نجحت إنجلترا في قلب تأخرها بهدف نظيف إلى فوز 2-1 في الوقت الإضافي بعدما تعادل بيلينجهام في الدقائق الأخيرة للإنجليز قبل أن يسجل كين في بداية الشوط الإضافي الأول لتصل إنجلترا إلى ربع النهائي و تقترب خطوة من اللقب الغائب.
و على الرغم من الفوز إلا أن الإنجليز يقدمون واحدة من أسوء النسخ لهم في أخر البطولات مع وجود كوكبة من النجوم في صفوفهم بقيادة بيلينجهام و كين و فودين و رايس ليبقى السؤال أين المشكلة.
في هذا المقال سنسلط الضوء على الإنجليز في حيازتهم للكرة نظرة لأنهم كانوا الطرف المبادر أغلب المباراة.
فإذا نظرنا على الإحصائيات التالية ستجد أن الإنجليز كانوا يمتلكون الكرة بنسبة 63% و قاموا ب 708 تمريرة صحيحة منهم 406 تمريرة في نصف ملعبهم بنسبة (57%) و هي نسبة توضح معاناة الإنجليز في كسر خط الضغط للسلوفاك و قيامهم بتمريرات عديدة من أجل محاولة الخروج بالكرة.
بدء الإنجليز المباراة بمحاولة السيطرة على الكرة بينما سلوفاكيا بدأت بالضغط العالي و تضييق المساحات على الإنجليز حتى يضطروا إلى لعب الكرات الطويلة التي يستفاد منها السلوفاك بسهولة.
فهنا تجد الإنجليز يلعبون بطريقة أقرب ل 4-2-3-1 بوجود بيلينجهام (10) كلاعب حر في الوسط بينما سلوفاكيا تضغط بشكل أقرب ل 4-1-4-1 بمراقبة كوتشكا (19) و دودا (8) لرايس (4) و ماينو (26) مع بقاء لوبوتكا (22) في الخلف لتأمين العمق.
هنا الصورة توضح شكل سلوفاكيا الذي تحدثنا عنه في الضغط العالي.
و في بعض الأحيان كان يقوم دودا بالتحرك للضغط على ستونز مع غلق زاوية التمرير على ماينو.
و عندما تلجأ إنجلترا لكورة طويلة لكين, تجد المدافع يراقبه رقابة لصيقة حتى لا يستفاد من تلك الكرة.
و مع مرور الوقت تحولت سلوفاكيا في ضغطها العالي إلى شكل أقرب ل 4-4-2 بوجود دودا بجوار ستريليك يقومون برقابة المحاور و من ثم يبدأون بالضغط على حامل الكرة مع غلق زاوية التمرير.
و هنا تجد الجناح هاراسلين يتولى رقابة ماينو بعد تقدم دودا للضغط على المدافع.
مع صعوية الخروج بالكرة حاول الإنجليز بأكثر من فكرة منها سقوط بيلينجهام لتقديم الزيادة و منها إرسال كرات طويلة مباشرة للأجنحة خلف الأظهرة لإستغلال سرعة الأجنحة والمساحة نتيجة تقدم خط دفاع سلوفاكيا.
هنا بيلينجهام يسقط و يستلم الكرة بدون رقابة لينطلق بها و يتم تخطي الخط الأول من الضغط و لكن سرعان ما يعود السلوفاك لتنظيم صفوفهم.
و هنا يسقط بيلينجهام ليحرر ماينو و يجعله يستلم بأريحية و نقل الكرة للناحية اليسرى و لكن لم يستفد الإنجليز لتعود الكرة مرة أخرى للدفاع.
أيضا إعتمد الإنجليز على إرسال كرات طويلة خلف الدفاع, فهنا تجد والكر يرسل كرة طويلة لساكا الذي يمر من المدافع و ينجح في خلق خطورة على مرمى سلوفاكيا.
و هنا تمريرة طويلة من تريبير لفودين خلف الدفاع الذي ينطلق ليرسل عرضية لساكا في الناحية الآخرى و لكن يشتتها الدفاع.
عندما كان يتمكن الإنجليز من التقدم بالكرة, كان يعود السلوفاك للضغط المتوسط حيث لم يختلف كثيرا عن الضغط العالي.
فكانوا يتمركزون أكثر في العمق بشكل أفرب ل 4-3-3 .
و عندما تذهب الكرة للجناح الأيمن ساكا يقوموا بالضغط عليه و غلق زواية التمرير ليعود مرة أخرى للعمق.
أو يكون شكلهم في الضغط المتوسط ل 4-1-4-1 مع أيضا تمركز في العمق.
و نفس الكلام عندما تذهب الكرة للجناح الأيسر تريبير يقومون بالضغط عليه لإعادة الكرة للعمق مرة أخرى.
اذا نظرنا في الصور السابقة فتجد أن الإنجليز يلعبون في تلك المرحلة بثلاث مدافعين حيث يسقط رايس بجوار قلبي الدفاع لمحاولة تدوير الكرة و على الرغم من الضغط المنظم للسلوفاك إلى أن الأنجليز كان لهم بعض الحلول على الأطراف.
فهنا تجد بيلينجهام و ساكا متمركزين في الناحية اليمنى مما صعب على الظهير مراقبة من ليستلم بيلينجهام الكرة و يعكسها لتريبير الذي يستلم في مكان مثالي و خالي من الرقابة ليسدد الكرة و لكن تسديدته كانت سيئة و علت المرمى.
و هنا تريبير يرسل كرة طويلة من لمسة لفودين في المساحة خلف الظهير الأيمن بيكاريك و لكن ينجح فافرو في الضغط على فودين و استخلاص الكرة منه.
لعبة الهدف لسلوفاكيا لم تكن وليدة الصدفة و لكنها تكررت و شكلت خطورة على مرمى الإنجليز.
فهنا تجد أن سلوفاكيا تلجأ لكرة طويلة من الحارس للمهاجم ستريليك مستغلين تقدم الإنجليز بأكبر عدد من اللاعبين للضغط و عدم وجود لاعب لتأمين العمق فيستلم ستريليك الكرة و يمررها لهاراسلين خلف والكر لينطلق منفردا ناحية المرمى و يسدد و لكن تسديدته تصطدم بالدفاع و من ثم يخرها تريبير من أمام المرمى لتضيع فرصة خطيرة على سلوفاكيا.
و في لقطة الهدف تكررت نفس اللعبة حيث لعب المدافع كرة طويلة لكوتشكا الذي مرر برأسه لستريليك ليستلم ستريليك الكرة و ينتظر تقدم شرانز مع تأخر جويهي في العودة فيمرر لشرانز الذي يحرز الهدف الأول لسلوفاكيا لتتقدم و يصعب الأمور أكثر و أكثر على الإنجليز.
واصلت إنجلترا على محاولة إستغلال الأطراف مثل قبل الهدف محاولين خلق زيادة عددية أو لعب كرات مباشرة خلف الدفاع.
هنا فودين يتمركز بين الخطوط ليمرر له جويهي و لكن تمريرته كانت مقطوعة من دفاع سلوفاكيا.
و هنا تمريرة من بيلينجهام لساكا خلف الدفاع لينطلق في منطقة الجزاء و يرسل عرضية و لكن لم تصل لأحد.
و هنا رايس يتحرك في المساحة الخالية في نصف المساحة اليسرى و لكن تمريرة تريبير لم تصل له و قطعها دفاع سلوفاكيا.
و هنا بيلينجهام يميل للناحية اليسرى ليخلق زيادة للجانب الأيسر و يدخل إلى منطقة الجزاء ليحصل على ركنية.
و هنا تمريرة من جويهي لتريبير بين الخطوط لينطلق بالكرة لحدود منطقة الجزاء.
و هنا أيضا تمريرة من جويهي لفودين بين الخطوط و لكن تمريرته لم تكن دقيقة و تم إستخلاصها من دفاع سلوفاكيا.
في بداية الشوط الثاني عادت سلوفاكيا للضغط العالي لمحاولة إجبار الإنجليز على إرتكاب أخطاء و إستغلالها لتسجيل الهدف الثاني و لكن نجحت إنجلترا في تسجيل هدف و لكن تم إلغائه بداعي التسلل من جملة إستغل فيها تحرك بيلينجهام لخلق ثغرة في دفاع سلوفاكيا.
ففي الصورة الأولى تجد أن ساكا مراقب من الظهير الأيسر هانكو مع مراقبة لاعب الوسط لبيلينجهام, بينما في الصورة الثانية تجد تحرك بيلينجهام أجبر هانكو على مراقبته مما جعل ساكا خالي من الرقابة ليستلم تمريرة المدافع.
فيمرر ساكا لكين الذي يمرر لتريبير في الناحية اليسرى لينطلق تريبير بدون رقابة و يمرر لفودين الذي يحرز الهدف و لكن فودين كان في موقع تسلل ليتم إلغاء الهدف بعد ذلك.
بعد الهدف عادت سلوفاكيا إلى الضغط المتوسط مع غلق زواية التمرير بينما حاولت إنجلترا الإعتماد على رايس في تحريك الكرة للأمام.
فهنا رايس بين قلبي الدفاع يمرر لساكا في الناحية اليمنى الذي يحاول مراوغة الدفاع ليدخل منطقة الجزاء و لكن لم ينجح.
و هنا رايس يمرر لبيلينجهام بين الخطوط لينطلق بالكرة ناحية منطقة الجزاء و تذهب الكرة لتريبير ليرسل عرضية و لكن تعامل معها الدفاع.
بعد نزول بالمر تحول ساكا كظهير أيسر و بالمر بقى جناح أيمن و يبقى شكلهم في مرحلة التدرج ب 3-1-4-1.
فهنا تجد ماينو كمدافع ثالث و رايس أمامهم بينما بالمر في العمق و بيلينجهام في الناحية اليمنى.
و هنا تجد رايس بين قلبي الدفاع و ماينو أمامهم مع وجود بالمر على الجناح الأيمن و بيلينجهام في العمق.
و مع مرور الوقت و توالي التبديلات و تراجع سلوفاكيا خاصة في أخر ربع ساعة لدفاع المنطقة تحول اللعب إلى إرسال عرضيات كثيرة لمنطقة الجزاء بدون فائدة و كأن الإنجليز فقدوا الحلول لمحاولة تعويض الهدف حتى جائت كرة في الدقيقة 95 من رمية تماس طويلة يلعبها والكر لجويهي الذي يمرر برأسه لبيلينجهام فيرسل مقصية يحرز بها هدف التعادل في وقت قاتل ليحي إنجلترا من الموت و يعودوا للبطولة مرة أخرى.
و في بداية الشوط الإضافي الأول تمكن كين من تسجيل الهدف الثاني برأسه بعد عرضية على رأس توني الذي مررها لكين برأسه.
بعد تقدم إنجلترا في النتيجة تركت الكرة تماما لسلوفاكيا و عادت للدفاع و كان من الممكن أن تستقبل هدف التعادل لولا رعونة لاعبي سلوفاكيا في التعامل مع الكرة لتنجح بشق الأنفس في الحفاظ على النتيجة و التأهل لدور ربع النهائي لملاقاة سويسرا.
مما لا شك فيه أن المشاكل كثيرة في المنتخب و لكن ليست للمدرب لوحده فهو بلا شك يلام على إشراك مجموعة من اللاعبين أصحاب خصائص و أدوار متشابهة وعدم خلق تنوعية في الفريق و لكن أيضا الفريق لا يحتوي على تنوعية كبيرة فكما لاحظنا أن إنجلترا كانت تعاني بشدة في الخروج بالكرة من الضغط لعدم وجود لاعبين متميزين في الخروج بالكرة خاصة المدافعين و لاعبي المحور.
و أمام خصم مثل سويسرا يضغط بشكل أقوى من سلوفاكيا و يجيد الإحتفاظ بالكرة و تدويرها و خلق خطورة من الممكن أن تعاني إنجلترا لو لم يجد ساوثجيت حلا لمشاكله.