برشلونة 1 – 2 ريال مدريد: الأداء أم النتيجة

الكاتب : سيف ونيس

نجح الريال في تجاوز تأخره وتحقيق الفوز 2-1 بفضل تألق لاعبه بيلينجهام. على الرغم من النتيجة الإيجابية، يثار السؤال حول ما إذا كان الأداء الذي قدمه الريال يستحق الفوز، أم أنه كان موفقا في تحقيق الانتصار.

سنقوم الآن بتسليط الضوء على إحدى جوانب الأداء للفريقين في الملعب، وهي استراتيجية برشلونة في بناء اللعب والضغط العالي لريال مدريد.

الضغط العالي لريال مدريد

شكل الفريقين عند بداية المباراة

بدء ريال مدريد بشكل أقرب إلى (4-4-2) حيث يقوم كل لاعب بمراقبة لاعب من برشلونة, رودريجو (11) و فينيسيوس (7) راقبوا مارتينيز (5) و كريستينسن (15), بينما رباعي الوسط فالفيردي (15) و تشواميني (18) و كروس (8) و بيلينجهام (5) راقبوا بالدي (3) و جوندوجان (22) و جافي (6) و أراوخو (4) تواليا.

وقام رودريجو (11) أو فينيسيوس (7) بالضغط على حامل الكرة من الحارس أو أحد قلوب الدفاع.

و لكن برشلونة نجح في إختراق هذا الشكل من الضغط بأريحية مما جعل الريال يغير شكله في الضغط أثناء المباراة.

مشاكل الضغط العالي لريال مدريد

بدأت مشاكل ريال مدريد تظهر في شكل الضغط المطبق و تنفيذ اللاعبين للضغط فالريال قرر الضغط بأكبر عدد ممكن من اللاعبين (6 على 6) و هذه مخاطرة تتطلب تنفيذ و تمركز جيد و شراسة من اللاعبين حتى لا يسمحوا للخصم بالوقت لكسر الضغط و خلق خطورة على مرماهم و سنستعرض بعض الحالات التي توضح ذلك.

في هذه الحالة, تجد تمركز فينيسيوس بعيد عن اللاعب الذي يقوم بمراقبته و هو كريستينسن و أقرب لجوندوجان المراقب من تشواميني مما يتيح لكريستينسن إستلام الكرة من الحارس بأريحية و تسليمها لفيرمن في المساحة الخالية خلف خط وسط الريال المتقدم و نجحوا في كسر الضغط العالي للريال و لكن تمكن ألابا من قطع الكرة.

وهنا، لاحظنا كيف نجح أراوخو بسهولة في مراوغة فينيسيوس، مما دفع بيلينجهام لترك فيرمن والضغط على أراوخو. ومن ثم قام أراوخو بتمرير الكرة إلى فيرمن، مما جعل من السهل على برشلونة الوصول إلى ثلث الملعب الأخير لريال مدريد.

في هذه الحالة، يتيح وجود المساحة الخالية خلف لاعبي الوسط المتقدمين لمارتينيز فرصة تمرير الكرة إلى توريس. ومع ذلك، تداخل روديجر معه ومنعه من الاستمرار في التمرير إلى الأمام. نتيجة لذلك، عادت الكرة إلى الحارس الذي مررها مرة أخرى إلى توريس في نفس المكان، ولكنه لم يستلم الكرة بشكل جيد، مما أدى إلى فقدان الكرة.

في هذا السياق، نجد تموضعًا غير صحيح من فينيسيوس و رودريجو، حيث لاحظنا أن كل من أراوخو ومارتينيز يظلان خارج نطاق المراقبة. وبسهولة، يقوم الحارس بتمرير الكرة إلى مارتينيز، مما يشعل سلسلة من الأخطاء المرتكبة من لاعبي ريال مدريد.

فيقوم فالفيردي بالضغط على مارتينيز فيصبح بالدي حرا و يستلم الكرة.

فيقوم كارفخال بترك مكانه و الضغط على بالدي فيمرر بالدي الكرة إلى فيران توريس ليصبح برشلونة في موقف 3 على  3 و لكن نتيجة للتنفيذ البطيء في هذه اللحظة، سمح لاعبي ريال مدريد بالعودة إلى مواقعهم.

تعديل ريال مدريد لشكله في الضغط العالي

نتيجة لما تم ذكره سابقًا، قرر ريال مدريد تغيير نهج ضغطهم. تم تكليف بيلينجهام (5) بمراقبة جافي، في حين قام فينيسيوس (7) ورودريجو (11) بمواصلة الضغط على مدافعي برشلونة، كما هو موضح في الصورة. بالإضافة إلى ذلك، بقى كروس (8) في الجزء الخلفي من الوسط الميداني لغلق المساحة الفارغة التي كان يستفيد منها لاعبو برشلونة في وسط الملعب.

و هنا يتضح مراقبة بيلينجهام لجافي و بقاء كروس في الخلف.

بالفعل، يمكن ملاحظة أن لاعبي ريال مدريد نجحوا في إغلاق ممرات التمرير لمارتينيز، وفي نفس الوقت، تمركز كروس في وضع استعداد للتعامل مع فيرمن إذا كان يسقط في المساحة الواضحة في الصورة.

و هنا أيضا تجد نجاح الشكل الجديد في غلق ممرات التمرير على لاعبي برشلونة و إجبارهم علي لعب كرات طويلة يسهل التعامل معها.

و لكن مع ذلك إستمرت مشاكل الريال نتيجة التنفيذ السيء لبعض لاعبي الريال.

مشاكل كروس

فعلى الرغم من بقاء كروس بالخلف إلى إنه أحيانا يتمركز بشكل خاطئ أو يفقد التركيز في أحيان أخرى فيسهل إختراق برشلونة لضغط الريال.

فهنا تجد تمركز غير مفهوم لكروس يتيح لأراوخو لعب كرة طويلة لتوريس في المكان الذي كان يشغله كروس و لولا عدم التعامل الجيد لتوريس مع الكرة لكان برشلونة في موقف 3 على 3.

وهنا، يبدو أن كروس كان يراقب فيرمن بعناية، لكن عندما قام الحارس بتنفيذ كرة طويلة نحو كانسيلو، نجد أن كروس كان تائها، بينما استلم فيرمن الكرة من كانسيلو. وإذا كان لديه تصرف أفضل في هذه اللحظة، كان بالإمكان تكوين تهديد كبير على مرمى ريال مدريد.

وفي هذا الموقف، نرى كروس واقفًا دون أن يكون مراقبًا من أحد، بينما ترك فينيسيوس أراوخو وقام بالضغط على كريستينسن، الذي كان يتعرض لضغط من رودريجو. وفي هذه اللحظة، تم تمرير الكرة إلى كانسيلو، الذي بدوره قام بتمريرها إلى أراوخو.

وبينما كان فيرمان خاليًا من المراقبة بسبب تمركز كروس السيء، قام أراوخو بتمرير الكرة لتوريس. ولكن، نجح ألابا في التعامل مع الكرة بشكل جيد وقلل من خطورة الموقف.

مشاكل فينيسيوس و رودريجو

أيضا فينيسيوس و رودريجو كان لديهم مشاكل في التمركز و تنفيذ الضغط. فكما ذكرنا سابقًا في بعض الحالات, هناك حالات أكثر لم تساعد الريال في خنق عملية بناء اللعب بعد التعديل الذي تم إجراؤه.

فتجد هنا سوء تمركز الثنائي ترك مساحة كبيرة لأراخو و مارتينيز لإستلام الكرة و التقدم بها.

و هنا تجد الثنائي يضغط على كريستنسن و لكنه بسهولة ينجح في تجاوز ضغطهم و التمرير لأراخو على اليمين و لكن بيلينجهام ينجح في غلق مسار التمرير له و يتمكن الريال من إستعادة الكرة.

وفي هذا الموقف، نرى رودريجو وهو يقوم بالضغط على الحارس، في حين أن الحارس وكريستينسن يشاوران معًا لأراوخو من أجل التقدم خلف فينيسيوس، الذي يبدو واقفًا تائها. ونتيجة لذلك، استلم أراوخو الكرة وانطلق بها.

وعلى الرغم من هذا التفوق، فإن برشلونة لم ينجح في الاستفادة منه بسبب تصرفات خاطئة لبعض لاعبيه في بعض المواقف، البطء في اتخاذ القرارات الصائبة، أو التصرف السليم من لاعبي ريال مدريد في تلك اللحظات للحد من الخطورة.

لكن يبقى السؤال: هل كان يجب على أنشيلوتي أن يضغط عالياً على برشلونة، على الرغم من أن لاعبيه لا يجيدون ذلك، أم أنه من الممكن أن يلعب بالضغط المتوسط، ويقوم بتضييق الملعب وإغلاق ممرات التمرير للاعبي برشلونة.

وفي النهاية، حقق ريال مدريد الفوز وحصل على الثلاث نقاط، وهذا هو الأمر الأهم. ومع ذلك، يجب عليه أن يكون حذرًا ويعمل على تصحيح هذه الأخطاء، حيث يمكن أن يعاقب عليها في المستقبل إذا لم يتداركها.

إنتهى .

Football Talk (2)

أخبارنا

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على معلومات التحديث والأخبار والرؤى.

Copyright FBTALK 2024 | Developed by OaCode Technology