ليفربول يلتهم سيميوني
ليلة ليفربول وأتليتكو مدريد لم تكن مجرد مباراة بدوري الأبطال، بل كانت اختبارًا لقدرة الفريقين على التعامل مع «التفاصيل الصغيرة» التي عادة ما تحسم المواجهات الكبرى. ما جذب الانتباه لم يكن فقط أهداف فان دايك أو يورينتي، بل كيف تحوّلت لحظات التمركز الخاطئ، والكرات الثابتة، وحتى ردود الأفعال النفسية داخل وخارج الملعب، إلى عوامل حاسمة في رسم النتيجة
في فوز ليفربول رسالة عن شخصية حاضره تحت قيادة آرنه سلوّت، شخصية تتجاوز الأخطاء وتعيد فرض نفسها في أصعب الظروف ، اما عن سيميوني – رغم خسارته – أعاد تأكيد صورة فريق لا يموت بسهولة، لكنه في المقابل عانى من غياب الدقة في اللحظات النهائيه.
وبين هذه السطور، خرج البُعد غير المرئي: الضغط النفسي الذي انفجر مع تصريحات سيميوني عن الجماهير، ليؤكد أن كرة القدم على هذا المستوى ليست فقط معركة تكتيك وأقدام، بل أيضًا اختبارًا لقدرة البشر على الصمود أمام الضغوط الذهنية والعاطفية.
جرافينبيرخ في العمق
اعتمد ليفربول من اول دقيقه اللقاء في مرحله تطوير الهجمه علي وجود جرافينبيرخ في العمق كونه بشكل خاص من افضل لاعبين للأستلام و ظهره للمرمي وبشكل عام جرافينبيرخ واحد من افضل لاعبي الوسط في العالم في هذه الميزه ، وجعل ارني سلوت سوبوزلاي هو من يقوم بالتحضير مع المدافعين و الاظهره .
هذا المشهد تكرر اكثر من مره وفي اكثر من مشهد قدره استثنائيه في الدوران بالكوره ونقل الهجمه لمرحله اخطر وخصوصا العمق.
الاظهره للداخل
عاده ما يعتمد ارني سلوت علي خط دفاع بهذا الشكل لتتضيق المساحات بين كل لاعب والأخر و الأهم من ذلك ، ان الاظهره للداخل في يجعل النقل بين اللعب من جانب للاخر سهل بطريقه كبيره ويجعل للظهير التمرير لأكثر من خيار ، يكون الظهير اشبه بأنه وسط ملعب وظهير ، وفي المقابل يستطيع لاعبوا الوسط التكدس في العمق، وفي التحول الدفاعي يجعل من كون الاظهر للداخل تتضيق علي لاعبي الفريق المنافس خاصه في اهم لمسه وهي الاولي
الهدف الأول والثاني
تشابه كثيرا مضمون فكره الهدف الأول و الهدف الثاني مع وجود الجوهر الهولنديه جرافينبيرخ في العمق ، في هنا نري دائما صلاح مستغل اقصي عرض للمعلب وفيرمبونج يأخذ معه لاعب لجعل صلاح في موقف واحد علي واحد ولصنع مساحه لجرافينبيرخ
هنا نجد ما نتكلم عنه مع الانشغال بصلاح ودخول فيرمبونج و فيرتز نري مساحه كبيره جدا لجرافينبيرخ ومع تأخر جريزمان في التغضطيه يجد نفسه جرافينبيرخ في موقف هو الأكثر خطوره حيث العمق بين الوسط و الدفاع ومعه لاعب ممتاز في اختراق المساحات مثل محمد صلاح
نري هنا نفس الفكره في الهدف ثاني فيرمبونج يأخذ لاعب صلاح في مواجهه فرديه تأخير في التغطيه من جريزمان تمركز ممتاز من جرافينبيرخ
قوه صلاح
اظهر صلاح في الهدف الثاني قوه وقدره غير عاديه وسط ثلاثه لاعبين من اتليتكو حافظ علي الكره و سجل وكأنه وحده ولا يراقبه احد
الضغط في العالي
كان يضغط ليفربول بمحمد صلاح و ايزاك علي قلبين دفاع بزاويه تعزل خيار التمرير للظهيرين في فريق اتليتكو مدريد ، ويضغط لاعبوا الوسط سبوزلاي و فيرتز علي لاعبي وسط اتليتكو ، وتكون اظهره ليفربول في كامل جاهزيه و تركيز علي ان لُعبت الكره الطويله من اوبلاك لظهير اتليتكو مدريد ينقض عليه ظهير ليفربول بالضغط ، نجحت هذه الطريقه في أحيان كثيره و لجأ اتليكوا مدريد للكرات الطويله والتي يقوم بهما اوبلاك الغير دقيق في ارسال الكرات الطويله
المرونه والقوه
يجمع لاعبي ليفربول بين ميزاتين نادرا ما يكون الجمع بينهم شيء سهل اما ان تكون لديك لاعبين أقوياء ويفتقدون المهاراه والمرونه مثلا فريق نيوكاسل او يكون لديك لاعبين اكثر مهاراه ولكن اقل قوه نوعا ما مثل ( فريق برشلونه ) اما ليفربول الحالي يقدّم نموذجًا فريدًا في المزج بين القوة البدنية والمرونة الفنية
حين تنظر إلى أسماء مثل إبراهيما كوناتي (194 سم) وفيرجيل فان دايك (193 سم)، تدرك فورًا أن الفريق يمتلك قلوب دفاع تُجيد الهيمنة الهوائية وتفرض صلابة في الالتحامات. لكن الصورة لا تتوقف عند الخط الخلفي؛ إذ يمتد هذا المزيج إلى وسط الملعب مع رايان جرافينبيرخ (190 سم) ودومينيك سوبوسلاي (186 سم)، لاعبين يجمعان بين طول فارع وقدرة بدنية استثنائية وبين خفة الحركة، التحكم تحت الضغط، والقدرة على صناعة الفارق بالتمرير أو التسديد. هذه التوليفة تجعل ليفربول فريقًا لا يُقهر بسهولة: قوي بدنيًا، لكنه في نفس الوقت سريع التحوّل ومرن في الحلول الهجومية ، مما اثر ذلك بشكل كبير جدا علي نتيجه المباراه وسيرها في كسب الكرات الطويله التي لجأ اليها اتليتكو مدريد امام الضغط العالي لليفربول وفي ظهر أيضا في الهدف الثالث الذي جاء عن طريق ركنيه ببصمه فاندايك .
الحلم الذهبي
محمد صلاح يقترب هذا الموسم من الحلم الأكبر، الكرة الذهبية، وكأن كل ما يقدمه على أرض الملعب يصبّ في اتجاه واحد: تثبيت اسمه بين الأساطير. بدايته القوية، حضوره الطاغي في المواعيد الكبرى، وقدرته على حسم اللحظات الحرجة جعلت صورته مختلفة عن أي وقت مضى. لم يعد الحديث عن صلاح يقتصر على كونه هدّافًا أو جناحًا استثنائيًا، بل صار يُنظر إليه كمرشح جاد للجائزة الفردية الأرفع في العالم. هناك شعور متزايد أن الزمن الحالي هو زمن صلاح، وأن المسافة بينه وبين الكرة الذهبية لم تعد سوى خطوة واحدة يحددها استمراره بنفس القوة حتى نهاية الموسم.
سيميوني
منذ أن تولّى دييغو سيميوني قيادة أتلتيكو مدريد، أثبت أنّه أحد أكثر المدربين قدرةً على إرهاق الخصوم ذهنيًا وبدنيًا، حتى وإن امتلك فريقه جودةً أقل من منافسيه ، دائما ما كان قادر علي اداره وقت المباراه وعلي معرفه متي يبدأ في الشد والجذب ومتي يترك الكره للخصم ، كل ما كان يفتقده دائما هو النجوم و اللاعبين ذو المهارات والموهبه اللامعه ف رأينا بالأمس قدرته علي ارهاق احد اكبر الفريق علي الانجليزيه علي واحده من اصعب الملاعب في العالم و الفريق المدجج بالنجوم وسيموني مع فريق اقل بكثير من ليفربول بحيث كل شيء