مانشستر زرقاء
في واحدة من أكثر المواجهات انتظارًا في كرة القدم الإنجليزية، عاد ديربي مانشستر ليخطف الأنظار على ملعب الاتحاد ضمن منافسات موسم 2025/2026. لم تكن المباراة مجرد مواجهة تقليدية بين الغريمين الأزليين، بل كانت صراعًا جديدًا على الهيمنة داخل المدينة وبين قطبي الكرة الإنجليزية. الأجواء في المدرجات كانت أشبه بملحمة جماهيرية؛ الأحمر والأزرق يتداخلان في لوحة مشحونة بالحماس، والهتافات تهز جنبات الملعب في انتظار صافرة البداية.
الصحف البريطانية وصفت اللقاء بأنه "عرض قوة"، بعدما خرج مانشستر سيتي بانتصار عريض بثلاثية نظيفة، أكّد من جديد الفوارق في التنظيم والجماعية بين الفريقين. تقارير رويترز أشارت إلى أن سيتي أدار اللقاء بذكاء ونجح في قتل محاولات يونايتد مبكرًا، فيما شددت الجارديان على أن تفاصيل صغيرة مثل التمركز والضغط الفعّال كانت هي العامل الحاسم في تفوّق أصحاب الأرض.
من جانب يونايتد، أقرّ المدرب روبن أموريم بأن بعض الأهداف التي استقبلها فريقه "كان من الممكن تجنبها"، معتبرًا أن اللحظات الحاسمة عرّت ثغرات لا يمكن السكوت عنها. أما بيب جوارديولا، فقد أبدى رضاه عن الأداء رغم تحفظاته على بعض الفترات، مؤكدًا أن الفوز في مثل هذا الديربي يمنح سيتي دفعة معنوية كبيرة بعد بداية متذبذبة في البريميرليغ.
وبين تصريحات المدربين، وضجيج الجماهير، والتحليلات الصحفية، بدا واضحًا أن هذا الديربي لم يكن مجرد مباراة بثلاث نقاط، بل محطة فاصلة قد تعيد رسم ملامح المنافسة في الدوري، وتُعمّق السؤال الأزلي: من هو سيد مدينة مانشستر في زمن كرة القدم الحديثة؟
دوناروما في الديربي
دخل جيانلويجي دوناروما أجواء ديربي مانشستر لأول مرة بقميص مانشستر سيتي، ونجح في ترك بصمة قوية على مجريات اللقاء. الحارس الإيطالي قدّم أداءً مطمئنًا انعكس على صلابة الفريق، فحافظ على نظافة شباكه أمام ضغط مانشستر يونايتد.
أبرز لحظاته جاءت حين تصدّى ببراعة لتسديدة قوية من برايان مبومو وهو يحوّل الكرة إلى ركنية بيد قوية، قبل أن يوقف محاولة خطيرة من بينجامين سيسكو في الشوط الأول. دوناروما أظهر ثقة كبيرة في التعامل مع الكرات العرضية، وسيطر على منطقة الجزاء في المواقف الهوائية، ما أراح دفاعه كثيرًا. وعلى صعيد التوزيع، أتم 15 تمريرة صحيحة من أصل 27، ونجح في 6 تمريرات طويلة نحو زملائه، ليبرهن على قدرته على المساهمة في بناء اللعب. وبفضل هذه الفعالية واليقظة، أجمع العديد من المحللين والصحف الإنجليزية على أنه كان أحد نجوم اللقاء، بل رآه البعض الأجدر بلقب رجل المباراة، في ليلة أثبت فيها أنه الحارس المناسب لمعارك السيتي الكبرى.
الهدف الأول
الهدف الافتتاحي لمانشستر سيتي أمام مانشستر يونايتد حمل توقيع فيل فودين، لكنه وُلد أساسًا من لمسة إبداعية من جيريمي دوكو و تحرك ممتاز بين خط الدفاع وخط الوسط حيث وجد لنفسه مساحه خطيره تظهر بسبب اعتماد السيتي علي استغلال اقصي عرض للمعلب بالجناح الأيمن مع ميل لاعب الوسط الأيمن عليه هذا الجانب الأيمن العميق ليخلق هذه المساحه المؤثره التي يكون دوكو قادر فيها علي ان يستلم الكره ثم يدور بأتجاه المرمي لم يستطيع احد من المدافعين الركض ناحيه دوكو خوفاً من اخلاف مساحه خطيره في خط الدفاع خاصً مع وجود سفاح نرويجي يُسمي هالاند .
هنا نجد – كالعاده – تحركات هالاند الممتازه تصنع الهدف حتي ولو لم ينكن مشارك فعلياً فيه فهو بتحركه وسحب معه خط الدفاع صنع مساحه كبيره لفيل فودين للتواجد وتوجيه الكوره بدون أي ضغوطات من مدافعين اليونايتد
عوده فيل فودين
اعتمد بيب جواردويلا علي فيل فودين في العمق والتمهيد لبناء اللعب و وأيضا الربط بين خط الوسط و الهجوم حيث اظهر حيويه كبيره ب إيصال سته تمريرات الي الثلث الأخير و أربعين تمريره وصلت دقتها الي ٨٢٪ ، علي عكس بيرناندو سيلفا في المبارايات السابقه اظهر فودين حضور اقوي واكثر نفع للمجموعه .
الهدف الثاني
ظهر في الهدف الثاني القدرات الفرديه لكن فريق ، لك ان تتخيل عزيزي القارئ ان هالاند سجل هذا الهدف من هذه الوضعيه حيث كان لوك شو و دي ليخت اقرب للكره من هالاند ، مما اظهر ضعف التفكير الاستباقي لدي دي ليخت ولوك شو وبالأخص دي ليخت حيث بدأ الجري متأخراً جداً ، تفوق هالاند في كونه يمتلك المميزات التي تكشف عيوب دفاع اليونايتد فهو اقوي بكثير من لوك شو واستطاع يحجز علي الكره واسرع بكثير من دي ليخت .
الهدف الثالث
ابصم الهدف الثالث علي قله جوده لاعبي اليونايتد و وعيهم التكتيكي والادراكي في الملعب – خاصه الدفاع – هنا اوجارتي يضع نفسه في موقف ضيق جدا لأستلام الكره وتكمن الخطوره كون فريق اليونايتد كاملا متقدم للهجوم و الخطأ الأكبر هو غلق زاويه التمرير لسبيل النجاه الوحيد وهو ماجواير اضافهً لذلك لم يوفر ماجواير لنفسه ولا لزميله العمق المناسب لأستلام الكره او حتي علي الأقل جعل نفسه خيار تمرير متاح ، دائماً تكمن مشكله اليونايتد في الدفاع.
التعلم من الماضي
في مباراة ديربي مانشستر الأخيرة، لم يقدّم بيب جوارديولا انتصارًا تكتيكيًا فقط، بل وجّه رسالة واضحة بأنه مدرب يتعلّم من أخطاء . ففي الموسم الماضي، تلقّى السيتي هزيمة قاسية من مانشستر يونايتد في اللحظات الأخيرة ، تلك الذكرى ظلّت حاضرة في ذهن المدرب الإسباني وجعلته هذه المرة أكثر حذرًا وذكاءً في إدارة مجريات اللقاء.
بعد الهدف الأول عبر فيل فودين، بدا أن السيتي تجنّب الانفتاح المبالغ فيه، حيث فضّل بيب أن يوازن بين السيطرة على الكرة وبين حماية مناطقه الدفاعية. الفريق اعتمد على كتلة متوسطة في بعض الفترات، بحيث يُجبر يونايتد على التمرير في مناطق آمنة لا تُشكّل تهديدًا مباشرًا، ثم ينقض بالضغط المنظّم عند استعادة الكرة. وبعد الهدف الثاني تحديدًا، أصبح النهج أكثر وضوحًا، حيث اتجه السيتي إلى كتلة منخفضة نسبيًا لإغلاق العمق وإجبار يونايتد على البناء عبر الأطراف، وهو ما قلّل من خطورة المرتدات ومنح السيتي ثباتًا تكتيكيًا حافظ على النتيجة.
هذا التحول لم يكن مجرد ارتجال داخل المباراة، بل تجسيد لتعلّم بيب من الماضي، وإدراكه لضرورة التكيّف مع الوضع الحالي للفريق، خاصة في ظل التراجع النسبي لمستوى بعض اللاعبين مقارنة بالمواسم السابقة. لم يعد المدرب الإسباني أسيرًا لفلسفة الاستحواذ المطلق والضغط العالي المستمر، بل أصبح أكثر مرونة في إدارة الإيقاع وتوزيع الجهد على مدار التسعين دقيقة حتي انه لما يقوم بالتبديلات الا في اخر عشر دقائق تقريباً .