على ستيفن بيرجوين سمح له بتمريرة عرضيه لعبها ستيفن على الزواية البعيده التي يركض بها جاكبو في ظهر الظهير ميرت ، تأخر ميرت بجزء من الثانية جعل جاكبو بمواجهة المرمى و أحرزت هولندا هدف التأهل

مرحلة التحول إلى الهجوم

في هذه المرحلة كان المنتخب التركي جيد إلى حد ما في قطع الكرة ثم الانطلاق به و لكن المشكله كانت تكمن في التصرف بالكرة بعد قطعها من هولندا ، دائما ما يكون ثلاث لاعبين في الامام جولر ، يلماز ، كنان ، ولكن قد يكون الركض سريع من الثلاثي الامامي و لكن هذا العدد غير كافي مع رجوع هولندا اسرع لمناقطها الدفاعيه و بالتالي عمليه استغلال التحول الهجومي لم تكن بالدقه المطوبه و لو كان احسن استغلالها الأتراك لوضعتهم بمكان افضل بالمباراه