الريال دخل اللقاء بأهداف معينة، منها الحفاظ على الفارق النقطي مع برشلونة والحفاظ على مكانته في الصدارة. لكن رغم التعادل، كانت هناك جوانب إيجابية في أداء الريال خصوصًا في مرحلة بناء اللعب. دعنا نتحدث عن بعض من هذه الأفكار التي أعطته تفوق في بعض أوقات المباراة.
شكل الفريقين عند بداية المباراة
ريال مدريد يعتمد على تكتيك يشبه النظام (4-2-2-2) في بناء اللعب، حيث يضع كروس (8) وتشواميني (18) كمحورين (رقم 6)، ويمتلك فالفيردي (15) وبيلينجهام (5) دور لاعبي “رقم 8“. أما في الأجنحة، فيلعب فينيسيوس (7) كجناح أيسر، فيما يتحرك رودريجو (11) كمهاجم بحرية، حيث يمكنه الانخراط في وسط الملعب أحيانًا.
إشبيلية بدأ المباراة باستراتيجية ضغط عالي تشبه النظام (4-1-3-2)، حيث قام النصيري (15) وراكيتيتش (10) بالضغط على قلوب الدفاع المنافسة. بينما قام أوكامبوس (5)، سو (18) ولوكيباكيو (11) بممارسة الضغط على المحاور و الأظهرة لريال مدريد، واعتمدوا على توجيه جهودهم حسب اتجاه الكرة. على سبيل المثال، إذا كانت الكرة في الجهة اليسرى، فقد ضغط لوكيباكيو (11) على ميندي (23) وسو (18) و اوكامبوس (5) على المحاور ، بينما ضغط أوكامبوس (5) على كارفخال (2) ولوكيباكيو (11) وسو (18) على المحاور عندما كانت الكرة في الجهة اليمنى.
ومع ذلك، ظهرت بعض الثغرات في هذه الاستراتيجية، وتمكن ريال مدريد من استغلال هذه النقاط الضعيفة واختراق صفوف إشبيلية وكسر الضغط العالي.
في الصورة أدناه، يمكن رؤية تشكيلة إشبيلية في الضغط العالي المتفق عليه مع مراقبة سو لكروس.
ولكن مع سقوط بيلينغهام ووجود سوماري بينه وبين فالفيردي، اضطر سو لترك ماركة كروس ومراقبته. بالإضافة إلى ذلك، لم يقم أحد من المهاجمين بمراقبة كروس بدلاً من سو، مما جعل كروس يحصل على الكرة بسهولة وبدون ضغط.
ثم سقط أيضًا رودريجو واستلم الكرة دون مراقبة أو ضغط، مما أتاح لريال مدريد كسر ضغط إشبيلية بسهولة.
زاد إشبيلية من حدة الضغط، حيث قام سوماري (24) بمراقبة تشواميني (18) إلى جانب مراقبت سو (18) لكروس (8). وترك بيلينغهام (5) وفالفيردي (15) لجوديل (6) وأكونيا (19).
و يتضح هنا الشكل الجديد للضغط لإشبيلية.
ومع سقوط فالفيردي وانشغال سوماري به، نرى أن تشواميني أصبح حرًا، لكنه مرر الكرة للوراء.
وعندما انتقلت الكرة إلى الناحية اليسرى، استلم رودريجو الكرة بسهولة مثل المرة السابقة، وذلك بسبب بقاء جوديل في الخلف لعدم ترك فينيسيوس وحيدًا بعد تقدم نافاس للضغط على ميندي.
قام الفريقان بتغيير شكلهما، حيث بقي ريال مدريد على نفس الخطة ولكن مع سقوط رودريجو كلاعب رقم 8 بجوار بيلينجهام، وتحول فالفيردي إلى الجناح الأيمن مع بقاء فينيسيوس كجناح أيسر.
بينما تراجعت خطوط إشبيلية، بدأ المهاجمون بالضغط بحذر من مناطق قرب محاور ريال مدريد. فيما محاور إشبيلية قد انقسموا من قبل لاعبي الريال الرقم 8. على سبيل المثال، سو (18) قام بالضغط والزيادة، في حين بقي سوماري في الجزء الخلفي للتعامل مع لاعبي ريال مدريد رودريجو (11) أو بيلينغهام (5).
هنا يتضح شكل إشبيلية الحذر في الضغط و وجود رودريجو بجوار بيلينجهام.
و هنا يتضح تحرك سو للضغط علي كروس و بقاء سوماري لرقابة رودريجو مما مكنه من قطع الكرة.
ومع ذلك، لم ينجح ذلك في منع ريال مدريد من بناء اللعب بنجاح. في الوقت الذي يندفع لاعبو إشبيلية لممارسة الضغط، تعود و تظهر الثغرات بتحرك رودريجو للناحية اليسري و سحب سوماري لخلق مساحة لبيلينجهام لإستقبال الكرة فيها و كسر الضغط.
وقام الريال بتقديم الأظهرة لسحب أجنحة إشبيلية، مما أدى إلى خلق مساحات تمكن أحد لاعبي الوسط رقم 8 من استقبال الكرة أو دفع أحد قلوب الدفاع للانطلاق في تلك المساحات الخالية.
تجد أن فالفيردي ظل خارج نطاق المراقبة بسبب انشغال سوماري بمراقبة بيلينجهام، وبقاء أكونيا قرب كارفخال. ومع ذلك، فالفيردي لم يتقدم بالكرة وقام بتمريرها للخلف.
و هنا تجد ألابا يستلم و ينطلق بالكرة في المساحة الخالية لتراجع لوكيباكيو مع ميندي.
في الشوط الثاني، عاد إشبيلية إلي زيادة حدته فمع بقاء كارفخال (2) في بعض الأحيان للأمام, تحول أوكامبوس (5) بجوار النصيري (15) و عاد راكيتيتش (10) بجوار سو (18) بينما قام سوماري (24) بمراقبة فالفيردي (15) و قام جوديل (6) بالسقوط مع بيلينجهام (5).
مع عودة كارفخال إلى الخلف، عاد أوكامبوس لمراقبته، وعاد راكيتيتش بجوار النصيري. أحدهما كان يضغط على قلب الدفاع، بينما كان الآخر مكلفًا بمراقبة كروس. كما قام سو بمراقبة كامافينجا و كان سوماري حذرا من تحركات بيلينجهام مع زيادة أكونيا مع مودريتش.
على الرغم من أن الريال تفوق في العديد من المواقف عندما تعرض لضغط عالي من إشبيلية ونجح في كسره، إلا أنه لم يستفد بشكل كبير لعدة أسباب:
و في النهاية فقد الريال لنقطتين قبل الكلاسيكو و قلص الفارق مع برشلونة لنقطة واحدة و هذا سيزيد من الضغط على الريال في الكلاسيكو.
إنتهى .
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على معلومات التحديث والأخبار والرؤى.