الكثير يعلم أن فاينورد وصل لنهائي المؤتمر الأوروبي حيث خسر من مورينهو في النهائي بنتيجة 1/0 تلك كانت المرة الأولى التي يصل بها الفريق لنهائي بطولة أوروبية منذ فوزهم ببطولة كأس أوروبا أو بمسماها الحالي الدوري الأوروبي موسم 2001/2001..
أرني سلوت قام بإرجاع لقب الدوري الغائب منذ 2016/2017 بعد هيمنه كلية لفريق أياكس رفقه تين هاج على تلك البطولة لكن رغم تواجد تين هاج بالكرة الهولندية استطاع الفوز ببطولتين هم كأس السوبر الهولندي ضد تين هاج بشكل خاص فاز بمباراتين و خسر مباراتين.
أرني سلوت مدرب قديم له أسلوب خاص بكره القدم قدمه منذ فترة تواجده مع ألكمار بنفس الدوري قبل توجهه لفريق أكبر و هو فاينورد .
فترته مع ألكمار كانت كفيلة بإبراز نفسه و وصوله لمستوى أعلى من حيث الجودة و القدرات و أيضاً من حيث المتطلبات.
فلنتطرق ونتحدث أكثر عن الأفكار التي قدمها ويقدمها رفقه فاينورد وألكمار الموسم الفائت من الدوري والمواسم التي تسبقها والتي كانت سبباً لوصول عروض كثيره له أهمها وأبرزها توتنهام..
سلوت يقوم بالتدرج بين ال 4231 وال433 و ال4141 الموسم الحالي رفقة فاينورد إستخدم ال4231 أكثر عدد من المرات بواقع 21 مرة و ال433 12 مرة و ال4141 مرة واحدة..
الأشكال التكتيكية تلك ليست موضوع مهم بقدر رؤية ما هو وضع فريقه و تحركات لاعبيه و تمركزهم بالملعب ، التشكيل مجرد رسم لا يوضح بشكل كلي ماهيه ما تبدو و تؤول عليه الأمور .
مع ألكمار كان تبادل الأدوار عامل أساسي للوصول لكرة القدم التي يريدها التحركات و سحب لاعبي الخصم و تحفيزهم للضغط و صنع أفخاخ تمرير لخداع الخصم..
سنتطرق بالبداية لأهم أفكاره الهجومية وهي اللامركزية وصناعة التفوق العددي وجعل لاعبه الأهم من حيث تدوير اللعب حر وهو قائد الفريق سابقاً بفترته بألكمار تيون كووبميينيرز..
في الصورة الأولى هنا الظهير متواجد على عرض الملعب قام بالنزول في العمق أكثر لاستلام التمريرة من ثم انطلق بدون كرة في العمق..
بعد ذلك قام الفريق بسلسة تمريرات لتشتيت الخصم و تفريغ العمق بحيث يكون اللاعب الذي يركض عموديا بدون كرة بوضعية ممتازة بالكرة بعد التمرير و قيام المهاجم الثاني بتحريك المدافع للخارج فيصبح هنالك تفوق عددي بالعمق مهاجم و لاعب يركض للمساحة ضد مدافع واحد فقط..
بعد خداع المدافع و إخراجه من اللعبة تمريرة للعمق تضعه بموقف انفراد ضد حارس المرمى بوضعية ممتازة و وجهه للمرمي.
أهميه التفوق العددي تكمن في جعل لاعبيك قادرين على اتخاذ قرارات أفضل و جعل الخصم بوضعية أصعب للدفاع ضدك مثل الحالة الفائتة و الحالة القادمة التي سنعرضها ، الفائتة كانت بالعمق و القادمة على الطرف و كما ذكرنا سابقا لاعبه الحر الموزع حر تيون..
في هذه اللقطة الكرة مرتدة من دفاع الخصم تيون استلمها ثم قام مباشرة بتحويل اللعب لـ الجهة الأخرى بموقف 1ضد1..
بعد قيام الظهير بقراءة الموقف و الركض و عمل التفوق العددي تمريرة في ظهر ظهير الخصم أصبح لاعب ألكمار حر بالكرة على أعتاب الستة ياردة..
تختلف حسب الموقف لأن كل فعل له رد فعل و في الطريقة التي يقوم بها بالتعامل ضد مهاجم واحد غير مهاجمين إثنين.
ضد مهاجم واحد يكون الموقف أكثر اعتماداً على عمل التفوق العددي من خلال الإثنين مدافعين وعمل واحد ضد واحد و استغلال قدرات المدافعين على التقدم بالكرة من خلال سحب المهاجم الذي يضغط و إخراجه من اللعب و فسح المجال لأحد المدافعين للتقدم بالكرة مثل دافيد هانكو مثلاً الذي تحدثناً مسبقاً عنه و قمنا بسرد مقال سابق له ( شاهده من هنا )
ضد مدافع واحد يعتمد سلوت على مدافعين و حارس مرمى يتقدم للمشاركة ببناء اللعب بحيث يشتت الضغط و يعطي المساحة للمدافعين للتحرك لعرض الملعب و يتقدم الأظهر فمساحات أكثر من خط الضغط الأول حتى الثاني.
ضد مدافعين إثنين سنأخذ مثال من مبارياته مع ألكمار حيث يعتمد ضد مدافعين على نزول لاعب الوسط أكثر و مشاركته ببناء اللعب حيث يكون الإثنين مدافعين مراقبين و خارج نطاق التمرير فيقوم هو بالنزول و توزيع اللعب من مناطق أعمق.
كما نرى بالصورة مدافعين إثنين ضد لاعبين إثنين من الخصم تيوني يقوم بالنزول ليخلص الموقف و يكون خيار تمرير لتوزيع اللعب.
بعد ذلك تيوني يقوم بأستلام الكرة والأستدارة ليبدأ بتوزيع اللعب.
واحد من أكثر الأمور التي تقوم بإعطائه حرية أكبر بالعمق وخيارات أكبر هي فكرة قيام الظهيرين بحركات معاكسة أحدهم يقوم بالتحول لظهير مقلوب inverted fullback والأخر يكون الطرف ولا يقوم بالتحول للعمق مع تحرك المدافعين للخارج ونزول الارتكاز ويفر بين قلبين الدفاع فيصبح الشكل أقرب ل343 أو 352..
بعض من أهم الأمور التي يجب الأنتباه إليها هي أرقام فريق فاينورد هذا الموسم من الدوري من حيث الكرات العرضية أو العرضيات بمعنى أوضح حيث يوضح هذا جزء من فلسفة الفريق من حيث القيام بأستغلال تحويل اللعب بالثلث الأخير من الملعب و الاعتماد بشكل مباشر على تلك الإستراتيجية حيث يكون مع خداع الخصم للضغط تستطيع صنع مواقف تفوق عددي.
ربما هذا يظهر بشكل أكبر في هدفهم الأول ضد أياكس بيوهان كرويف أرينا نفس المبادئ بتغير الزمن والمكان والخصم عمل تفوق عددي على ظهير الخصم ، انطلاق عمودي بعد سحب الظهير للخارج لتفريغ المساحة خلفه لظهير فاينورد ليصبح بالمساحة و وقت كافي لعمل فحص لما حوله و عمل عرضية و منها جاء هدف.
انطلاق من الظهير لعمل التفوق العددي ، حر بالكرة في مساحة جيدة لعمل عرضية بهدف محقق لفريقه.
التمريرات القصيرة والتمريرات الطولية توضح شيء مهم بأسلوب لعبه التمريرات القصيرة فاينورد هو ثاني أكثر فريق قياماً بها والتمريرات الطولية هو ثاني أقل فريق قياماً بها الاعتماد أكثر على التمرير القصير بمعني أوضح أنه فريقه تكون ككلته متمركزه أكثر بشكل أكبر بالعمق وهذا ما يوضحه هذا الرسم التوضيحي هنا حيث فاينورد من أكثر الفرق لعباً بالعمق أثناء استحواذهم على الكرة.
قدرة الفريق على اللعب بالعمق هي عامل قوة لأن أغلبية الفرق التي يقابلها تقوم بالضغط بشكل متوسط ومنخفض فيكون أصعب بسبب صغر المساحة لكن رغم ذلك قدر كبير من قوة فريقه يعتمد على هذا الأمر التدوير المستمر للكرة بالعمق والتحول للأطراف بالخطوة قبل الأخيرة عمل حمل إضافي بالعمق لتسهيل اللعب على الطرف واستغلاله بأنسب وقت.
نسبة لعب فاينورد على الجانبين الأيمن والأيسر بين فرق الدوري.
التناقض واضح بين التمريرات الطولية والقصيرة في الدوري لفريق فاينورد الاعتماد بشكل أكبر كما وضحنا على التمريرات القصيرة لتحفيز الخصم للضغط وتحريكه ومن ثما إيجاد الثغرة المثالية لغزو ثلث الخصم الهجومي وصناعة فرصة للتسجيل.
التمريرات القصيرة لفاينورد لكل 90 دقيقة أو لكل مباراة الثاني بعد أياكس.
التمريرات الطولية لفاينورد ثاني أقل فريق بعد أياكس.
أهم أسلحة فاينورد هذا الموسم و سبب مراكمته أهداف فوق المتوقع هو التسديد من خارج المنطقة و بشكل عام فاينورد أكثر من يسدد بشكل عام لكل مباراة بواقع 20 تسديدة للمباراة الواحدة و أكثر من يسدد على المرمى بواقع 7.5 تسديدة لكل مباراة و فوق هذا هو ثاني أكثر من سجل فوق المتوقع بموجب 15.40 هدف و هذا رقم ضخم رغم أنه ليس أكثر من سجل بالدوري و لا حتى أقوى دفاع لكن قدرات لاعبيه على التسديد من خارج المنطقة و تنفيذ الركلات الحرة كانت عامل حاسم بالفوز بالدوري.
فاينورد الموسم الحالي سجل 81 هدف منهم 20 من خارج المنطقة وهدفين من ركلات حره و 3 من ضربات جزاء بمعني أن 25% من حصيلة أهدافه أو أكثر كانت من تلك النوعية.
و للمقارنة و التوضيح فريق مثل برشلونة بطل الدوري الإسباني لم يسجل سوى هدف واحد فقط طيلة الدوري من خارج المنطقة.
أهم لاعبيه بهذا الموسم بالتأكيد سيكون القائد أوركون كوكتشو سجل 8 أهداف منهم خمسة من خارج المنطقة و متصدر الكثير من الإحصائيات بالفريق و بعده يأتي هداف الفريق سانتياجو خيمنيز ب15 هدف..
بالنهاية فوز أرني سلوت بالدوري كان إنجاز ضخم حققه رجل كانت رحلته طويلة بالتدريب و يستحق أن يتواجد مع الكبار
أتمنى انتقاله لدوري أكبر لنتمكن من متابعته بشكل أسبوعي و منتظم.
إنتهى .
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على معلومات التحديث والأخبار والرؤى.