نجح ريال مدريد في تحقيق فوز هادئ على بيلباو بثنائية رودريجو, اللاعب الذي يواصل تألقه كلما غاب فينيسويس حيث يعود ليلعب في مركزه المفضل على الناحية اليسرى.

في ليجا شبه محسومة لريال مدريد يبقى تحقيق الأبطال هذا الموسم هو المهمة الأصعب حيث سيواجه حامل اللقب و الفريق الذي أخرجه العام الماضي و فاز عليه بنتيجة كبيرة ستبقى عالقة في أذهان كل مدريدي و هو فريق مانشستر سيتي.

فكان يحتاج الريال للقاء مثل اليوم أمام فريق متميز مثل بيلباو يحقق نتائج رائعة و يلعب بطريقة جيدة و يمارس الضغط العالي على مدافعي الريال و هو ما سيتعرض له أمام السيتي بدرجة أكبر فكان لابد من الوقوف على نقاط القوة و الضعف في مواجهة مثل هذه الفرق حتى يعلم الريال مدى جاهزيته في مواجهة السيتي.

و بالتالي سنسلط الضوء اليوم على شكل الريال في بناء اللعب و شكل بيلباو في الضغط العالي و كيف تعامل الريال مع هذا الضغط.

بناء اللعب لريال مدريد

شكل الفريقين في بداية المباراة

بدء ريال مدريد بشكل أقرب ل 4-2-2-2 بوجود كروس (8) و تشاوميني (18) كمحاور و أمامهم بيلينجهام (5) و فالفيردي (15) بينما رودريجو (11) و دياز (21) كأجنحة في بعض الأحيان يضمون للعمق.

بينما بدء بيلباو في ضغطه بشكل أقرب ل 4-4-2 بوجود جوروزيتا (12) و سانسيت (8) كمهاجمين يقومون بالضغط على قلوب الدفاع مع محاولة غلق ممرات التمرير على المحاور, ويليامز (9) و بيرينجير (7) كأجنحة لمراقبة الأظهرة مع غلق ممرات التمرير في أنصاف المساحات بينما المحورين فيسجا (6) و برادوس (24) بمراقبة محوري الريال تشاوميني (18) و كروس (8) مع تقدم أحدهم و بقاء الآخر في الخلف حتى لا يتركوا مساحة في عمق الملعب يستغلها بيلينجهام (5) أو فالفيردي (15).

في الصور التالية يتضح شكل بيلباو في الضغط العالي كما تم شرحه, حيث تجد في الصورة الأولى فيسجا يتقدم لمراقبة تشواميني بينما يبقى برادوس في الخلف و في الصورة الثانية تجد برادوس يتقدم لمراقبة كروس بينما يبقى فيسجا في الخلف.

أيضا صورة آخرى توضح شكل بيلباو في الضغط العالي

الهدف الأول لريال مدريد

و على الرغم من معاناة الريال في بداية المباراة في الخروج بالكرة إلى إنه وجد ثغرة إستطاع منها كسر الضغط العالي لبيلباو و من ثم تسجيل الهدف الأول.

فمع سقوط تشاوميني و كروس على نفس خط قلوب الدفاع أحدث هذا خلل في شكل ضغط بيلباو حيث قام بيرنجير بالضغط على تشاوميني جعل كارفخال خالي من الرقابة, فمرر تشاوميني الكرة لكروس الذي مرر لكارفخال و من ثم لتشاوميني مرة أخرى مع تأخر قدوم فيسجا و إنشغاله بدياز ليمرر تشاوميني لدياز خلف فيسجا و ينطلق دياز بالكرة و يمرر لرودريجو ناحية اليسار ليقوم بعمل فردي و يراوغ لاعبي بيلباو قبل أن يطلق قذيفة في شباك الحارس ليتقدم الريال بهدف نظيف.

شكل بيلباو بعد الهدف

واصل بيلباو بنفس الطريقة بعد الهدف بل كان يسعى لتوجيه اللعب على الأطراف لخلق زيادة عددية و غلق ممرات التمرير ليستعيد الكرة.

فالصور التالية توضح شكل بيلباو في خلق الزيادة العددية و خلق متاعب للريال في عملية الخروج بالكرة مما يضطرهم للعب كرات طويلة لا تصل لأحد.

محاولة الريال لإيجاد حلول للتعامل مع ضغط بيلباو

حاول الريال في إيجاد حلول مناسبة للتعامل مع الضغط العالي لبيلباو حيث كان كروس له دور بارز في تلك القصة.

فتجد أحيانا كروس على الجهة اليسرى لمحاولة سحب لاعبي الوسط و إستغلال المساحة للتمرير للاعبي الريال.

أو تواجد كروس كقلب دفاع ثالث لتحقيق نفس الغرض إعتمادا على مهارات كروس في دقة التمرير.

أو إستغلال خطأ في التمركز لأحد لاعبي بيلباو حيث يمرر الحارس كرة طويلة لكارفخال مستغلا بعد جوروزيتا عنه.

أو عدم مراقبة لاعبي بيلباو لكروس ليستلم و من ثم يمرر لتشاوميني الخالي من الرقابة مستغلا سقوط بيلينجهام و إنشغال فيسجا بغلق زاوية التمرير له.

أو سقوط كروس كمدافع ثالث و التمرير في المساحة الخالية لبيلينجهام في العمق نتيجة غلق لاعبي المحور لزاوية التمرير لرودريجو و كارفخال.

شكل بيلباو في الضغط في الشوط الثاني

تغير شكل بيلباو حيث تحول ل 4-3-3 بوجود ويليامز كمهاجم ناحية اليمين و تحول جوروزيتا للمهاجم ناحية اليسار و سانسيت في العمق.

تمركز كروس بشكل كبير في الناحية اليسرى

إعتمد الريال في الشوط الثاني على تمركز كروس في الناحية اليسرى مستغلا ضعف جوروزيتا في الضغط و خلق جبهة مع ميندي أو تمرير الكرة في العمق.

فهنا يمرر كروس الكرة لميندي الخالي من الرقابة مع ضغط جوروزيتا على كروس لينطلق ميندي بالكرة و يكسر الضغط العالي لبيلباو.

و هنا يمرر كروس لميندي و من ثم يمرر مرة أخرى لكروس و من ثم يمرر لبيلينجهام الذي سقط لمحاولة كسر الضغط العالي لبيلباو.

و هنا يمرر كروس الكرة لبيلينجهام في وسط الذي سقط مستغلا المساحة الخالية التي تركها كروس لينقل الكرة للناحية اليمنى و يكسر الضغط.

شكل بيلباو في الضغط العالي بعد التبديلات

عاد بيلباو لشكل 4-4-2 خاصة بعد نزول ديالو مكان جوروزيتا الضعيف في الضغط لتصعيب عملية الخروج بالكرة من ريال مدريد.

فالصور التالية توضح شكل بيلباو في الضغط بعد التبديلات

و مع ذلك كان ينجح الريال في بعض الأحيان لكسر الضغط فنزول تشاوميني كمدافع ثالث جذب بيرنجير مما جعل كارفخال خالي من الرقابة ليستلم الكرة من كروس وينطلق للأمام.

نزول خوسيلو

مع نزول خوسيلو حاول ريال مدريد في الخروج بالكرة الإعتماد على سقوط خوسيلو لوسط الملعب ليستلم الكرة ولكن سوء إستلامه لها لم يسمح للريال من الإستفادة و خسروا الكرة

في الصورة الآولى يقوم ناتشو بتمرير كرة طويلة لخوسيلو و لكنه خسر الكرة في وسط الملعب.

في الصورة الثانية قام كروس بتمريرة لخوسيلو الذي سقط ليستلم الكرة و على الرغم من عدم إجادة الإستلامة إلى أن الكرة بقيت مع الريال و نجح في كسر الضغط لبيلباو.

التحول الهجومي لريال مدريد

الهدف الثاني لريال مدريد

على الرغم من أن الهدف لم يأتي من حالة بناء لعب لريال مدريد و لكنه جاء من أهم سلاح لريال مدريد و هو سلاح التحول الهجومي و الذي يسجل منه أهداف عديدة.

فلقطة الهدف بدأت من تمريرة كروس الممتازة لبيلينجهام في وسط الملعب في مساحة خالية إستغلالا لإندفاع لاعبي بيلباو في الضغط العكسي على ريال مدريد و من ثم ينطلق بيلينجهام للأمام ليمرر الكرة لرودريجو على اليسار اخالي من الرقابة نتيجة التحرك الذكي لخوسيلو للعمق و سحب مدافعي بيلباو معه فيفسح المجال لرودريجو و بمهارة فردية يسجل الهدف الثاني.

في النهاية على الرغم من فوز الريال بدون عناء إلا إنه وجد معاناة في التعامل مع الضغط العالي لبيلباو و حاول بأفكار عديدة بعدها نجح مثل لقطة الهدف الأول و بعض آخر لم ينجح و لكن ستبقى المهارات الفردية هي السلاح الأهم لريال مدريد في مواجهة خصومه و خاصة مراحل التحول الهجومي التي آتى منها الهدف الثاني و من ثم يستطيع الوقوف على نقاط قوته و ضعفه في المواجهى الآهم له في الموسم أمام السيتي.