لم يكن الإسبوع السعيد لتوتنهام فمع سقوطهم بنتيجة كبيرة في ملعب الجيمس بارك و تحقيق أستون فيلا لمفاجأة و فوزه على الأرسنال في ملعب الإمارات سقط توتنهام للمركز الخامس بفارق ثلاث نقاط عن أستون فيلا و مباراة أقل و مع تبقي ست مباريات لتوتنهام (مقابل خمسة لأستون فيلا) أربعة منهم ضد فرق الست الكبار من الممكن أن يودع توتنهام لحلم العودة لدوري الأبطال.
و على الرغم من تنوع أفكار فريق بوستيكوجلو إلا إنه إصطدم بشراسة نيوكاسل فدعونا نلقي نظرة على الهزيمة الكبيرة و نحلل شكل الفريقين.
بدء توتنهام بشكله المعتاد (2-2-2-4) بوجود الظهيرين بورو (23) و أودوجي (38) في عمق الملعب كمحاور مع خلو الأطراف من اللاعبين ليتم إستغلالها و يتحرك إليها اللاعبين هاربين من الرقابة و خلق فوضى في شكل نيوكاسل.
بينما كان يعتمد نيوكاسل على رقابة لصيقة للاعبي توتنهام بوجود جوردون (10) و بارنز (15) كمهاجمين و رقابة إيساك (14) و أنديرسن (32) للعمق.
الصورة هنا توضح شكل توتنهام بتواجد بورو و أودوجي في العمق و شكل ضغط نيوكاسل بضغط بارنز و جوردون على المدافعين و مراقبة أنديرسن و إيساك للأظهرة.
و هنا في حالة ضربة المرمى لتوتنهام تجد شكل نيوكاسل المعتاد في تلك الحالات بتواجد الثلاث مهاجمين قريبين من بعضهم و من ثم ينطلق كل لاعب لمراقبة اللاعب المكلف به.
حاول توتنهام إستغلال الأطراف التي تركها خالية بضم أظهرته للعمق لمحاولة خلق فوضى في صفوف نيوكاسل ولكن نيوكاسل كان ينجح في التعامل مع ذلك.
فهنا يمرر الحارس الكرة لسون على الطرف الأيمن و لكن تجد شار يسقط معه في تلك المنطقة ليمنعه من التقدم.
و في لعبة أخرى يلعب فان دي فين الكرة في الجهة اليسرى لفيرنر مع مراقبة كرافث و على الرغم من نجاح فيرنر بمهارة من المرور منه إلا إن كرافث عاد و منعه من التقدم.
في بعض اللحظات كان هناك توهان في تمركزات لاعبي نيوكاسل مما أدى لوجود أودوجي حرا يستلم الكرة بأريحية.
فهنا تجد تقدم إيساك للضغط على المدافعين و مراقبة جوردون لأودوجي و لكن عند إستلام فان دي فين الكرة قام جوردون بالضغط عليه و ترك أودوجي ليصبح حرا و يستلم الكرة من فان دي فين و ينطلق بالكرة ليكسر ضغط نيوكاسل.
و هنا يتكرر نفس الأمرحيث تجد وجود إيساك بين المدافعين و ضغط جوردون على فان دي فين ليصبح أودوجي حرا فيستلم الكرة من ماديسون و لكن هذه المرة قام كرافث بالضغط عليه لمنعه من التقدم و لكن أودوجي بمهارة تجاوزه و إنطلق بالكرة و تمكن توتنهام من كسر الضغط العالي لنيوكاسل.
و في هذه اللعبة تجد إيساك يراقب بيسوما مما جعل أودوجي خالي من الرقابة ليستلم الكرة من فان دي فين و لكن سرعان ما يضغط مورفي و لونجستاف على أودوجي ليقطعوا منه الكرة.
على الرغم من محاولة توتنهام لكسر الضغط لنيوكاسل إلا أن نيوكاسل كان يخنق توتنهام و قطع الكثير من الكرات في نصف ملعبهم مما جعلهم يلجأوا للكرات الطويلة التي كان يتعامل معها نيوكاسل بكل سهولة.
في ظل معاناة توتنهام في الخروج بالكرة من ضغط نيوكاسل و مع تأخره بهدفين قام توتنهام ببعض الأفكار لمحاولة كسر الضغط.
فهنا تجد ماديسون يسقط في العمق ليستلم الكرة من الحارس و لكن كرافث يسقط معه و يضغط عليه ليقطع منه الكرة.
و هنا عاد توتنهام للإعتماد على لعب الكرة للناحية اليمنى لسون الذي توجه لهذه المنطقة و مع عدم سقوط أحد المدافعين معه لينطلق بالكرة و يرتكب مدافعي نيوكاسل خطأ ليوقفوه.
و هنا تجد كرة طويلة من الحارس لبينتانكور الذي تحرك من نصف ملعبه لخلف خط الدفاع و لكن ينجح نيوكاسل في التخلص من الكرة و إخماد الخطورة.
و هنا تجد لعبة جماعية على الجهة اليمنى بدأت من تحرك بورو من عمق الملعب للناحية اليمنى ليستلم من الحارس و يمرر لبينتانكور الذي يمرر من لمسة لبورو الذي ينطلق في المساحة الخالية و يمرر خلف الدفاع لسون و لكن المدافع يعترض الكرة و يمنع إنفراد لسون.
تغير شكل توتنهام في الشوط الثاني حيث عاد بيسوما مع بورو و أودوجي ليصبحوا ثلاثة محاور بينما تقدم مورفي ليراقب أودوجي مع مراقبة إيساك لبيسوما
واصل توتنهام محاولاته لكسر الضغط بالإعتماد على الجبهة اليمنى حيث مرر الحارس لبينتانكور الساقط ليمرر لروميرو الذي يمرر في الجهة اليمنى لفيرنر.
بينما هنا تجد البديل إيمرسون يتحرك من العمق للناحية اليمنى مثل لعبة سابقة لبورو ولكن تمريرة الحارس لم تكن دقيقة وذهبت للاعبي نيوكاسل.
مع نزول هويبيرج و سار واصل توتنهام على نفس الشكل و بدء يعتمد على اللعب على الجهة اليسرى مستغلين تقدم مورفي في الضغط.
فهنا يمرر الحارس لهويبيرج الذي يمرر لفان دي فين فيمرر على الجهة اليسرى لفيرنر الذي يمرر من لمسة في العمق تجاه جونسون مستغلا إندفاع كرافث عليه و تركه للعمق و مع تحرك ماديسون ليستلم كرة على الجهة اليسرى و لكن شار يقطع الكرة و يمنع هجمة خطيرة.
تكررت نفس اللعبة بتمرير الحارس لسار الذي يمرر لفان دي فين و من ثم يمرر لفيرنر أيضا على الجهة اليسرى و أيضا مع تقدم كرافث للضغط عليه و تركه للعمق فيمرر فيرنر لجونسون في العمق الذي يمرر لماديسون في الجهة اليسرى و لكن تمريرة جونسون كانت أطول من اللازم و خرجت الكرة.
بينما هنا هويبيرج يسقط بين المدافعين و يمرر لكولوفسكي الذي يمرر مرة أخرى لهويبيرج ثم يمرر بينية بين المدافعين لجونسون الذي يسدد و لكن كرته كانت أعلى المرمى.
لم يكتفي نيوكاسل بالتفوق في عملية الضغط العالي على توتنهام بل إعتمد أيضا على سلاح آخر مهم و هو التحول الهجومي حيث كان كافي لتسجيل ثلاثة أهداف من الأربعة بالإعتماد على الثلاثي بارنز و جوردون و إيساك.
الفكرة الأولى هي الإعتماد على إيساك كمحطة لتسليم زملاءه فتجد لونجستاف يمرر الكرة من لمسة لإيساك الذي يسقط ليسلم الكرة من لمسة لجوردون على الجهة اليمنى فينطلق بالكرة و بينمايتحرك بارنز ناحية اليسار ليعطي أكثر من خيار تمرير لجوردون فيمرر جوردون لبارنز و لكن يقطعها المدافع لتخرج خارج الملعب.
الفكرة الثانية هي تحرك كل من إيساك و جوردون في أطراف الملعب لإعطاء لحامل الكرة أكثر من خيار تمرير مما يصعب المهمة على توتنهام في التعامل مع الموقف.
الفكرة الثالثة هي إنطلاق جوردون من الناحية اليمنى و مع إنطلاق إيساك في العمق و بارنز على الجهة اليسرى لإعطاء أكثر من خيار تمرير لجوردون فيصعب الموقف على توتنهام.
في لقطة الهدف الأول تجد أن تم تطبيق الفكرة الثانية مع تحرك جوردون و إيساك في نواحي مختلفة و على الرغم من عدم التعامل الجيد لجوردون مع الكرة و خسارتها لأودوجي إلا أن سذاجة أودوجي في التعامل مكنت جوردون من إستعادتها مرة آخرى و التمرير لإيساك الذي وقف بذكاء حتى لا يقع في التسلل و من ثم تحرك ناحية المرمى و بمهارة أحرز الهدف الأول.
مع تقدم نيوكاسل بثنائية زادت أخطاء توتنهام في الخروج بالكرة و تمكن نيوكاسل من قطع أكثر من كرة في نصف ملعبهم و بلمسات سريعة كانوا يشكلون الخطورة على توتنهام.
ففي اللعبة الأولى تجد أنديرسن يمرر من لمسة لإيساك الذي ينطلق نحو المرمى و لكن المدافع يعود و يشتت الكرة خارج الملعب.
و في اللعبة الثانية يعترض بيرن كرة من توتنهام لتصل لبارنز الذي لو لم يتأخر في التمرير لإيساك لكان منفردا بالحارس و لكن تأخر بارنز مكن مدافعي توتنهام من إغلاق الزاوية على إيساك.
في لقطة الهدف الثالث يستلم جيماريش الكرة و من ثم يمرر كرة طويلة لإيساك الذي يتحرك تحرك قطري حتى لا يقع في التسلل و يأخذ دفعة من حركته فينفرد بالحارس و يجل الهدف الثالث.
في النهاية إستحق نيوكاسل الفوز في المباراة فهو تفوق كليا على توتنهام في المراحل التي يمتاز في التعامل معها و هي مرحلة الضغط العالي و مرحلة التحول الهجومي و مع أخطاء بدائية من لاعبي توتنهام نجح نيوكاسل في تحقيق فوز كبير بنتيجة عريضة قد تنهي أمال توتنهام في المشاركة العام المقبل في الأبطال بسبب الصعوبة الشديدة للمبارايات المتبقية لهم.