ما اجمل ان تبدأ الموسم الجديد بمباراة بين ناديان عملاقان و مدربان كبيران معركة بين فريقين احدهم في مرحلة بناء بقيادة بوتشيتينو والاخر يخوض مرحلة اعادة احلال بعد 8 سنوات ليورجن كلوب مباراة مثيرة داخل الملعب بعد ان انتهت معركة اخرى خارجه بين الناديان لخطف كايسيدو لاعب وسط برايتون وما قدمه الفريقان في المباراة اوضح مدى حاجتهم للاعب بهذه المواصفات الفنية وهو ما سيتضح خلال تحليل المباراة في السطور القادمه

قبل الخوض في التفاصيل الفنية بنهاية المباراة تشيلسي اكمل معدل استحواذ على الكرة وصل الى 64% وهو الاعلى في تاريخ مواجهات الفريقين منذ عام 2004 ببساطة ليفربول اعتمد طريقة دفاع سلبي فكان شكل الفريق كالمعتاد 4-3-3 كتلة متوسطة حدة الضغط كانت اقل من المتوقع نظراً لضعف تشيلسي المنطقي في عملية البناء لكن لم يحدث ما كان متوقع .. هذه المرحلة (استحواذ تشيلسي في وسط ملعبه) كانت هي المرحلة التي قضا بها الفريقين اغلب فترات المباراة وكانت مليئة بالافكار والتعديلات اثناء سير المباراة

تشيلسي مع الكرة

منذ وصول بوتشيتينو للقيادة الفنية في تشيلسي اعتمد خلال مبارياته في البري سيسون على خط دفاع رباعي لكنه فاجئ الجميع بشكل اقرب لخط دفاع خماسي وللامانة الشكل كان اكثر تعقيداً من ان نصفه فقط بهذا المسمى

بدأ تشيلسي المباراة بالاعتماد على قاعدة بناء مكونة من ثلاثي قلوب الدفاع امامهم ارتكاز وحيد هو كالاغير 3-1 مع تمركز 6 لاعبين خلف خطي الضغط الاول والثاني لليفربول مما اجبر خط الضغط الثاني للريدز على التراجع وهو ما ادى بالتبعية لتفريغ مساحة لكالاغير لمحاوله استلام الكرة هذه كانت فكرة بوتشيتينو محاولا الصعود على الاطراف دائماً وايصال الكرة لتشيلويل وجيمس وعمل زيادة عددية على اظهرة ليفربول بتمركز تشوكوميكا وستيرلنج في انصاف المساحة لتشكيل ثنائية على كل طرف

تشيلسي قدم اداء تكتيكي قوي اظهر مرونة كبيرة في تحول هيكل الفريق من 4-2-3-1 الى 5-2-3 بل انه لعب بيهكل 3-1-6 في احد فترات المباراة كل تلك المرونة كانت متشكلة بتحركات ديناميكية للاظهرة تشيلويل وجيمس وهنا تأكيد على انتهاء فكرة مراكز اللاعبين التي استبدلتها فكرة ادوار اللاعب فلكل لاعب ادوار مختلفة في كل مرحلة لعب تشيلسي كان بيهدف دائما لايجاد جيمس وتشيلويل على الاطراف مع اقتراب الاجنحة العكسية ستيرلينج و تشوكوميكا في انصاف المساحة لتشكيل موقف 2V1على كل طرف

لم تكن عملية التدرج بالكرة ناجحة بالقدر الكافي كان صعب على لاعب بامكانيات كالاغير انه يقود عملية البناء وحيداً في وسط الملعب اكثر من كرة خسرها ولم يتمكن من وبط خطوط الفريق كان الحل سريع من بوتشيتينو بالدفع بانزو بجانب كالاغير لتشكيل قاعدة بناء 3-2 بعدها تمكن تشيلسي من تدور الكرة بشكل اسرع وهيمن على المباراة انزو تقنياً قادر يستلم تحت ضغط ويخرج زملاءه بتمريرات متقنه نظراً لمجال رؤيته الواسع .

اخر ربع ساعة في الشوط الاول كانت عبارة عن هيمنه لتشيلسي بسهولة بيتمكنوا من ايصال الكرة للثلث الاخير وصنع خطورة من العمق والطرف تمكن تشيلسي من تعديل النتيجة بل انه احرز هدف ثاني بعد عملية تدرج ناجحة لكن الغي الهدف بداعي التسلسل ،

نزول انزو في العمق ربط اكثر بين خطوط الفريق واجبر خط الضغط الثاني في وسط ليفربول على التقدم خطوات اكثر للامام حيث اصبح كل من سوبوزلاي وجاكبو مشغولين اكثر مراقبة انزو وكالاغير مما ادى لحرية اكبر لجيمس وتشيلويل على الاطراف، تبعات كل ذلك كانت زيادة عددية على كل طرف على اليمين جيمس وستيرلنغ في مواجهة روبيرتسون وفي اليسار تشيلويل تشوكوميكا امام ارنولد، كان صعب على ليفربول التعامل مع هذه الحالات خصوصاً من فتح جيمس وتشيلول لعرض الملعب مما احبر خط دفاع الريدز على الترحيل عرضياً كانت هذه نقطة قوة تشيلسي

اكثر الالعاب المركبة تكرارا كانت كالتالي :

بشكل سلس قدر انزو يتمركز خلف اول خطوط ضغط ليفربول عشان يستلم كرات قصيرة من قلوب الدفاع ويحولها من لمسة واحده للاعب الحر ريس جيمس على الطرف

انزو بعد تمركزه العميق كممول ادى لخلق انسيابيه في ايصال الكرة للثلث الاخير .. مباراة عظيمة قدمها انزو خصوصاً في قدرة على ربط خطوط الفريق بتمريرات الساحرة الدقيقة ،رغم هذا التفوق في كسر خطوط ضغط الليفر لكن الفعالية في خلق واستغلال الفرص لم تكن حاضرة بشكل كافي ربما ينقص الفريق بعض النتاغم وهو ما ظهر في اكثر من حالة حيث طلب جاكسون الكرة في ظهر الدفاع بتحركه السريع لكنه لم يجد دعم من زملاءه بارسال الكرات في التوقيت المناسب مشكلة ستحل مع الوقت وزيا التواغم بين افراد المجموعة

تشيلسي بدون كرة كان اقرب لشكل 4-2-3-1 اثناء الضغط العالي كان الفريق بيلعب بمبدأ الرقابة man to man لاغلاق كافة خيارات التمرير امام حامل الكرة واجبارن على ارسال كرة طويلة

ضغط تشيلسي كان منظم وحاد وادى لعدم قدرة ليفربول على الاحتفاظ بالكرة لاكثر من 36% من وقت المباراة ، حدة الصغط العالي اظهرها معدل PPDA وهو عدد التمريرات التي سمح بها تشيلسي لخصمه قبل عمل اكشن دفاعي (مقياس حدة الضغط) وكان المعدل 9 لصالح تشيلسي وهو رقم كبير مقابل 17 للبفربول مما يدل على قلة حدة ضغط الريدز

بوتيشيتو قدم مرونة تكتيكية كبيرة بتخويل الفريق لشكل 4-2-3-1 بدون كرة بخط دفاع رباعي يتحول فيه كولويل لظهير ايسر مكلف بمراقبة صلاح في حين الدور المركب الذي لعبه تشيلويل هو دخوله للعمق لمراقبة كثاني وسط بجانب كالاغير وكان مكلف اكثر بمراقبة سوبوزلاي في العمق فكرة ذكية من بوتشيتينو كانت ناجحة طوال المباراة تقريبا

ليفربول مع الكرة :

لو نظرنا لنوعية لاعبين ليفربول سنجد ان الخاصية الابرز المسيطرة على اسلوب لعبهم هي اللعب المباشر جاكبو ماك اليستير سوبوزلاي صلاح يداز يوتا جميعهم لاعبين مباشرين لا تمتظر منهم الهدوء على الكرة وتدويرها والتحكم في الرتم لذلك ظهر ليفربول بهذا الشكل المباشر السريع دون اي قدرة على السيطرة .. الكثير من الكرات السريعة العامودية والقليل من التحكم

وهذه النقطة بالاخص واحدة من ابرز اسباب حاجة ليفربول المُلحة للاعب وسط من نوعية كايسيدو لاعب تقنياً قادر على الاحتفاظ بالكرة وتدويرها يساعد في رفع معدل الاستحواذ والتحكم وايضاً مهم ان يمتلك الفريق لاعب وسط يقوم بادوار بديلة لما كان يقدمه فابينيو

ليفربول لعب 20 دقيقة اولى ممتازة بحدة عالية في الضغط وسرعة في نقل الكرة ولعب مباشر عامودي وهو ما يتناسب بشكل واضح مع فنيات اللاعبين لكن بعد ذلك ولانه من المستحيل ان تلعب بعذا الشكل طوال المباراة انخفض رتم المباراة وتحكم تشيلسي اكثر كانت تلك اللحظة الفارقة التي يجب على ليفربول الاستحواذ على الكرة لكنه فشل لعدم وجود الادوات المناسبة لفعل ذلك .. لنلقي نظره على عدف ليفربول الذي اتى من عملية بناء ناجحة في الثلث الاول تنقلت الكرة من اليسون الى سوبوزلاي ثم الى كوناتي حتى وصلت لاخطر لاعب في هذه الحالة وهو ماك اليستر مجرد ان وصلت الكرة لاقدامه انطلق صلاح خلف كولويل ليتلقى كرة طويلة مباشرة دقيقة من الارجنتيني استقرت بين اقدام صلاح في موقف 1v1 على الطرف وبتمريره ساحرة تمكن من ايجاد دياز داخل المنطقة وحيداً تحت متابعة جيمس والذي في نظري كان مسؤول عن تتبع دياز لكنه كان بطيئ في التغطية، هدف يؤكد ما ذكرناه مسبقاً ليفربول مباشر وسريع وعامودي في اسلوب لعبه لكنه عامودي ومباشر اكثر من اللازم

خلال سوق الانتقالات تمكن بالفعل ليفربول من رفع جودة لاعبيه في الثلث الاخير باضافة لاعبين تقنياً ممتازين خلافين ولديهم حلول هجومية متنوعه لكن خلال اول مباراة بالموسم قضوا 70% تقريباً من المباراة في نصف ملعبهم دون كرة فما فائده هذه الجودة المضافه ان كانت ستأتي على حساب التحكم والاستحواذ على الكرة!؟ معادلة صعبة يجب على كلوب وجهازه الفني معالجتها والحل اعتقد في اضافة لاعب ارتكاز يمتلك خصائص فنية تمنح الفريق سيطرة وتحكم اكبر

لبفربول بدون كرة ضغط سلبي كان قادر يحتوي تشيلسي ويحرمه من ايصال الكرة للخط الاخير بكتلة متوسطة ضيقة narrow مع نزول كوناتي لمراقبة جاكسوو في حال تحرك في العمق لاستلام الكرة كذلك بمراقبة ماك اليسر لتشوموميكا بين الخطوط قبل تعديل بوتشيتينو باضافة انزو لثاني اركااز كانت خطة ليفربول تسير بشكل مثالي

ليفربول كان ناجح من الناحية الهيكلية في احتواء تشيلسي لكن لم يكن فعال ابداً في استعادة الكرة او حتى توجيه تشيلسي لمنطقة معينه كمصيدة للضغط ثم افتكاك الكرة والتحول كان ضغط سلبي تماماً معتمد على اخطاء لاعبي تشيلسي فقط

هكذا كانت قرائتنا لمباراة كثيفة الافكار ومليئه بالتقلبات التعادل نتيجة مرضية نوعاً للطرفان لكن لا اعتقد ان احدهم سيكون راضي باكمال الموسم دون اضافة لاعب ارتكاز واخص بالذكر ليفربول، لننتظر ونرا ما سيحدث في موسم من الواضح انه سيكون مليء بالاثارة.

إنتهى .