نجحت إسبانيا في تخطي فرنسا و الوصول للمباراة النهائية الخامسة في تاريخهم بعد قلب تأخرهم و الفوز 2-1 في مباراة عكست شكل الفريقين تماما حيث كان هناك فريق منظم في الوقت الذي كان يستحوذ على الكرة و لديه أفكار في كسر التكتل كما لديه شكل منظم في الدفاع و غلق المساحات على المنافس و فريق لم يكن لديه أفكار هجومية أو دفاعية و كان يعتمد على المهارات الفردية للاعبيه.

فسوف نستعرض هنا تباين في شكل الفريقين في حالات الهجوم و الدفاع. و سوف نقسم المقال لفترتين, الفترة الأولى و هي فترة السيطرة الإسبانية من بداية المباراة حتى تسجيل إسبانيا للهدفين أما الفترة الثانية و هي فترة ردة الفعل لفرنسا و محاولة العودة في النتيجة.

فترة السيطرة الإسبانية

إمتازت هذه الفترة بإستحواذ كبير لإسبانيا على الكرة في نصف ملعب فرنسا و لجوء فرنسا للدفاع أمام منطقة جزائهم في أوقات طويلة خاصة بعد تقدمهم في النتيجة مبكرا.

شكل الفريقين في الملعب

تلعب إسبانيا بشكل أقرب ل 4-1-2-3 بوجود رودري كمحور و أمامه رويز و ألمو في أنصاف المساحات بينما فرنسا كانت تقف في نصف ملعبها بشكل أقرب ل 4-3-3 بوجود رابيو و تشواميني و ديمبيلي في الوسط مع مراقبة ثلاثي وسط إسبانيا حيث يراقب تشواميني لرويز و رابيو لألمو بينما يتبادل كولو مواني و كانتي على مراقبة رودري مع ضغط الآخر على حامل الكرة.

أفكار إسبانيا في مواجهة دفاع فرنسا

إعتمدت إسبانيا على حلول متنوعة لكسر التكتل الدفاعي لفرنسا و خلق أفضلية و فرص على الفرنسيين بل و تسجيل الأهداف أيضا

جبهة نافاس و يامال

أحد هذه الحلول هي خلق جبهة بين نافاس و يامال مما يتيح الفرصة ليامال ليضم للعمق و يسدد أو يرسل عرضية على القائم البعيد.

فهنا لابورت يرسل كرة طويلة من الناحية اليسرى للناحية اليمنى ليامال الذي يمرر لنافاس و من ثم يستلم منه التمريرة لينطلق في العمق و يمرر للناحية اليسرى لوليامز.

 

إستغلال أنصاف المساحات خاصة الجهة اليسرى

أيضا من الحلول التي إتبعتها إسبانيا هي إستغلال نصف المساحة الأيسر في منطقة الجزاء حيث ينطلق فيه لاعبي إسبانيا لتشكيل خطورة على المرمى مستغلين سحب لاعبي فرنسا من تلك المنطقة و خلوها.

فهنا بعد أن إستلم وليامز تمريرة يامال يمرر لرويز في المساحة الخالية مع تقدم كوندي للضغط على وليامز و تأخر كانتي في العودة مع رويز.

 

و هنا أولمو ينطلق في نفس المساحة لإستلام تمريرة رويز و لكن يعترضها تشواميني لتصل لوليامز الذي يرسل عرضية على القائم البعيد ليامال.

 

يامال يستلم عرضية وليامز و من ثم يرسل عرضية على القائم البعيد (في لعبة تكررت كثيرا من إسبانيا في مباريات سابقة) حيث يوجد ثلاث من لاعبي إسبانيا موراتا الذي يحجز مدافع فرنسا بينما ألمو و رويز خالين من الرقابة ليسدد رويز برأسه و لكن تسديدته فوق المرمى لتضيع فرصة خطيرة على إسبانيا للتقدم.

 

و هنا مثل اللعبة الأولى رويز يتقدم في نفس المساحة خلف كوندي و مع تأخر كانتي في مراقبته ليستلم تمريرة وليامز و يمررها برأسه لموراتا و لكن يخرجها المدافع.

 

و هنا يمرر وليامز لرويز في منطقة الجزاء و لكن ساليبا يعترض التمريرة.

التمريرات بين الخطوط

أيضا من الحلول التي لجأت لها إسبانيا هي التمرير و الإستلام بين الخطوط و من ثم الإنطلاق للمرمى أو التمرير على الأطراف.

فهنا تجد سقوط رويز لسحب تشواميني و خلق مساحة خالية ليستلم فيها ألمو تمريرة بين الخطوط من لابورت و لكن في الصورة الأولى ألمو لم يذهب لتلك المنطقة و تقدم للأمام و لكن بعدها بست ثواني نفس المشهد يتكرر وسط وقوف للاعبي لفرنسا ليذهب ألمو و يستلم تمريرة لابورت و يمرر لوليامز على الطرف الأيسر و لكن فرنسا نجحت في العودة و إغلاف صفوفها.

 

و هنا ألمو يستلم تمريرة ناتشو ليمرر على الناحية اليمنى لنافاس مستغلا ضم يامال للعمق و سحبه لثيو ليرسل نافاس عرضية للجانب الأيسر من الملعب و لكن يعترضها مدافعي فرنسا.

 

و هنا رويز يستلم بين الخطوط من ناتشو ليمرر في الناحية اليمنى ليامال الذي يمرر لألمو في نصف المساحة الأيمن الخالي و لكن ساليبا يستعيد الكرة.

 

بينما هنا وليامز يستلم تمريرة لابورت ليمرر لموراتا و من ثم رودري الذي يمرر ليامال على الناحية اليمنى ليصبح هو و نافاس في موقف 2 على 1 على ثيو فيمرر يامال لنافاس الذي يرسل عرضية و لكن يعترضها ثيو لتخرج لركنية.

هدفي إسبانيا

جاءت أهداف إسبانيا من نفس الأفكار التي تحدثنا عنها.

فالهدف الأول جاء من تمريرة من ناتشو لألمو بين الخطوط ليمرر لموراتا و تذهب الكرة ليامال فبمهارة عالية يسدد كرة من خارج منطقة الجزاء و يسجل واحد من أفضل أهداف البطولة.

 

و في الهدف الثاني يامال يستلم تمريرة ناتشو بين الخطوط ليمرر لألمو أيضا بين الخطوط و من ثم يمرر لنافاس على الناحية اليمنى ليرسل عرضية يخرجها ساليبا لتصل لألمو الذي يراوغ تشواميني و يسدد في المرمى ليسجل الهدف الثاني.

فترة ردة الفعل لفرنسا

بعد تقدم إسبانيا بدأت السيطرة تذهب إلى حد ما لفرنسا حيث إعتمدت إسبانيا على الدفاع في منطقتها في بعض الفترات بينما تسيطر على الكرة في فترات آخرى بغرض الإستحواذ السلبي و تناقل التمريرات بينهم.

و لكن بسبب سوء الضغط لفرنسا فكانت إسبانيا تستحوذ على الكرة لفترات ليست بالقصيرة مما صعب المهمة على الفرنسيين في العودة.

شكل الفريقين

كانت إسبانيا تدافع في نصف ملعبها بشكل أقرب ل 4-4-2 مع مراقبة رودري و رويز لرابيوت و كانتي بينما فرنسا تلعب بثلاث مدافعين في تلك الحالة.

أفكار فرنسا في مواجهة الدفاع الإسباني

حاولت فرنسا في فك التكتل الدفاعي الإسباني و لكن هنا سيظهر الفارق في تعامل إسبانيا مع الدفاع الفرنسي و تعامل فرنسا مع الدفاع الإسباني.

قبل تأخر فرنسا

في بعض اللقطات القليلة كانت فرنسا تهاجم إسبانيا في بداية المباراة قبل تسجيل أي هدف.

فهنا يمرر ساليبا لكولو مواني بين الخطوط و لكن ناتشو يضغط عليه ليعيد الكرة لإسبانيا.

 

و هنا في لقطة الهدف الأول لفرنسا يمرر تشواميني لمبابي الذي يصبح في موقف 1 على 1 مع نافاس مع تأخر عودة يامال ليرسل عرضية على القائم البعيد لكولو مواني الذي يسجل برأسه الهدف الأول.

 

بعد تأخر فرنسا

لقطة الهدف كانت من اللقطات القليلة التي لم يتاعمل الدفاع الإسباني بالشكل المناسب مع هجوم فرنسا و لكن تغير الوضع خاصة بعد تقدم إسبانيا في النتيجة.

فهنا تجد ديمبيلي في موقف 1 على 2 مع كوكوريلا و وليامز ليحاول المرور بمهارة فردية و يرسل عرضية و لكن يتاعمل معها الدفاع الإسباني.

 

و هنا ديمبيلي يستلم تمريرة مبابي على الناحية اليمنى و مع تقدم كانتي في نصف المساحة الأيمن ليستلم تمريرة من ديمبيلي و لكن ديمبيلي لجأ للحل الفردي للمرور و إرسال عرضية التي تعامل معها أيضا الدفاع الإسباني.

 

و هنا رابيو يستلم بين الخطوط و لكن مع ضغط رودري ليمنعه من التقدم ليمرر لكانتي بجانبه.

 

و هنا ثيو يمرر لمبابي و ينطلق في المساحة الخالية ليستلم تمريرة مبابي و لكن نافاس يعود مع ثيو مما يجبر مبابي على التمرير للخلف لساليبا.

 

و هنا عندما يستلم ديمبيلي الكرة على الناحية اليمنى و ينطلق كانتي في المساحة خلف كوكوريلا ليستلم تمريرة ديمبيلي و لكن رودري يعود مع كانتي مما يجبر ديمبيلي على التمرير للخلف.

 

و هنا صورة توضح محاولة فرنسا لخلق زيادة عددية على الجانب الأيمن و لكن إسبانيا كانت تمتلك عدد أكبر مما صعب المهمة على فرنسا.

 

و هنا يستلم رابيو بين الخطوط تمريرة ساليبا ليمرر لمبابي على الناحية اليسرى و ينطلق في منطقة الجزاء ليسحب معه رودري ويخلق مساحة لمبابي ليتقدم و يسدد و لكن يامال يعود مع نافاس ليغلقوا عليه أي زاوية للتقدم و التسديد مما يضطر مبابي ليذهب ناحية الخط و يرسل عرضية.

 

و هنا محاولة تمرير من ساليبا لكولو مواني بين الخطوط و لكن دفاع إسبانيا يضغط عليه ليستعيد الكرة.

 

و هنا هذه المرة تنجح فرنسا في خلق خطورة حيث خلق مبابي و ثيو موقف 2 على 1 مع ناتشو ليرسل ثيو عرضية لكانتي الذي يسدد و لكن تسدديته خارج المرمى.

الختام

و من هنا نرى الفارق بين تعامل الفريقين في الحالة الدفاعية و الهجومية فإسبانيا منظمة و لديها أفكار هجومية نجحت من خلالها تسجيل هدفين و أفكار دفاعية نجحت من خلالها إحباط محاولات فرنسا بينما فرنسا فبإستثناء لقطة الهدف لم تكن هناك أفكار في الحالة الهحومية التي كان يغلب عليها المحاولات الفردية خاصة من ديمبيلي و لا الدفاعية و في النهاية فاز من إستحق و خسر من إستحق.

Football Talk (2)

أخبارنا

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على معلومات التحديث والأخبار والرؤى.

Copyright FBTALK 2024 | Developed by OaCode Technology