نهائي كأس العالم
نهائي كأس العالم كان حدث ملحمي بنهايه درامية من الممكن مشاهدته فقط في المحافل الكبري مثل كأس العالم
لوهله تعتقد أنه فيلم سينمائي من كثرة الدراما التي كانت به كأحد المسارح الشعبية التي كانت في العصور الوسطى بالأخص فيما يتعلق بتغير و تقلب الأحداث لوهله تعتقد أنها النهاية و لا يوجد غيرها لكن في غضون دقائق تتغير الأحداث بشكل دراماتيكي أكثر من سابقتها دعونا نغوص ببعض التفاصيل لكتببة سكالوني و كيف وصل لترصيع النجمه الثالثة علي قميص بلاده بعد 37 سنة من الغياب خلالها المنتخب اللاتيني إنهزم في فرصتين لملامسة الذهب مره أخرى..
تشكيل المنتخب الفرنسي و المنتخب الأرجنتيني كانت علي الشكل الاتي :
الأرجنتين :
إيميليانو مارتنيز – مولينا – روميرو – أوتاميندي – تاجليافيكيو – دي باول – إنزو فيرنانديز – ماك أليستر – دي ماريا – ميسي – ألفاريز.
فرنسا :
لوريس – كوندي – فاران – أوباميكانو – ثيو هيرنانديز – تشواميني – رابيوت – جريزمان – ديمبلي – مبابي – جيرو.
فلنتحدث بالبداية كيف كانت تقوم الأرجنتين بالخروج بالكرة من الخلف و كيف كانت تقوم ببناء اللعب :
– الأرجنتين كانت تقوم ببناء اللعب عن طريق قيام مولينا و تاليفيكو بتوسيع رقعة اللعب لجلب المزيد من اللاعبين ليضغطوا.
– توسيع رقعة اللعب لكي نقوم بعمل سترتش لخط ضغط الخصم بالتالي مساحات أكبر للعب من خلالها وجذب ضاغطين من الخصم بشكل أكبر.
سحب الرباعي الفرنسي لأمام فتصبح الرقعة 4 ضد4 مع نزول إينزو هنا بدل من تحول مبابي ليضغط ويغلق مسار التمرير بأتجاه مولينا هنا هو ترك مولينا حر ليقوم بمراقبه إينزو أو العكس.
-توسيع رقعة الضغط لكي يصبح هنالك مساحة في العمق بالتالي عند التمرير لإنزو سيكون بلا رقابة أو مولينا عالطرف بدون رقابة لأن أصبح مبابي بين خيارين على حسب الموقف.
-هنا سنأتي لثاني خطوة و هي بنزول إينزو سيجذب رابيو للتحرك للأمام ليقوم بالضغط هنا حدث تفوق عددي من خلال تحرك رابيو لتصبح 1ضد2 بدلاً من 2 ضد2 من تشواميني و رابيو ضد ماك و دي باول أصبح فقط تشواميني ضد دي باول و ماك أليستر و أصبح الوضع أكثر أريحية بقدرة أعلى على إيجاد زملائك بدون رقابة لصيقه من الخصم من خلال القدرة على التحرك في المساحة خلفهم و أصبحوا يتحركون في المساحة خلفهم برقابة أقل عددياً.
– شيء أخر هو التبادل في الأدوار بين دي باول و إينزو و بالتالي اختلاف خصائص التحرك بالنسبة لكل منهم دي باول يتحرك من الخارج للداخل و إينزو يتحرك بالعمق مباشرة مع نزول ميسي و تحرك ديباول و ديماريا بأقصى عرض الملعب لتوسيع الرقعة أيضا في ثلث فرنسا الأخير.
-سنجد دائماً دي باول يقوم بتوجيه مولينا ليتحرك بأقصى العرض في لحظة ترك إينزو يتحرك للأمام لجذب مبابي ليراقبه أو يتركه حر ليصبح خيار تمرير لحامل الكرة فيكون هنالك دائما تفوق عددي للأرجنتين أثناء مرحلة بناء اللعب و سحب لأكبر عدد من الضاغطين و ينعكس ذلك علي تفريغ الثلث الأوسط ..
– ملخص ما قدمته الأرجنتين من الممكن تلخيصه بنقطتين :
1- توسيع رقعة ضغط الخصم بحيث يصبح الخروج بالكرة أسهل.
2-تصعيب الوضع علي الخط الأمامي الذي يقوم بالضغط من عند الخصم بالتالي مجيئ المزيد من اللاعبين لكي يقوموا بالمساندة بالتالي مساحات أكبر خلفهم و قابلية لعمل تفوق عددي ضدهم بأماكن أكثر خطورة من الملعب.
من أهم اللاعبين الذين كان لهم دور مؤثر باللقاء سيكون بالتأكيد ماك أليستر فلنقم بالحديث عن بعض اللقطات التي ستوضح بعض أفكار سكالوني ضد ديشامب و بنفس الوقت نقوم بعمل تحليل لبعض أدوار ماك أليستر باللقاء.
ماك أليستر بدون الكرة كانت له أدوار مهمة بالأخص أنه كان مكلف بمراقبه جريزمان محرك المنتخب الفرنسي عندما يظهر بالعمق و المحاولة بمنعه كظهور كخيار تمرير في عمق الملعب لكن بمجرد ذهاب جريزمان لعرض الملعب لاستلام الكرة يتركه ماك أليستر بتلك النقطة و يستقر بتمركزه بالعمق.
ماك أليستر كان يقوم بما هو معروف بدفاع المنطقة و ليس رجل لرجل هو يدافع عن مناطق أو مساحات معينة من الملعب وليس يدافع ضد لاعب معين.
بشكل عام طريقة دفاع الأرجنتين كانت علي الشكل 442 أو 4411 مع بقاء خوليان أعلي الملعب و رجوع ميسي خطوات للخلف أو القيام بالضغط مع زملائه أو تقليل خيارات التمرير علي حامل الكره من خلال ظله أو من خلال مراقبته فعليا.
بدخوله للثلث الأخير لا يقوم ماك أليستر بالضغط بل مراقبته و محاولة إلغائه كخيار تمرير أو إرسال العرضية عليه و منعه من استغلال أي ارتداد للكرة من المدافعين او الحارس.
أيضاً سنلاحظ محاولة ماك أليستر لاستباقه لمنقطة الجزاء مع وضعه بالاعتبار و سنجده يقوم بعمل فحص أو scan لما يحدث بظهره لكي لا يفقد مراقبة جريزمان.
لقطة أخرة العمق فارغ من الفرنسين و يتمركز بالعمق ماك أليستر لكنه لا يتحرك ليساند زملاؤه و ينجرف وراء الفخ لا يبقى بهدوء يتابع الموقف بمجرد تحرك مبابي للعمق و انتظاره لتمريرة سنجد ماك أليستر يقوم بمحاولة الاستباق معه لكي لا يشكل أي خطورة و منعه من الظهور كخيار تمرير أساساً مع البقاء و المحافظة على تموقعه.
أدوار ماك أليستر ساندت الفريق كثيراً بالعمق أثناء كبح جمار مبابي بالأطراف و منعه من استغلال أي مساحة ليقوم بعمل سباقات سرعة كان لابد من غلق العمق أولاً لمنع خطورة جريزمان أو الدفاع ضد اي runner من المنتخب الفرنسي يحاول الظهور في العمق في نصف ملعب الأرجنتين سواء كان سيكون خيار للتمرير أو يحاول الدخول في منطقة جزاء الفريق.
لقطه مهمة هي وعيه لتحركات الأجنحة في ظهر زملاؤه و منعهم من الخروج من أماكنهم و منع لاعبي فرنسا من التمريرات القطرية التي تهدف تلك التحركات كما تلك اللقطة من تحرك مواني بظهر تاليفيكو..
اللحظة التي توانى فيها ماك اليستر عن حمايه العمق و التغطية به كانت اللقطة التي كانت بسببها جاء الهدف الثاني لمنتخب فرنسا.
لقطه الهدف الثاني جاءت بسبب ترك العمق فارغاً و عدم وجود ماك أليستر به حينها تشكيل تفوق عددي علي أوتاميندي مما أدى لخروجه للضغط عي تورام بالتالي تحرك مبابي في الفراغ الذي تركه اوتاميندي ليصبح حراً بالكرة أمام ايميليانو وجاء الهدف بسبب ترك العمق فارغاً و تحرك ممتاز من مبابي.
ربما واحد من الأكثر أشياء غرابه في كأس العالم والذي كسر الصورة النمطية لدي الكثيرين هو أن ميسي ليس مفيد في عمليه الضغط أو لا يشارك بشكل كبير وفقاً لStats Bomb ميسي مع خوليان ألفاريز من أكثر اللاعبين مشاركة في عملية الضغط كما نرى بهذا الـGif
فرنسا كانت تقوم ببناء اللعب بهذا النمط 2-3-1 أو 4-1-1 من خلال نزول تشواميني كخيار تمرير لفاران وأوباميانكو ويكون على خط واحد بين الظهيرين كوندي وهيرنانديز بحيث يتيح لهم التقدم أكثر لأمام وبقاء رابيو كخيار تمرير في أعلي الملعب في عمق شكل الأرجنتين.
الفكرة من نزول تشواميني وصعود الأظهره هي جذب الضغط وتحويل أول خط من الضغط للخصم علي ثاني خط لفرنسا من بناء اللعب لتسهيل الموقف وتشتيت ضغط الخصم بحيث يصبح قادر الفريق علي الذهاب للأطراف من خلال عمل محطات بالعمق كرابيو وجريزمان وعامل جذب للضغط فيصبح الوصول للأطراف أسهل الوصول للمبتغى الأول لديشامب و هو التفوق النوعي من خلال عزل مبابي مع الظهير.
المنتخب الفرنسي حاول عزل مبابي لكن ضغط الأرجنتين المتوسط كان عامل مهم لوقف و منع عمل أي تفوق نوعي لفرنسا علي الطرف من خلال عمل التفوق العددي بشكل مباشر من لاعب الوسط الذي على طرف الملعب و في هذه الحالة ديباول مع قيام مولينا بالإستباق و الأهم التغطية وراءهم بحيث لا يقعوا في فخ الضغط الذي يحاول صنعه ديشامب لو لم ينجح بوضع لاعبه بتفوق نوعي و عزله مع الظهير مولينا.
كما يتضح باللقطة
مبابي أصبح بموقف صعب ضد تفوق عددي من الخصم سنجد إينزو يغطي المساحة خلف مولينا التي خرج منها ليستبق ضد مبابي و التي يتحرك بها جريزمان.
ربما من أفضل أشكال فرنسا الدفاعية كانت ضد الركلات الثابتة لم يعطوا الأرجنتين فرصة للتفوق بتلك التفصيلة
بتلك الركنية نظام دفاعهم كان ممتاز جداً بحيث استطاعوا الحفاظ علي تنظيمهم بدون مشاكل و لم يجعلوا الركنية ذات أي أهميه للأرجنتين
الأرجنتين كانت تدافع بنظام رجل لرجل بداخل الستة ياردة بحيث إثنين لاعبين ضد إثنين من الخصم
و ثلاث أمام الستة ياردة ضد ثلاثة من الأرجنتين
و جريزمان علي العارضة القريبة بحيث يقوم بالتشتيت بمجرد عمل العرضية للعارضة القريبة وبقاء لاعب إضافي ايضاً للحماية ضد العرضية التي تكون بشكل منحرف علي عمق منطقة الجزاء للتأمين ضد أي لاعب هارب من الثلاث لاعبين أمام الستة ياردة
في النهاية
اللقاء مليء بالتفاصيل الجميلة التي من الممكن شرحها والتحدث عنها لكن حاولت أن أتحدث عن أكثر اللقطات أهمية باللقاء والتي أرى أنها كان لها صدي عالي بتفاصيل المباراة.
إنتهى .