الرجل الثالث طريقك نحو المرمى

الرجل الثالث هو عملية مرتبة من التمريرات تلو الأخرى لتحرير لاعب من رقابة الخصم، ويكون في موضع تقديم الدعم للزملاء في الفريق وإرسال إلى الكرة إلى خلف الخطوط.
ويمكن القول إن اللاعب الثالث هو جذب لاعبي المنافسين من أجل العثور على لاعبين أحرار متمركزين في مساحات مفتوحة وبعيد عن الكرة خلف خطوط المنافس.
وأيضاً يمكن القول إن الرجل الثالث هو لاعب غير مراقب وقادر على تسلّم الكرة، ويتمتع بالوقت والمساحة. 

من أهم المبادئ للتشغيل أو إظهار الرجل الثالث هو عدم وجود اللاعبين على خط واحد، بمعنى توزيع اللاعبين على ارتفاعات مختلفة من إنشاء زوايا تمرير مختلفة.
من أجل إيجاد الرجل الثالث عليك دائما النظر إلى الإمام، وعلي اليمين واليسار عليك النظر قدر ما تستطيع.

ويقول جوارديولا عن كرويف ومفهوم الرجل الثالث

(Cruyff said to me , and gave me this example when you have the ball , the first thing you need to do, is to look as far as you can)

(قال لي كرويف، وأعطاني هذا المثال، عندما تكون لديك الكرة، أول شيء عليك القيام به، هو أن تنظر إلى أبعد ما تستطيع)

مفهوم الرجل الثالث يعتمد إلى حد بعيد على اللاعبين الذي يمتلكون الكرة واللاعبين الذين لا يمتلكون الكرة.
حركة اللاعبين غير المتناهية تناقل الكرة واللاعبين بسرعة في الوقت نفسه

يقول تشافي هو أحد أساتذة هذا المفهوم منذ أن كان في السد القطري يحكي عن الرجل الثالث حينما كان يلعب. 

 تخيل أن بيكيه يريد اللعب معي، لكنني مراقب، ولدي مدافع، رجل عدواني للغاية. حسنًا، من الواضح أن بيكيه لا يستطيع تمريرها إلي، هذا واضح. إذا ابتعدت، سآخذ المراقب معي. ثم ينزل ميسي ويصبح الرجل الثاني. بيكيه هو الأول، ميسي هو الرجل الثاني، وأنا الثالث، يجب أن أكون متيقظًا للغاية، أليس كذلك؟! بيكيه، ثم يلعب مع الرجل الثاني، ميسي، الذي يعيدها، وفي تلك اللحظة أنا خيار. أنا الآن حر من رقيبي الذي تحرك للدفاع بالقرب من الكرة. الآن أنا غير مراقب تمامًا، ويمرر لي بيكيه الكرة. إذا كان مراقبي ينظر إلى الكرة، فلا يمكنه أن يرى أنني غير مراقب ثم ظهرت، أنا الرجل الثالث. "لقد حققنا التفوق بالفعل. هذا لا يمكن الدفاع عنه، إنها المدرسة الهولندية، إنها مدرسة كرويف. إنها تطور للمثلثات الهولندية – تشافي

يستكمل تشافي حديثه 

البحث عن الرجل الثالث يعني، على سبيل المثال، أن لاعبي الوسط يمتلكون الكرة وواحد منهم مفتوح دائمًا لأنه لديك دائمًا لاعب واحد أكثر من مهاجمي الخصم. في هذه الحالة، بويول يمتلك الكرة، ويصعد لأعلى ولأعلى حتى يتحداه أحد المدافعين. إذا كان المدافع الذي يحاول إيقافه هو مراقبي، فإن الرجل الثالث هو أنا! إذا كان مراقب إنييستا هو الذي يتحرك لتحدي بويول، فإن أندريس هو الرجل الثالث. ولذا فإننا نسعى للتفوق في أي مجال من مجالات الميدان. تقوم بثلاثة ضد اثنين، وتفوز ويكون لديك الرجل الثالث. نحن نتقدم بمواقعنا في الملعب". - تشافي هيرنانديز

كما ذكرت سابقاً يجب أن يكون اللاعبون على ارتفاعات مختلفة، وليس على خط واحد من أجل إنشاء زوايا تمرير مختلفة للاعبين من أجل الحصول على الرجل الثالث. 

في هذا المثال نجد تحرك لاعب الخصم نحو اللاعب حامل الكرة أصبح لاعباً من الفريق حر دون رقابة، يوجه حامل الكرة في اتجاه آخر، ومن ثم يلعبها إلى زميله دون رقابة.
هنا مفهوم الرجل الثالث توقف على مدى تحرك اللاعب من غير كرة وتحرك لاعب الخصم على حامل الكرة دون ذلك لم نحصل على تمريرة إلى الرجل الثالث. 

طريقة أخرى للحصول على الرجل الثالث، وهي الجري في الجانب الأعمى للخصم. 

نلاحظ هنا تركيز مدافعي الخصم على اللاعب حامل الكرة وتمريرها إلى اللاعب الثاني المتمركز ما بين الخطوط، في الوقت نفسه يتحرك لاعب الفريق في الجانب الأعمى للاعب الخصم ليكون مفهوم الرجل الثالث في المساحة والوقت الكافي

من مباراة ريال سوسيداد ومايوركا ووجود لمفهوم الرجل الثالث. 

هنا يمتلك اللاعب الكرة ولديه 2 من زملائه خلف الخطوط . اللاعب ناحية اليمين لديه بعض الحرية أما اللاعب الآخر يتقدمه لاعبان من الخصم.

هنا بمجرد تقدم حامل الكرة ومحاولة المراوغة يتقدم مدافعي الخصم وبالتالي يتحرر اللاعب الثاني على اليمين، ويظل الرجل الثالث حر بين خطوط الخصم

هنا اللاعب الثاني تسلّم الكرة، ومررها إلى اللاعب الثالث، وانطلق إلى المساحة الفارغة خلف خطوط الخصم

مثال آخر يدل على جودة مفهوم الرجل الثالث من أحد محبين وأساتذة الرجل الثالث تشافي هيرنانديز أيام تدريبة لنادي السد في دوري نجوم قطر أمام فريق الغرافة.

ميزة يفعلها مفهوم الرجل الثالث، وهي الزيادة العددية للفريق الذي يسيطر على الكرة.

هنا نرى تمركز الرجل الثالث بين خط دفاع الخصم.

تمريرة إلى الرجل الثاني يتوفر للفريق حامل الكرة ميزة التمرير في اتجاهين مختلفين.

مانشستر ستي بقيادة جوارديولا يلعبون بمفهوم الرجل الثالث بكل سلاسة ودون تعقيد أحرزوا هدفاً أمام بيرنجهام سيتي في الجولة الثالثة في مسابقة (FA Cup )
بعد تمرير الكرة 24 تمريرة تناقلها لاعبو السيتي أحرزوا من خلالها هدف عن طريق بيرناردو سيلفا
كسر لاعبي السيتي خطوط الخصم عن طريق الرجل الثالث. 

موقف مشابه إلى حد كبير في مباراة ريال سوسيداد و مايوركا ( الحالة الاولى في المقال ) يتمركز لاعبي السيتي بين خطوط المنافس يتحرك جميع أفراد الفريق في اتجاهات مختلفة من أجل الوجود في المساحة والوقت المناسب.

صورة أخرى توضح تنقل اللاعبين وكيفية اختراق الرجل الثالث للخط الدفاع التمريرة الأولى من رقم (1)

ثم يمرر الكرة إلى رقم (2) الي رقم(3) هنا يتحرك رقم (1) خلال تمرير الكرة ينطلق خلف خط دفاع الخصم. 

الرجل الثالث موجود في كل مكان تحت قيادة فينسنت كومباني مدرب نادي بيرنلي

وخلال لقائهم مع نادي (ميلوول) في تشامبيونو شيب في عام 2022 أحرزوا هدفاً بعد تمرير الكرة 25 تمريرة، وفي الأخير سكنت الشباك.
لامس جميع أفراد الفريق الكرة إلى أن تم سجيل الهدف الرجل الثالث كان المسؤول عن نقل الكرة والخروج بها من ضعط الخصم في نص الملعب الفريق وأيضا نقل الكرة إلى الثلث الأخير إمام الدفاع المتكتل للخصم

هنا الفريق في مرحلة التحضير، ويريد الخروج بالكرة يجد لاعبي بيرنلي الرجل الثالث متمركز بين خطوط الخصم، ويقدم المساندة في تسلّم التمريرة ونقل الفريق.

نفس الموقف يتكرر في مرحلة التحضير، ويجد الفريق مخرجا من خلال الرجل الثالث. 

هنا الفريق في مرحلة التقدم أمام تكتل المنافس، ويتمركز الرجل الثالث في المساحة اللازم وتوفير خيار التمرير.
لو لاحظنا خلال هذه اللقطات سنجد أفراد فريق بيرنلي لا يتمركزون على خط واحد جميع أفراد الفريق تقف على خطوط وارتفاعات مختلفة، مما يسمح للفريق بيرنلي يابجاد تمريرات في اتجاهات مختلفة.

يختلف البعض في أن الرجل الثالث هو الرجل الحر، ولكن هناك خيط رفيع يفصل بين المفهومين.

حيث الرجل الثالث يكون لاعباً غير مراقب في موقف 3 ضد 2، ومن الممكن أن يتقدم بالكرة وفي مواقف أخرى قد لا يستطيع التقدم بالكرة الانطلاق في المساحات داخل أرضية الملعب.
ولكن إذا تسلّم اللاعب الكرة في الوقت والمساحة، ويملك القدرة على التقدم إلى الإمام وقطع مسافة دون رقابة أو تتدخل أحد المدافعين في هذه الحالة هو ليس فقط الرجل الثالث، ولكن أيضاً يكون اللاعب الحر. 

انتهى .