عودة برشلونة فليك من جديد

يترقب عشاق كرة القدم الإسبانية المواجهة المرتقبة بين برشلونة وريال مايوركا في الجولة الأولى من الدوري الإسباني موسم 2025–2026، التي تنطلق رسميًا في منتصف أغسطس. وستٌقام المباراة في ملعب سون مو

يجسد هذا اللقاء بداية رحلة دفاع برشلونة عن لقبهم، بعد موسم سابق ملئ بالتحدّيات الإدارية والفنية. النادي يعاني من ضغوط مالية، حيث يسعى رئيس النادي جوار لابورتا لإيجاد حلول لتسجيل اللاعبين الجدد

على صعيد الظروف الفريق، يدخل برشلونة اللقاء بغياب ليفاندوفسكي عن الخط الهجومي، ليعتمد المدرب على فيران توريس في مركز المقدمة. هذا التغيير يضع توريس في مهمة قيادة الخط الأمامي منذ بداية المباراة، في إطار سعي الفريق للحفاظ على توازنه الهجومي أمام مايوركا..

من هذا المنطلق، تبدو مواجهة مايوركا فرصة لعبور بداية الموسم بأقصى درجات الجاهزية، لا سيما مع حالة تشكيلة تشهد تغييرات وتحديات متعددة

أما تاريخيًا، فقد التقى الفريقان في أكثر من سبعين مناسبة في مختلف البطولات، كان التفوق الواضح فيها لصالح برشلونة الذي حقق قرابة 44 انتصارًا، مقابل حوالي 16 فوزًا لمايوركا، فيما انتهت بقية المواجهات بالتعادل. وفي الدوري الإسباني تحديدًا، سيطر برشلونة على أغلب اللقاءات، إذ فاز في 14 من آخر 15 مواجهة بين الطرفين، بينما يعود آخر انتصار لمايوركا على الفريق الكتالوني إلى عام 2009. وخلال المواسم الأخيرة، كانت النتائج تميل بشكل كبير للبرسا، حيث فاز في مباراتي الموسم الماضي بنتيجتي 5–1 ذهابًا و1–0 إيابًا، كما سبق له أن حقق انتصارات عريضة مثل 4–0 في 2020 و5–2 في 2019

أمّا على صعيد هدّافي تاريخ المواجهات، فيتصدر ليونيل ميسي القائمة كأفضل هداف مُواجهات مع مايوركا، إذ سجل 16 هدفًا في شباكهم، يليه سامويل إيتو الذي سجل 12 هدفًا حينما لعب للفريقين. من جانب برشلونة، يُعد روبرت ليفاندوفسكي على رأس هدافي الفريق خلال الموسم الأخير، حيث سجل 14 هدفًا في تلك المواجهات

بدأ بطل الدوري (برشلونة) دفاعه عن اللقب بشكل قوي، مستفيدًا من التفوق العددي والواقعي على أرض الخصم. تألق الثلاثي رافينيا، توريس، ويامال – خاصة الأخير – أبرز القدرات الهجومية للفريق. استفاد برشلونة من صعوبة مايوركا في الحفاظ على التوازن الدفاعي، وفرض هيمنته منذ البداية

ستستعرض اليوم بعضًا من أفكار وتحليلات المباراة، مع التأكيد على أنّ معظم هذه الملاحظات قد جاءت قبل حالات الطرد التي أثرت بشكل مباشر على سير اللقاء، وغيرت الكثير من ملامحه الفنية والتكتيكية

استخدم جاغوبا أراساتي مدرب فريق ريال مايوركا الرسم الفني (4-2-3-1)

استخدم هانز فليك مدرب برشلونة الرسم الفني (4-2-3-1)

في مرحلة البناء، بدأ برشلونة برسم (4-2-3-1) المعتاد، وفي المقابل بدأ ريال مايوركا بضغطٍ متوسطٍ برسم (4-4-2)، مع مراقبة لصيقة على لاعبي برشلونة، وخصوصًا على ثنائي المحاور (بيدري / فرينكي دي يونغ)، وعلى ظهيري الفريق (بالدي / غارسيا)، لمنع برشلونة من التدرج السليم

جاء الحل من هانز فليك، عن طريق التغيير من الرسم (4-2-3-1) إلى (4-3-3)، مع تقدم بيدري إلى مناطق مرتفعة في الملعب لسحب لاعب من ريال مايوركا، وخلق مساحة في العمق

استغل فريق برشلونة هذه المساحة عن طريق تقدم أحد قلبي الدفاع (أراوخو / كوبارسي) بالكرة إلى مناطق متقدمة، لمحاولة كسر أول خط من خطوط ضغط مايوركا المتوسط، مما يؤدي إلى جذب لاعبي ريال مايوركا إلى حامل الكرة لمحاولة إيقافه، وبالتالي تحرير أحد لاعبي برشلونة من الرقابة. في الحالات القادمة سنستعرض الفكرة بشكل أوضح

الحالة الأولى: نلاحظ تقدم بيدري إلى مناطق مرتفعة لتفريغ مساحة في العمق، لتقدم رونالد أراوخو بالكرة

مع تقدم رونالد أراوخو بالكرة، نلاحظ ضغط جناح فريق ريال مايوركا، سيرجي داردر، مما أدى إلى تحرير أريك غارسيا، مع تطبيق مبدأ "الرجل الثالث" عن طريق تمرير رونالد أراوخو الكرة لفيرمين لوبيز، ثم تمرير فيرمين إلى غارسيا الخالي من الرقابة

حالة الثانية: نلاحظ تقدّم بيدري إلى مناطق مرتفعة مرة أخرى، لتقدّم كوبارسي بالكرة في المساحة، مما يؤدّي إلى تحرير بالدي

في الثلث الأخير، برشلونة يحاول تجميع اللعب في الطرف اليمين، لخلق مساحة لاختراقها عن طريق التمريرات وكثرة التحرك وتبادل المراكز بين اللاعبين. ولكن لم يستطع برشلونة خلق المساحة بسبب تكثيف عدد لاعبي مايوركا وتضييق المساحات بينهم على الطرف في الكتلة المنخفضة، واعتمادهم على نظام دفاع مضغوط جدًا، مما صعّب مهمة برشلونة في خلق المساحات واختراقها

ولكن اعتمد فريق برشلونة على فكرة أخرى، وهي إرسال الكرة سريعًا للطرف الآخر، واستغلال أن فريق مايوركا يعتمد على نظام دفاع مضغوط جدًا، مما يجعل الطرف الآخر خاليًا. واستغل برشلونة المساحة هناك لإرسال العرضيات أو تغيير الملعب السريع، لخلق تفوق عددي. في الحالات القادمة سنستعرض الفكرة بشكل أوضح

الحالة الأولى: نلاحظ هنا مراقبة لصيقة من لاعبي ريال مايوركا لكل لاعب من برشلونة في هذا المربع، مع تضييق المساحات بينهم، تحسّبًا من تفوّق لاعب من برشلونة على خصمه فرديًا، حيث يستطيع لاعب آخر تدارك الأمور. وأيضًا نلاحظ دخول بالدي إلى العمق لسحب لاعب مايوركا إلى الداخل، لتوسيع المساحة على الطرف لكي يستغلها بالدي بالانطلاق للمساحة علي الطرف بعد تغيير اتجاه الكرة الي هناك

هنا تصل الكرة من يامال إلى بيدري، وبيدري إلى فيران، ليعكسها إلى رافينيا في موقف تفوق عددي مع بالدي على الظهير

الحالة الثانية: برشلونة أيضًا كان يعتمد على العرضيات في المساحات، مستغلًا الدفاع المضغوط لريال مايوركا

يعتمد برشلونة في الضغط العالي على شكل أقرب إلى (4-3-1-2)، مع إجبار الخصم على الترحيل إلى الأطراف لفخاخ الضغط. ولكن واجه برشلونة مشكلة في هذا اللقاء

اعتمد مايوركا على سحب ظهير برشلونة بعيدًا عن الطرف، مما يجعل هناك تفوقًا عدديًا. نلاحظ هنا استلام مايوركا الكرة بأريحية

استهدف مايوركا الطرف اليمين لبرشلونة بنزول الجناح اليسار ل مايوركا للعمق لمحاولة سحب جارسيا ولعب الكرة في المساحة للظهير

في نهاية المقال المباراة، يجب على الفريق الكتالوني أن يتعلم منها، إذ إن هناك سلبيات أمام فرق أكبر لا يُسمح بارتكابها