نجح برشلونة في تجاوز عقبة الميستايا و تحقيق أول إنتصار له في الموسم على حساب فالنسيا بعدما حول تأخره إلى فوز.

الفريق لم يقدم الشكل الجيد و عجز في أوقات كثيرة على خلق خطورة على المرمى بل و كان يستقبل أيضا فرص خطيرة.

و لكن كانت هناك أفكار جديدة يمكن من خلالها تحسس شكل برشلونة الجديد تحت فليك و المزايا التي من الممكن أن تصبح نقطة قوة للفريق و العيوب التي يجب أن يتلاشاها أو يحسنها.

و لذلك سنتحدث بشكل أكبر في هذا المقال عن أفكار فليك التي ظهرت في هذه المباراة خاصة عند حيازة الكرة.

بناء اللعب لبرشلونة

بدء برشلونة بشكله المعتاد ب 4-1-2-3 بوجود الشاب بيرنال (28) أمام قلبي الدفاع و أمامه رافينيا (11) و كاسادو (17) كلاعبي "8".

بينما كان شكل فالنسيا في الضغط العالي أقرب ل 4-4-2 بمراقبة دورو (9) و ألميدا (10) لبيرنال (28) و من ثم يبدأوا بالضغط على حامل الكرة من قلبي الدفاع. و من خلفهم رباعي مكون من جيرا (8) و بيبيلو (18) لمراقبة لاعبي ال"8" لبرشلونة و مير (11) و لوبيز (16) كأجنحة متمركزة في أنصاف المساحات و بالقرب من لاعبي ال"8" لبرشلونة و من ثم يبدأون بالضغط على الأظهرة عند إستلامهم للكرة.

الصورة هنا توضح شكل برشلونة في بناء اللعب كما توضح شكل فالنسيا في الضغط و تواجد مير و لوبيز بالقرب من كاسادو و رافينيا كما أيضا توضح مراقبة جيرا لرافينيا و من ثم سينتقل لمراقبة بيرنال عندما يتحرك المهاجمين الإثنين للضغط على المدافعين.

أفكار برشلونة في كسر الضغط العالي لفالنسيا

الشوط الأول

كانت لفليك عدة أفكار لكسر الضغط العالي لفالنسيا في الشوط الأول

1- إرسال كرات طويلة خلف الدفاع المتقدم و إستغلال سرعة لاعبي برشلونة و خلق الخطورة و لكن الكرات لم تكن دقيقة كما أن تعامل معها مدافعي فالنسيا بكل سهولة.

2- أيضا كان الإعتماد في الخروج بالكرة على الجبهة اليسرى و خلق لعب توافقي و إستغلال المساحات في تلك الجبهة و هذا ما سيتم شرحه بالحالات.

الإعتماد في الخروج بالكرة على الجبهة اليسرى

إعتمدت برشلونة في الخروج بالكرة على ناحية بالدي مستغلين تمركز مير بالعمق و بطئه في الضغط على بالدي.

فهنا يستلم بالدي الكرة من المدافع و من ثم يمرر لكاسادو الذي أصبح حرا بعد قيام مير بالضغط على بالدي و من ثم يستلم في المساحة ليمرر لتوريس الذي يمرر لبالدي في المساحة الخالية و لكن تمريرته لم تكن دقيقة و يعترضها المنافس.

و هنا يستلم بالدي الكرة أيضا من المدافع و من ثم ينجح في المرور من مير لنفس الأسباب التي تم ذكرها و يمرر لليفاندوفسكي و لكن تمريرته لم تكن دقيقة و من ثم يخسر الكرة.

و هنا مثل الحالة الأولى يستلم بالدي الكرة و يمرر لكاسادو في المساحة الخالية خلف مراقبيه ليمرر لتوريس على الجهة اليسرى مستغلا ضغط كوريا عليه و تركه لتوريس خاليا من الرقابة و لكن تمريرته أخرجها المدافع لخارج الملعب.

و لهذا السبب قام فالنسيا بتقديم كوريا لمراقبة بالدي و الضغط عليه عند الإستلام لمنعه من التقدم بالكرة.

الشوط الثاني

في الشوط الثاني غير فليك من أفكاره نتيجة تعادله في أخر الشوط الأول و إزدياد حدة فالنسيا في الضغط:

1- بدء في محاولة الخروج من العمق مستغلا إندفاع لاعبي فالنسيا.

2- كرر نفس تجربة الخروج بالكرة من الناحية اليسرى لليمنى خاصة بعد خروج بالدي مصابا من الملعب.

محاولة الخروج من العمق

حاول برشلونة إستغلال شكل فالنسيا الجديد في الضغط و إندفاعه لإسترجاع الكرة.

الصورة هنا توضح ضغط فالنسيا الجديد و المساحة المتروكة خلفهم التي يستغلها مهاجمي برشلونة

فهنا كرة طويلة من الحارس لتوريس الذي يستلم بين الخطوط و ينطلق بالكرة ليمرر لرافينيا خلف الدفاع و ينجح رافينيا في الحصول على ركلة جزاء يسجل منها ليفاندوفسكي الهدف الثاني و يتقدم برشلونة.

بينما هنا يستلم رافينيا كرة أيضا بين الخطوط من الحارس و لكن سرعان ما يعود لاعبي فالنسيا للضغط عليه و إستعادة الكرة.

الإعتماد على الجهة اليمنى

بعد خروج بالدي و مع محاولة فالنسيا لغلق العمق إتجه برشلونة للإعتماد في الخروج بالكرة على الجهة اليمنى من جهة كوندي.

فهنا يستلم كوندي الكرة من الحارس مستغلا تمركز مير في العمق لينطلق بالكرة ويمرر لكاسادو ولكن يعود لاعبي فالنسيا لتبدء مرحلة لعب جديدة.

و هنا يستلم كوندي الكرة من المدافع ليمرر لكاسادو الخالي من الرقابة بعد تقدم مارتن البديل للضغط على كوندي و يمرر كاسادو ليامال في الناحية اليمنى و لكن تمريرته لم تكن دقيقة لتخرج خارج الملعب.

مرحلة الثلث الأخير

أيضا إعتمد برشلونة في تلك المرحلة من اللعب على الجهة اليسرى:

1- إما عن طريق خلق زيادة بتواجد توريس معه.

2- أو عن طريق تجميع اللعب في الجهة اليمنى ثم نقل الكرة للجهة اليسرى.

بالدي و توريس

هنا تجد بالدي يستلم الكرة من المدافع ثم يمرر لتوريس في المساحة خلف الظهير لقيام الظهير بالضغط على بالدي ليرسل توريس عرضية يخرجها دفاع فالنسيا.

و هنا نفس اللعبة و لكن يتحرك المدافع مع توريس مما يجبر بالدي على التمرير للخلف.

و هنا تواجد توريس يشغل المدافع و يتيح لبالدي وضعية 1 على 1 مع المدافع ليمر منه و يرسل عرضية يخرها الدفاع للركنية.

نقل اللعب من اليمين لليسار

أيضا من الحلول التي قام بها برشلونة هي تجميع اللعب في الناحية اليمنى و نقلها لليسرى إما من تمريرة مباشرة أو أكثر من تمريرة.

فهنا رافينيا يمرر الكرة لليفاندوفسكي الذي كان من الممكن أن يمررها لبالدي الخالي من الرقابة في الناحية اليسرى و لكنه مرر للخلف.

و هنا بيرنال يستلم الكرة ليمرر لتوريس و من ثم يستلم منه الكرة مرة أخرى في المساحة الخالية ليمرر بعد ذلك لليفاندوفسكي الذي يمرر هذه المرة لبالدي الخالي من الرقابة في الناحية اليسرى فيرسل بالدي عرضية عكسية لكاسادو الذي يسدد في المرمى و لكن مدافع فالنسيا يخرج الكرة من على خط المرمى.

بينما جاءت لقطة الهدف الأول لبرشلونة من نفس الفكرة فرافينيا يمرر الكرة من اليمين لليسار لبالدي الخالي من الرقابة الذي يرسل عرضية على القائم الآخر ليامال الذي يرسل عرضية لليفاندوفسكي فيسجلها في المرمى و يتعادل لبرشلونة.

ضغط برشلونة

عندما لا يستحوذ برشلونة على الكرة كان في أغلب الوقت يقوم بالضغط العالي على لاعبي فالنسيا لإسترجاع الكرة.

فبدء برشلونة في ضغطه بشكل أقرب ل 4-1-3-2 بوجود ليفاندوفسكي (9) و توريس (7) لمراقبة بيبيلو (18) بينما يقوما بالضغط على المدافعين, مع رقابة رافينيا (11) و كاسادو (17) لجيرا (8) و ألميدا (10) و بقاء بيرنال في الخلف ليحمي العمق و رقابة بالدي (3) لكوريا (12) و مارتينيز (5) لمير (11).

ثم تغير الشكل ليتقدم يامال (19) مع توريس (7) للضغط على المدافعين و رقابة ليفاندوفسكي (9) لبيبيلو (18) و بقاء فاسكيز (21) خالي من الرقابة, يعود إليه يامال (19) إذا كان قريب أو يذهب إليه كوندي (23).

فالصورة هنا توضح شكل برشلونة الأول في الضغط.

بينما هنا توضح الشكل الثاني مع عودة كوريا و تقدم بالدي.

أفكار فالنسيا في الخروج بالكرة

كانت لفالنسيا أفكار بسيطة للخروج بالكرة و هي إرسال كرات طويلة للأجنحة مير أو لوبيز مع عودة الأظهرة ليصبح الأجنحة في موقف 1 على 1 مع الظهير و يتفوقوا في الصراع الهوائي مع الأظهرة و يمرروا الكرة في المساحة خلف الظهير.

فهنا كرة طويلة من الحارس للوبيز الذي يتفوق على كوندي في الصراع الهوائي و يمرر لدورو في المساحة خلف كوندي و لكن دورو يفشل في الحفاظ على الكرة.

و هنا كرة طويلة من الحارس لمير محاولة لتكرار نفس اللعبة و لكن بالدي يعود ليساعد مارتينيز و يخرج مارتينيز الكرة للخارج.

و لكن تلك الطريقة في الضغط كلفت برشلونة هدفا, فالحارس يرسل كرة طويلة للظهير فاسكيز الذي يستلم بدون رقابة و ينطلق بالكرة ليمررها للوبيز الذي يرسل عرضية لدورو ليسجل الهدف الأول لفالنسيا.

إستغلال المساحة خلف الظهير في مراحل اللعب المختلفة

إستمرت معاناة برشلونة في الزيادة العددية التي خلقها لاعبي فالنسيا على أظهرتهم و إستغلال المساحة في خلفهم.

فهنا كوريا يستلم الكرة على اليمين مع تمركز لاعبي برشلونة في العمق ليمرر لألميدا خلف بالدي و ينطلق ألميدا و يرسل عرضية خطيرة يخرجها المدافع للركنية.

و هنا يستلم فاسكيز تمريرة زميله في المساحة الخالية خلف كوندي مستغلا رقابة كوندي للجناح لوبيز ليدخل منطقة الجزاء و لكن لم يستلم الكرة بالشكل المناسب فيعود المدافع و يغلق عليه الزاوية و تذهب الكرة بسهولة للحارس.

الخاتمة

في النهاية نجح برشلونة في الفوز و لكن لديه عديد من السلبيات التي يجب العمل عليها خاصة في شكل الضغط و في تعامل لاعبيه مع الكرة و دقة التمرير, و لكن أيضا لديه إيجابيات يمكن البناء عليها و تطويرها.