بعد مباريات صعبة و قاسية على الفريقين في دوري الأبطال, إبتسمت للريال بعد التأهل لنصف النهائي و إقصائه لحامل اللقب مانشستر سيتي بعد مباراة ماراثونية ذهبت إلى ركلات الترجيح بينما كانت قاسية على برشلونة في خروجه بطريقية درامية على أرضه و وسط جماهيره أمام باريس سانت جيرمان و لاعبهم السابق ديمبيلي.
و على الرغم من توقع البعض بأن المباراة ستصبح مملة و ضعيفة نظرا لظروف الفريقين إلا إنهم قدموا مباراة كبيرة تليق بالحدث الكبير و حسمت في التفاصيل الأخيرة ليأكد الريال هيمنته هذا العام في الكلاسيكو و يحقق الفوز الثالث على برشلونة هذا الموسم.
و كان الحدث الأبرز في الكلاسيكو هو جودة الفريقين عند إمتلاكهم للكرة و معانتهم عندما لا يمتلكونها فدعونا نتحدث بالتفاصيل عن شكل الفريقين و أساليب لعبهم.
بدء برشلونة بشكل أقرب ل 3-2-2-3 بوجود كانسيلو كجناح متقدما و جوندوجان لاعب حر في وسط الملعب مع وجود كريستينسن و دي يونج كمحاور.
بينما كان يعتمد ريال مدريد على رقابة ثلاثة مهاجمين في الضغط برقابة فينيسيوس و رودريجو و بيلينجهام على كوندي و كوبارسي و أراوخو تواليا بينما مودريتش يراقب دي يونج و كروس و فالفيردي باقين في الخلف للحماية الدائرة و رقابة اللاعبين الساقطين.
الصورة هنا توضح شكل برشلونة في الخروج بالكرة.
إستطاع برشلونة إيجاد ثغرات في دفاع الريال حيث قام بتحميل اللعب على الجبهة اليسرى و بتمريرة من كوبارسي لرافينيا ثم لكانسيلو ليمرر الكرة لدي يونج الذي هرب من رقابة مودريتش و لكن تمريرة كانسيلو لم تكن دقيقة.
قام ريال مدريد بتغيير الشكل حيث تقدم كروس لرقابة دي يونج و فاسكيز لرقابة كانسيلو بينما بقى فالفيردي في الخلف.
على الرغم من هذا التغيير و لكن ما زالت المشاكل مستمرة حيث أصبح وجود لاعبين من برشلونة خاليين من الرقابة.
فهنا جوندوجان يستلم الكرة بدون رقابة تماما من الحارس لتقدم كروس لرقابة دي يونج.
و هنا تجد بيلينجهام يترك كريستينسن و يتقدم بالضغط على أراوخو مع غلق زاوية التمرير على كريستينسن و لكن أراوخو مرر الكرة لكوندي الخالي من الرقابة لضعف فينيسيوس في الرقابة و من ثم مرر لكريستينسن الذي أصبح خالي من الرقابة.
و هنا مع سقوط ليفاندوفسكي و شغله لفالفيردي و تقدم رافينيا ليشغل فاسكيز و تشواميني يمرر أراوخو لكانسيلو الخالي من الرقابة على الجهة اليمنى و من ثم يمرر لرافينيا خلف فاسكيز ليرسل عرضية و لكن يخرجها الدفاع إلى ركنية.
و هنا تجد كوبارسي يرسل كرة من ناحية اليسار لليمين لكوندي الخالي من الرقابة الذي يمرر لجوندوحان الخالي من الرقابة أيضا ليتقدم و يمرر ليامال خلف كامافينجا و يحصل على مخالفة خطيرة من على حدود منطقة الجزاء.
إعتمد أيضا برشلونة على إرسال كرات لرافينيا او سقوط رافينيا للمساعدة برشلونة في الخروج بالكرة.
هنا يرسل أراوخو كرة طويلة لرافينيا الذي يستلم بين الخطوط بأريحية و من خلفه كانسيلو ينطلق خالي من الرقابة و لكن رافينيا لم يمرر له و حاول التمرير لدي يونج و لكن تمريرته كانت خاطئة.
و هنا يرسل الحارس كرة طويلة لرافينيا الذي يتحرك بشكل جيد خلف الدفاع و لكن تمريرة الحارس لم تكن دقيقة.
بينما هنا رافينيا يسقط ليستلم الكرة خاليا من الرقابة و ينطلق و يكسر الضغط العالي لريال مدريد.
بينما هنا كرة طويلة من أراوخو و لكن هذه المرة لليفاندوفسكي خلف الدفاع ليستلم الكرة و يسدد و لكن تسديدته كانت أعلى المرمى.
سوء التمركز لدى لاعبي الريال
أيضا من المشاكل التي عانى منها الريال في الضغط العالي هو في بعض الأحيان التمركز السئ للاعبيه مما يسهل عملية الخروج بالكرة.
هنا برشلونة يقوم بنقل الملعب فكوبارسي يمرر لكانسيلو ثم لدي يونج الخالي من الرقابة و من ثم يمرر لكوندي في ظل ضعف فينيسيوس في الرقابة و تركه لكوندي لينطلق بالكرة
و هنا تجد بيلينجهام في تمركزه لا يغلق الزاوية على جوندوجان عندما يضغط على الحارس فيستلم الكرة بأريحية من الحارس ليمرر لكوندي و ينطلق بالكرة إلى منطقة جزاء ريال مدريد و إنتهت بتسديدة تصدى لها الحارس.
بينما هنا بيدري يستلم الكرة بأريحية من الحارس لغياب الرقابة عليه و ينطلق بالكرة و يكسر الضغط العالي للريال.
كرة الهدف الثاني تؤكد الأداء الكبير لبرشلونة في حالة إمتلاك الكرة حيث يعكس كانسيلو الكرة ليامال الخالي من الرقابة لإنشغال كامفينجا بفيرمن ليستلم يامال الكرة و يسدد كرة يتصدى لها الحارس لتسقط أمام فيرمن الذي يضعها في المرمى ليعطى التقدم مرة أخرى لبرشلونة.
بدء ريال مدريد بشكله المعتاد 4-2-2-2 بوجود فالفيردي و كروس كمحاور و أمامهم مودريتش و بيلينجهام بينما إعتمد برشلونة في ضغطه على رقابة جوندوجان و دي يونج لكروس و فالفيردي مع رقابة الأجنحة للأظهرة و بقاء كريستنيسن لتأمين العمق.
و هنا صورة توضح شكل الفريقين في عملية بناء ريال مدريد للكرة من الخلف.
و لكن كانت هناك مشكلة في شكل ضغط برشلونة و هي أن كريستينسن يراقب بيلينجهام و بالتالي مودريتش كان يستلم بأريحية بين الخطوط.
فهنا يمرر روديجر لمودريتش الخالي من الرقابة بين الخطوط ليستلم الكرة و يرتكب عليه دي يونج خطأ في نصف الملعب.
و هنا يمرر تشاوميني الكرة تحت ضغط من لاعبي برشلونة لمودريتش الذي يحاول أراوخو الضغط عليه لمحاولة تعطيله و لكنه يصل متأخرا فيستلم بأريحية و يمرر لفالفيردي الذي يمرر على اليمين لرودريجو و من ثم لفينيسيوس ليصلوا إلى منطقة جزاء برشلونة و لكن تسديدة فينيسيوس تصطدم بلاعبي برشلونة.
قام برشلونة بتعديل بسيط حيث قام دي يونج بمراقبة مودريتش و عندما يتقدم لمراقبة فالفيردي يقوم كوبارسي بمراقبته كما إنه بدء يوجه الكرة للأطراف للضغط على حاملي الكرة و غلق ممرات التمرير أمامهم.
فهنا الصورة توضح مراقبة دي يونج لمودريتش كما توضح ترك ليفاندوفسكي زاوية التمرير لروديجر مفتوحة فيمرر له الحارس و من ثم تجد زيادة عدديه و غلق ممرات التمرير من جانب لاعبي برشلونة فيقطع لاعبي برشلونة الكرة في مكان خطير و يتحولوا هجوميا على مرمى الريال و لكن كروس يتدخل في الوقت المناسب و يخرج الكرة لركلة ركنية و التي آتى منها الهدف الأول لبرشلونة.
بينما هنا تجد رافينيا يتمركز ليغلق الزاوية على فالفيردي بينما يترك المجال لتشواميني ليستلم الكرة من الحارس و من ثم يبدأ لاعبي برشلونة بالضغط على لاعبي الريال لغلق ممرات التمرير لديهم و تنتهي الكرة برمية تماس لريال مدريد.
و هنا صور توضح التعامل الجديد مع مودريتش حيث ترى أن دي يونج يبدأ بمراقبة مودريتش و من ثم عندما يتقدم للضغط على فالفيردي يقوم كوبارسي بمراقبة مودريتش ثم يعود دي يونج لمراقبة مودريتش و يعود كوبارسي لمكانه.
حاول الريال التعامل مع الشكل الجديد بإرسال كرات مباشرة خلف الأظهرة لفينيسيوس أو سقوط فينيسيوس و إستغلال المساحة الفارغة
ففي اللعبة الأولى يمرر كروس الكرة لفينيسيوس الذي يسقط و يسحب معه كوندي و من ثم يمرر كرة لكامافينجا في المساحة الفارغة التي تركها كوندي و لكن كرة فينيسيوس لم تكن دقيقة و خرجت خارج الملعب.
و في اللعبة الثانية يرسل روديجر كرة طويلة مباشرة لفينيسويس خلف الدفاع و لكن كوندي يعود مع فينيسيوس و ينجح في قطع الكرة منه.
إستطاع ريال مدريد إيجاد حلول للتعامل مع ضغط برشلونة إما بخلق كثافة على الأطراف أو تواجد لاعبي الوسط كأظهرة مع تقدم الأظهرة.
ففي اللعبة الأولى تجد قرب تشاوميني من روديجر ليمرر له ثم لكامافينجا و لتشواميني ليمرر تشاوميني كرة أخرى لكامافينجا خلف يامال و من ثم يمرر لفالفيردي في الناحية اليمنى و ينجح الريال في كسر الضغط لبرشلونة.
و في اللعبة الثانية تجد كروس متمركز كظهير أيسر بينما يتقدم كامافينجا في نصف الملعب ليعطي حلول للريال في اللعب الكرة على الأطراف و تحمل الضغط.
و في اللعبة الثالثة تجد مودريتش يتحرك من منتصف الملعب للناحية اليمنى ليتمركز كظهير أيمن تاركا المجال لفاسكيز ليتقدم و لكن الحارس لا يمرر لتشاوميني ثم له و يمرر لروديجر مضيعا فرصة للإستفادة من هذه الوضعية.
و في اللعبة الرابعة يعود مودريتش و يستلم بأريحية في نصف الملعب و من ثم يمرر لكامافينجا على الطرف الأيسر مستغلا إنشغال كوندي بفينيسيوس.
من أحد الحلول التي إعتمد عليها الريال هي نقل الملعب من تمريرة لفينيسيوس لخلق موقف واحد على واحد.
ففي اللعبة الأولى يمرر مودريتش لفينيسويس الخالي من الرقابة مستغلا تمركز كامافينجا و إنشغال كوندي به لخلق موقف واحد على واحد مع كوندي.
و في اللعبة الثانية تكرر نفس الشئ و يمرر مودريتش لفينيسيوس.
قام برشلونة بتبديلين الأول كان بيدري مكان دي يونج الذي خرج مصابا في نهاية الشوط الأول و الثاني كان فيرمن مكان كريستينسن ليتغير شكل البارسا في الضغط و تستمر المشاكل.
فهنا تجد شكل البارسا الجديد في الضغط بوجود رافينيا كمهاجم ثاني بجوار ليفندوفسكي بينما خلفهم بيدري و فيرمن و يامال و بقى جوندوجان في الخلف و بسبب وجود رافينيا كمهاجم يستلم فاسكيز الكرة من تشاوميني خاليا من الرقابة لينطلق باكرة و يكسر الضغط لبرشلونة.
و هنا تجد وجود فيرمن بجوار يامال للضغط على كروس فيمرر لفالفيردي و من ثم لكامافينجا الخالي من الرقابة لينطلق لاعبي الريال و يكسروا الضغط لبرشلونة.
و هنا كرة طويلة من الحارس لمودريتش الذي مرر لفاسكيز الخالي من الرقابة نتيجة ضغط كانسيلو على مودريتش.
الهدف الثاني للريال هو شبيه بهدف باريس في برشلونة عن طريق ديمبيلي و يطرح أسئلة كثيرة عن التنظيم الدفاعي لبرشلونة.
فتجد فالفيردي يمرر لفينيسيوس الخالي من الرقابة على الطرف الأيسر نتيجة لإنشغال كوندي بمراقبة رودريجو فيقوم فينيسيوس بتمرير كرة عرضية على القائم البعيد لفاسكيز القادم من الخلف مستغلا توهان كانسيلو و من ثم يسجل هدف التعادل لريال مدريد.
في النهاية المباراة كانت متكافئة بنسبة كبيرة و مثيرة و مليئة بالفرص و لكن العامل النفسي لدى الريال كان له دور الحسم في بقاء لاعبيه في حالة التركيز لأخر دقيقة بينما فقد لاعبي برشلونة التركيز في أخر لحظات المباراة ليستقبلوا هدف الهزيمة و مع سوء الحالة الدفاعية للفريقين تم تسجيل خمسة أهداف في المباراة و تضيع مثلهم من الفرص لينتهي كلاسيكو الأرض بفوز جديد لريال مدريد و تصبح مسألة وقت حتى يتوج بالليجا السادسة و الثلاثون له.