إستمر برشلونة في بدايته النارية بعد فوزه على خيتافي بهدف نظيف ليحقق إنطلاقة مثالية باتحقيق واحد و عشرين نقطة و حصده للعلامة الكاملة.

برشلونة وجد صعوبة في مباراة اليوم لمواجهاته لفريق يتميز بالصلابة الدفاعية فالفريق المدريدي تلقى ستة أهداف في ستة مباريات بمعدل هدف في المباراة و حافظ على نظافة شباكه في مباراتين لم يتلقى فيهم أي تسديدة بين الثلاث خشبات.

فهنا سنلقي نظرة عن الأفكار التي حاول تطبيقها فريق برشلونة أمام فريق يلعب دفاع منخفض أغلب فترات المباراة و يعتمد على القوة البدنية و الصراعات.

شكل الفريقين في بداية المباراة

بدء برشلونة بشكل أقرب ل 4-3-3 بوجود جارسيا (24) كمحور أمام قلبي الدفاع و وجود كاسادو (17) و توري (14) كلاعبي رقم "8" في العمق و وجود رافينيا (11) و يامال (19) في أنصاف المساحات لفتح المجال للأظهرة للتقدم.

بينما خيتافي كان يدافع بأشكال عديدة و لكن في حالة الضغط المتوسط كان شكله أقرب ل 4-4-2 بوجود سانتياجو (20) و أوتشي (6) كمهاجمين يضغطون على قلبي الدفاع مع مراقبة ألينا (11) لجارسيا و وضم الأجنحة بيريز (19) و سولا (7) في العمق نسبيا لغلق ممر التمرير لأنصاف المساحات مع الضغط على الأظهرة حال إستلامهم للكرة.

شكل خيتافي في دفاع الكتلة المنخفضة

عندما يتراجع خيتافي لدفاع الكتلة المنخفضة يتغير شكل الفريق من 5-3-2 ل 6-3-1 ل 4-4-2 حسب تمركز لاعبي برشلونة خاصة الأظهرة.

فهنا خيتافي يقف في شكل 5-3-2 بوجود بيريز كمدافع خامس نظرا لتقدم بالدي و وجود الكرة مع برشلونة في الناحية اليسرى كما تلاحظ مراقبة دخيني الظهير لرافينيا و إيجلاسياس ليامال في العمق كما يتمركز سولا كخط وسط ثالث مع إستعداده للضغط على كوندي حال تمرير الكرة له.

و هنا تجد خيتافي في شكل أقرب ل 6-3-1 بتراجع سولا و بيريز لغلق نصف المساحة و مراقبة الأظهرة المتقدمة كوندي و بالدي.

وجود فرغات بين الخطوط

هذا الشكل المتبع خلق فرغات في العمق خاصة بين الخطوط حاول برشلونة إستغلالها لتشكيل خطورة على مرمى خيتافي.

فهنا كاسادو يتلقى تمريرة بين الخطوط من مارتينيز ليمرر لرافينيا على اليسار الذي يمرر في العمق لتوري و لكن لاعب خيتافي يعود و يضغط عليه ليجبره على التمرير للخلف.

و هنا مارتينيز يمرر لجارسيا الذي يمرر لرافينيا بين الخطوط ليمرر لتوري و لكن تمريرته تم إعتراضها من قبل المدافع.

غلق خيتافي لعمق الملعب

حاول خيتافي غلق ثغرة العمق بالدفاع بخطين و تقليل المساحات بينهم حتى لا يستطيع لاعبي برشلونة الإستلام بين الخطوط.

فالصورة هنا توضح شكل الدفاع لخيتافي بخطين دفاع و تقارب الخطوط.

إستغلال الأطراف

نظرا لغلق خيتافي للعمق فحاول برشلونة إستغلال الأطراف خاصة أن الظهيرين كانا خاليين من الرقابة.

فهنا تجد تمركز لاعبي خيتافي في العمق و محاولة غلق المساحات على الثلاثي يامال و توري و رافينيا و تجد كوندي خالي من الرقابة ليستلم تمريرة كوبارسي

عندما يستلم كوندي التمريرة تجد أن توري يبدأ بالتحرك في المساحة خلف إيجلاسياس الذي يذهب للضغط على كوندي و لكن كوندي يتأخر في التمرير له مما يتيح للمدافع ألديريتي بغلق ممر التقدم عليه فيمرر للخلف و تقطع الكرة.

و هنا نفس الفكرة حيث لاعبي خيتافي متمركزين في العمق مع مراقبة سولا ليامال مما جعل كوندي خالي من الرقابة ليستلم الكرة.

و عند إستلام كوندي الكرة بدأ توري يتحرك في المساحة الخالية خلف الظهير إيجلاسياس و لكن كوندي لم يمرر و راوغ المدافع و كرته خرجت للركنية.

و هنا تجد تمركز كاسادو و رافينيا جذب إنتباه ميلا و بيريز و دخيني مما جعل بالدي خالي من الرقابة ليستلم تمريرة مارتينيز.

و مع إستلام بالدي الكرة, تحرك كاسادو على اليسار لجذب دخيني بينما تحرك رافينيا في نصف المساحة الأيسر ليستلم تمريرة بالدي و لكن دخيني نجح في العودة و إعتراض الكرة.

خلق مساحة في العمق مرة أخرى

مع تقدم الشوط بدء لاعبي خيتافي في الزيادة نوعا ما في الضغط مما خلق مساحات بين الخطوط أيضا بطء لاعبي خيتافي في ترحيل الدفاع من جبهة لأخرى سهل إيجاد ثغرات في دفاعهم.

فهنا جارسيا يستلم خاليا من الرقابة تمريرة كوندي

ليمرر لمارتينيز الخالي من الرقابة نتيجة سحب كاسادو لسانتياجو

لينطلق مارتينيز بالكرة و يمرر بين الخطوط لتوري مستغلا بطئ لاعبي خيتافي في الإرتداد ليمرر على اليمين ليامال و من ثم عرضية لليفاندوفسكي و يسجل هدفا و لكن يلغى بداعي التسلل.

و هنا كوندي ينقل اللعب من اليمين لليسار بالتمرير لكوبارسي ثم لمارتينيز

ليمرر مارتينيز على اليسار لبالدي الذي يمرر لرافينيا مستغلا تقدم بيريز للضغط عليه و تركه لرافينيا و مع مراقبة دخيني لليفاندوفسكي.

ثم يمرر رافينيا لليفاندوفسكي الذي ينطلق بالكرة و يسدد و لكن الحارس يتصدى لتسديدته.

هنا توري يستلم بين الخطوط تمريرة من كوندي و لكن المدافع يتقدم ليعترض توري و يقطع منه الكرة.

و هنا تجد مجموعة من التمريرات القصيرة من توري لجارسيا لتوري لرافينيا مع تحركات مميزة من لاعبيه ليستلم رافينيا الكرة على اليسار و يمرر لكاسادو في العمق ليسدد و لكن تسديدته تصطدم بالمدافع.

إرسال كرات طويلة خلف الدفاع

من الأفكار التي اتبعها برشلونة هي إرسال كرات طويلة خلف دفاع خيتافي الذي كان في بعض الأحيان متقدم خاصة عند الضغط المتوسط و لكن لاعبي برشلونة لم يستغلوا تلك الفكرة حيث كان يقع البعض في التسلل و في أوقات أخرى يتعامل المدافعين مع تلك الكور.

هدف برشلونة

الهدف لم يأتي من الأفكار التي تم ذكرها سابقا و لكنه جاء من الأوقات القليلة التي كان يضغط فيها خيتافي عاليا أو يتقدم ليس بغرض الضغط و لكن لعدم إعطاء المساحة للاعبي برشلونة بالتقدم من الخلف بسهولة و من ثم التراجع للخلف و بداية ضغط متوسط على لاعبي برشلونة.

و لكن إذا لاحظنا في الهدف فأن لاعبي خيتافي كانوا بطاء في الإرتداد مما سهل للاعبي برشلونة إختراقهم في تلك المرحلة.

فهنا تجد لاعبي خيتافي متمركزين في الأمام و لكن وضعية جسدهم للإرتداد و لكنها لم تكن بالشكل المطلوب و لم تكن سريعة مما جعل جارسيا يستلم تمريرة كوبارسي بسهولة وسط تأخر ألينا في مراقبته ليمر منه

و من ثم يمرر لتوري في العمق ثم ليامال ليخلق موقف 2 على 1 مع كوندي ضد الظهير إيجلاسياس و من ثم يمرر لكوندي الذي يرسل عرضية لم يتعامل الحارس معها بالشكل المناسب لتسقط لليفاندوفسكي الذي يسجل منها الهدف الأول لبرشلونة.

الشوط الثاني

في الشوط الثاني واصل برشلونة نفس الأفكار التي إتبعها في نهاية الشوط الأول و هي إرسال كرات خلف المدافعين مع خلق لعب توافقي و مع تقدم الوقت و إجراء التبديلات تقدم لاعبي خيتافي أكثر و أكثر للضغط على لاعبي برشلونة مما سمح لهم بكسر الضغط للاعبي خيتافي و خلق فرص أكثر في الشوط الثاني لكنها لم تستغل لتنتهي المباراة بنتيجة 1-0.

الخاتمة

في النهاية حقق برشلونة المراد و على الرغم من أن النتيجة لم تكن كبيرة إلا أن الفريق حقق المطلوب و لكن في نفس الوقت كان هناك صعوبة في التعامل مع التكتلات الدفاعية على الرغم من وجود أفكار إلا أن تنفيذ اللاعبين لم يكن بالشكل المطلوب و القرارات المتخذة داخل الملعب لم تكن الأفضل.