نيكولاس خوفر مع أرتيتا.. ثنائية تقود ثورة أرسنال

إختلف الكثيرون في البداية من محللين ولاعبين سابقين حول قدرة ميكيل أرتيتا على إعادة الآلق وروح المنافسة لدى نادي الأرسنال الإنجليزي، بعد سنوات مليئة بالتقلبات يمكن الجزم أن هذا الجدال إنتهى. ميكيل صنع فريقاً منافساً قوياً على لقب البطولة، لم يتوقف ويكتفي بما وصل إليه بل واصل تدعيم جودة اللاعبين وأيضاً من يستحقون الجلوس على مقاعد البدلاء بجانبه لنادي بهذا الحجم والتاريخ، فقد أبرم الفريق صفقات أظهرت صحة استقدامها مثل ديكلان رايس وكاي هافرتز والحارس دايفيد رايا، أما تدعيم الكادر الفني الأكبر هو كان بإستقدام مدرب ومتخصص الضربات الثابتة نيكولاس خوفر الذي برز تأثيره منذ وصوله وتوج عمله بالأرقام بشكل أوضح هذا الموسم.

أرسنال بقيادة نيكولاس خوفر يتصدر أندية الدوري الإنجليزي الممتاز من حيث الأهداف المسجلة من الضربات الثابتة متفوفاً على منافسيه في الصدارة مانشستر سيتي وليفربول بتسجيله 18 هدفاً مخططاً ومنفذاً بدقة عالية ليشتهر اسم المدرب الاسباني حول العالم بقدرته على إستخدام لاعبيه بذكاء لإستغلال نقاط الضعف والثغرات في أنظمة دفاع الضربات الثابتة لكل خصم بشكل مستمر ومتكرر.

لم يبخل ميكيل أرتيتا ولاعبوه في شكر ومدح إجتهاد نيكولاس، حيث قال ميكيل لموقع النادي عند سؤاله عن سر تفوق الفريق في الكرات الثابتة:

"الفضل يعود للمدربين جميعاً، إلى نيكو ولمقدار الوقت والإيمان فيه".

كما قال ديكلان رايس عنه أيضاً:

" الكثير من العمل الشاق، لا أحد يرى ذلك، هم فقط يرونه يحتفل بنجاح الكرات الثابتة على الخط ، دائماً يحاول تطوير نفسه والآخرين ويستدعي اللاعبين إلى إجتماعات فردية ليقول لنا ماذا نفعل بشكل خاطئ وما الذي يمكننا تحسينه وتطويره".

أكثر أندية الدوري الإنجليزي تسجيلاً للأهداف من الضربات الثابتة:

من أكثر العوامل المساهمة في نجاح تكتيكات الفريق هجومياً هي جودة العناصر فردياً وقدرتهم على تنفيذ الأدوار الموكلة إليهم، على سبيل المثال اللاعبين المميزين في الإرتقاء ولعب الكرة الرأسية والتسجيل منها مثل غابرييل وساليبا ورايس وهافرتز مع ذكائهم في التحرك في التوقيت المناسب تبعاً لوقت تنفيذ الكرة والمساحة المستهدفة وتحرك الزميل والخصم، يتميز آخرون بقدرتهم على إعاقة حركة الخصم وتثبيتهم ومنهم حارس المرمى مثل تروسارد و وايت، كل هذا لن يكتمل بدون منفذين بدقة عالية مثل أوديغارد وساكا ورايس ومارتنللي.

ترتيب المنفذين في الفريق:

أمام وست هام ونيوكاسل سجل الفريق أربعة أهداف من الضربات الثابتة بتنفيذ مدروس ودقيق، نبدأ بالأمثلة من مباراة نيوكاسل.

فريق نيوكاسل يستخدم نظام دفاعي هجين بين دفاع المنطقة والرجل لرجل، اللاعبين المشار إليهم هم مدافعو المساحة، المساحة المستهدفة هي على القائم القريب وخلق تلك المساحة سيتم عن طريق تحرك بين وايت الحر أمام أول لاعبين من خط دفاع المساحة وإغرائهم للخروج من مناطقهم كما سنرى بالصور.

نرى هنا تحرك بين وايت وجذبه لانتباه اللاعبين بنجاح وتزامنه مع بدء تحرك الزملاء.

نرى هنا المكان الذي انتهى به وايت وكيف تمكن من تحقيق هدفه، يمكن رؤية زيادة البعد بين مدافعي المساحة

وخصوصاً الثاني والثالث وهي المساحة المطلوب أن تخلق ليصل إليها غابرييل حراً.

بالعودة قليلاً للوراء لفهم التحركات الهجومية الأخرى التي قام بها لاعبو ارسنال هجومياً لكي يصل غابرييل حراً للمساحة المطلوبة، نرى غابرييل(الأحمر) يبدأ على القائم البعيد خلف هافرتز(البرتقالي) ليمنع التصاق الرجل الملزم بمراقبته له، مهمة هافرتز هي تثبيت هذا المراقب حيث نرى بوضوح كيف يمسك به بيده لتأخير إنطلاقته وترك غابي يهاجم المساحة بحرية، أما مهمة كيفيور(البنفسج) كانت مهاجمة القائم القريب ولكن بتطرف نحو الجهة اليمنى لإبعاد مراقبه عن المساحة المخصصة لغابرييل ولمهاجمة الكرة في حال لم تلعب العرضية بشكل جيد، مهمة ساليبا(الأخضر) كانت الزيادة العددية على القائم القريب ومهاجمة الكرة في حال لم يتمكن غابي من الوصول في الوقت المناسب، أما مهمة مارتنللي(الأزرق) هي البدء بمكان والانتهاء على القائم البعيد لاحاطة المرمى من كل جوانبه لزيادة فرصة التسجيل، أما مهمة بين وايت(الأصفر) هي كما تم شرحها منذ قليل.

يمكن ملاحظة الأماكن النهائية التي وصل إليها اللاعبون بوضوح وتواجد غابرييل حراً في المكان والزمان المناسبين ليلعب الرأسية وتنهي بهدف.

قصة الهدف الثاني كانت متشابهة ومختلفة في نفس الوقت عن الهدف الأول، المساحة المستهدفة هي أمام أول لاعب من مدافعي نظام.

كما في الهدف السابق كانت مهمة مهاجمة هذه المساحة من نصيب كيفيور الذي يمتلك قدرة عالية للهروب من الرجل الملزم بمراقبته حيث يبدأ تمركزه في مكان متوسط وينتهي على القائم القريب لجهة لعب الركنية.

لاعبو نيوكاسل المشار إليهم بلون أزرق فاتح هم من يدافعون بمرجعية المساحة أما البقية بمرجعية الرجل لرجل الذين يسهل التلاعب بهم نظرياً.

إضافة إلى كيفيور(الأبيض)، كان لكل من وايت وهافرتز(الأصفر) مهمة مزدوجة وهي مهاجمة القائم القريب وإستخدام أجسادهم كحواجز لمنع الوصول لارتقاء كيفيور، بينما كانت مهمة ساليبا(سهم أخضر) هي مضايقة حارس المرمى ومنعه من الإرتقاء وإبعاد الكرة على القائم القريب، أما غابرييل(سهم أبيض) وتروسارد(الأحمر) كانت مهمتهم الإحاطة بالمرمى ومسار العرضية بين القائمين وعلى القائم البعيد على التوالي، ساكا(البرتقالي) مهمته هي الفوز بالكرة الثانية والجهوزية للارتداد والضغط العكسي في حال خسارة الكرة.

كيفيور(الأبيض) يصل للمساحة في الوقت المناسب مع ملاحظة إعاقة ساليبا(السهم) لحارس المرمى مع استمرار تحرك تروسارد للإحاطة بالقائم البعيد.

نلاحظ تمركز هافرتز(الأصفر) و وايت( الأزرق) على القائم القريب، مع استمرار إعاقة ساليبا لحارس المرمى، تريبير المشارإليه بالأصفر هو المراقب لكيفيور.

توقيت وصول كيفيور المثالي مع العرضية الدقيقة من رايس، من المهم هنا رؤية تمركز هافرتز(الأبيض) وإكمال تروسارد لرحلته نحو القائم البعيد.

الفكرة تنجح وتنتهي بهدف.

أمام فريق وست هام كان التعامل بشكل تكتيكي محتلف نظراً لنظام الخصم المستخدم والمبني بالكامل على مرجعية المساحة،أرسنال في هذه الحالة اعتمد على دقة رايس العالية في العرضيات إضافة إلى وضع أفضل لاعبيه قرب المساحة المستهدفة مثل ساليبا وهافرتز وغابرييل.إخلاء المساحة كان عن طريق كيفيور بدفعه اللاعب المتواجد في مسار الكرة وأمام المساحة تماماً وتثبيته لمنعه من الإرتقاء مما يزيد من حجم المساحة المرادة،إضافة إلى دور بين وايت في دفع الحارس وإعاقته لمنعه من الخروج وإعتراض مسار الكرة العرضية لتصل إلى القائم البعيد بآمان.هناك دور آخر مهم في تقليل الإزدحام وهو تمركز مارتنللي كخيار تمرير لمنفذ الركنية مما يبعد لاعب عن منطقة العمليات,دور تروسارد وتحركه نحو القائم القريب لإحاطة المرمى في حال وصلت له الكرة بأي شكل من الأشكال مع تواجد لاعبين خارج المنطقة من أجل الكرة الثانية لو حصلت.

هنا تم وضع اللاعبين المساهمين بشكل مباشر في خلق وإستغلال المساحة المستهدفة المبينة بالشكل:

نرى هنا بالترتيب حسب الأدوار، وايت(الأبيض) يقترب من حارس المرمى لتنفيذ الإعاقة لحظة رفع رايس ليده والتي تعني نية التنفيذ،أما كيفيور (الأحمر) يقترب من لاعب المساحة(دائرة بيضاء) المستهدف لدفعه وإبعاده ومنعه من الإرتقاء للعرضية ، ساليبا(الأصفر) وهافرتز(البرتقالي) وغابرييل(الأزرق) يقتربون من المساحة لصنع التفوق على القائم البعيد،مارتنللي هو الخيار القريب من رايس وتروسارد الذي سينطلق نحو القائم القريب يبدأ قرب نقطة الجزاء

يظهر هنا بوضوح أهمية كل من بين وايت وكيفيور في سلامة نجاح الفكرة مع ملاحظة الإلتزام المبالغ فيه من لاعبي وست هام لمرجعية المساحة حيث سنرى ساليبا لاحقاً يتحرك ويرتقي دون مضايقة كبيرة.

ساليبا وهافرتز يسيطران تماماً في الهواء والخطة تنجح، غابرييل يبقى في الخلف لسبب هو فرصة أن تكون العرضية المرسلة أطول من اللازم أما تروسارد فهو على القائم القريب في حال إرتدت الكرة نحوه من القائم البعيد.

الصورة هنا تظهر بوضوح سيطرة الأرسنال على كل ما هو مهم ومحتمل حسب ما كانت الخطة من تفوق هافرتز وساليبا(الظل الأبيض) إلى تمركز غابرييل(السهم الأخضر) وتروسارد(الظل الأحمر) مع أهمية إكمال كيفيور(السهم الأبيض) دوره حتى النهاية حيث يمكن رؤيته يمنع مدافعي وست هام من التدخل بيديه.

الملخص:

الكرات الثابتة هي سلاح لكل مجتهد، كل تكتيك فيها يحتاج نوعية محددة من اللاعبين، بجودة مقبولة يمكن خلق أنماط متعددة تبنى على قدرات لاعبيك وثغرات خصمك، نيكولاس خوفر حصل على ما يستحث، كثيرون من أمثاله سيحصلون أيضاً لأنهم يعملون ويتعملون، هذه الكرات الثابتة حسمت الكثير من المباريات نفسياً في وقت مبكر للآرسنال كما أنهت وضعيات صعبة في مباريات عدة ليتمكن الفريق من البقاء ضمن سباق الصدارة على اللقب، يحق لأي فريق الفوز كما يخطط ويجتهد ولا عزاء لمكتوفي الأيدي الناقدين لطبيعة الإنتصار عبر الكرات الثابتة، فهو إنتقاد عجز لا أكثر.

Football Talk (2)

أخبارنا

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على معلومات التحديث والأخبار والرؤى.

Copyright FBTALK 2024 | Developed by OaCode Technology