أندوني إيراولا، هو لاعب أسباني سبق له اللعب في أتلتيك بلباو كظهير أيمن، بعد انتهاء مسيرته الكروية كلاعب اتجه للتدريب.
حديثنا اليوم عن طريقة دفاع مدرب رايو فاليكانو السابق ومدرب بورنموث الحالي، المدرب صاحب الجنسية الأسبانية صاحب فلسفة وأسلوب ضغط جيد جدًا، وهو ما كان متوقع لأنه كمدرب متأثر بأفكار المدرب القدير مارسيلو بيلسا، ومدرب نيوكاسل الحالي إيدي هاو.
إيدي هاو كان قد سافر لمتابعة اتليتكو مدريد ورايو فاليكانو قبل توليه تدريب نيوكاسل وقد شاهد أسلوب إيراولا في التدريبات وتأثر به كما تأثر أندوني إيراولا بطريقته وهو ما سوف يُوَضَّح لاحقًا.
“من الصعب انتزاع الكرة من برشلونة. وندرك أن العمل بدون كرة مهم أمامهم ونحن تألقنا في هذا الأمر. الطريقة الوحيدة للتصدي للبارسا هي المخاطرة في الضغط “.
هذا التصريح كان لأندوني عقب مباراة برشلونة، الملفت في التصريح هي آخر جملة.
“الطريقة الوحيدة للتصدي للبارسا هي المخاطرة في الضغط“
وهو ما يعبر عن أسلوب المدرب في حالة اللعب تحت الكرة، خصوصا في مراحل الضغط، وهذا ما سيتم شرحه بالحالات لاحقًا.
النظام المتبع عبارة عن هيكل “442” يتمركز من خلاله الفريق.
مهاجمين في الخط الأول مهمتهم الضغط علي قلوب الدفاع وقطع خيار تمرير المحاور، مع مراقبة فردية من المحاور لمحاور الخصم بالتالي الخيارات العمودية مغلقة والغرض من الضغط هو نقل الكرة علي الأطراف.
من خلال التحرك في الحالات سنجد الآتي، عند وصول الكرة للأطراف يبدأ المهاجم الأيمن بغلق زاوية تمرير قلب الدفاع الأيسر والمهاجم الأيسر يقترب لارتكاز الفريق مع صعود الجناح الأيمن للضغط علي الظهير الأيسر للخصم.
ومن مبادئ دفاع المنطقة التي تُطبق في النظام هو وجود لاعب للحماية خلف الجناح الأيمن وهو ما يسمي بالشكل القطري، حيث يخرج الجناح ويقترب باقي خط الوسط ويتدرج خلف الجناح حتي يساندوه في عملية الضغط.
بعد توضيح الشكل القطري المستخدم في الدفاع علي الأطراف، سنتحدث عن مبدأ آخر من مبادئ دفاع المنطقة وهو الشكل الهرمي، حيث يصعد لاعب من خط الوسط لمواجهة حامل الكرة، ثم يبدأ المساندين له في التحرك أو الاقتراب منه لحماية المساحة خلفة.
في الحالة القادمة سنوضح التوجه والطريقة بشكل عام، في الصورة القادمة سيتضح لك التوجه وشكل الضغط بصورة كاملة.
ستجد أن هناك شكل هرمي يُطبق، مع رقابة فردية من قلب الدفاع لمهاجم الفريق وقطع خيارات التمرير من المهاجمين.
من مبادئ الضغط بشكل العام الذي يجيدها فريق أندوني إيراولا هم ثلاث مبادئ، القفز للافتكاك، والقفز للضغط، والقفز لقطع مسار التمرير، والقفز هنا يعني الانقضاض أو التحرك.
سابقًا شرحنا قدرة الفريق علي القفز للضغط، حاليا سنتحدث عن الافتكاك وقطع مسار التمرير.
في هذه الحالة يتضح لك قدرة اللاعبين علي قراءة سياق اللعب بالتمركز الجيد والوعي الكافي لذلك، حيث كان الفريق متمركزًا بشكل مميز وهو ما ساعد اللاعب علي التحرك لقطع مسار التمرير.
في الحالة الأخرى نستعرض قدرة اللاعبين علي الافتكاك.
مع شرح الطرق المستخدمة للضغط، يمكننا الاستدلال بالاحصائيات على قدرة المدرب والفريق في الضغط العالي.
من خلال إحصائية PPDA وهي تمريرات الخصم لكل إجراء دفاعي، نجد أن الخصوم قادرين على تمرير بشكل تقريبي 10 تمريرات فقط لكل إجراء دفاعي ويقع الفريق في المركز الثالث خلف برشلونة وسوسيداد حيث يُعد الفريق هو ثالث أقوي فريق في عملية الضغط في الدوري الأسباني.
ومن خلال معدل تدمير محاولات بناء الخصوم نجد أن الفريق يحتل المركز الثاني خلف سوسيداد متفوقًا علي برشلونة.
بعد التحدث عن أساليب ضغط الفريق بشكل عالٍ، سنتحدث عن الفريق وقدرته على الضغط العكسي، وهو ما يمكن أن نستنتجه من تصريح إيراولا بعد مباراة برشلونة، وهو عن المخاطرة في الضغط.
نستنتج من التصريح قدرة الفريق على التحول السريع للضغط العكسي، وهو عن طريق مطاردة حامل الكرة بأكثر من لاعب مع الأخذ في الاعتبار خيارات التمرير المتاحة، وهو ما يشبه طريقة ضغط ليفربول العكسي وأيضا تشبه طريقة مارسيلو بيلسا. تعتمد علي الاندفاع والكثافة والشراسة.
من خلال الاحصائيات سنجد أن فريق أندوني إيراولا صاحب المركز الخامس في شدة الضغط العكسي، وشدة ضغط الفريق عكسيا تتعدى النصف وهو ما يثير الاهتمام.
معدلات استعادة الفريق للكرة عالية وكبيرة وأيضا قدرات اللاعبين على فهم السياقات والتمركز بشكل صحيح مبهرة تجعلنا نتيقن بشكل كبير أن أندوني إيراولا مدرب قدير قادر على خلق منظومة مستقرة بأمكانيات محدودة وعادية.
الحالات التالية ستوضح لنا فهم اللاعبين القوي للسياق ولنوع الضغط المتبع وقدرتهم علي قطع الكرة والاستفادة منها.
وهو ما يُعكس علي عدد تسديدات الفريق في الدوري، حيث يتواجد الفريق في المركز الخامس من حيث التسديدات على المرمى بواقع 518 تسديدة.
بعد التحدث عن الطريقة والمميزات، سوف نتطرق للحديث عن العيوب التي يواجهها الفريق في هذا النظام، حيث أنه لا يوجد أي نظام وأي طريقة لعب بدون عيوب، لكن واجبات المدرب واللاعبين محولة تقليل العيوب في النظام المتبع.
من عيوب النظام المتبع، هو أنه يعطي مساحة كبيرة في بعض الأحيان للعمق حتى يغلق على المسارات الخارجية وهذا لغرض معين وهو عمل مصيدة للضغط في العمق في حالة عدم توجيه اللعب على الأطراف، العيب هنا هو وجود لاعب مقاوم للضغط أمثال بيدري و دي يونج، بالتالي قدرتهم علي التخلص من الضغط ستساعدهم في التدرج بالكرة والخروج من مناطق الخطر بسهولة وهذا سيسهل الوصول للثلث الثاني والأخير بسهولة.
العيب الأخر هو خاص بلاعبين الفريق، حيث يوجد خطأ شائع من لاعبي الفريق خصوصا الوسط، وهو تنفيذهم لمبادئ دفاع المنطقة سواء التحرك للدفاع القطري والهرمي، والعيب عبارة عن وجود لاعبين في نفس الخط مما يساهم في وجود مجال للتمرير في العمق.
إنتهى .
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على معلومات التحديث والأخبار والرؤى.