تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم إلى المواجهة المرتقبة بين باريس سان جيرمان وأرسنال، ضمن ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، والتي ستقام مساء الغد. تأتي هذه المباراة في ظل ترقب شديد، حيث يسعى كل من الفريقين لوضع قدم في النهائي الحلم. باريس سان جيرمان، المدجج بالنجوم، يطمح لتحقيق اللقب الأوروبي الأول في تاريخه، بينما يدخل أرسنال اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد مشوار مميز أظهر خلاله شخصية الفريق القوي والمتوازن.
مباراة أرسنال وباريس هي المباراة الثانية للفريقين حيث واجه الفريقين بعضهم البعض وفاز أرسنال في المباراة الأولي بعد مباراة كان مسيطر ومهيمن عليها في كل أطوارها.
المباراة الأولي والتي كانت محط أنظار المحللين لمعرفة من سيتفوق وجاء الرد من أرتيتا بأنه صاحب اليد العليا هنا، حيث سيطر علي الفريق الباريسي طولًا وعرضا.
محور حديثنا في التقرير هو عن المرحلة الأولي من استحواذ الفريق الباريسي وهي مرحلة البناء والتي واجه بها مشاكل كبيرة في المباراة الأولي.
في أول حالة سنجد أن أرسنال يضغط علي باريس بشكل 442 بمراقبة رجل لرجل وتوجيه اللعب لجانب من جوانب الملعب، والغرض هنا هو عزل اللاعب الحر "لاعب الوسط الثالث" عن اللعب وبالتالي الفريق ليس أمامه إلا اللعب المباشر للأمام أو الخطأ.
في الحالة الأخري نفس الطريقة والشكل الفريق يضغط علي حامل الكرة بشكل مقوس لتوجيه اللعب ناحية استلامه للكرة وبالتالي الضغط فعال أكثر وصعب اختراقه.
سنجد في هذه الحالة المهاجم هافرتز يلقي نظرة حتي يتأكد من مراقبة زميله للاعب الوسط حتي يقدر علي الركض للضغط علي حامل الكرة وتوجيه اللعب للطرف الآخر.
في الحالة الأخيرة من مباراة أرسنال سنجد أن الفريق متمركز بشكل مسطح 442 والتوجيه بيكون علي حسب اللاعب الذي سيستلم الكرة من الحارس وبالتالي حركة الاجنحة معتمدة علي التمريرة الأولي.
في مباراة لوهافر في الدوري والتي انتهت بفوز باريس علي لوفاهر بنتيجة هدفين لهدف، فريق لوهافر قدم أداء طيب يستحق عليه الأشادة رغم فارق الامكانيات والجودة.
فريق لوهافر استخدم نفس الشكل الذي ضغط به أرسنال ولكن مع بعض التعديلات علي طريقة الضغط، هو ضغط برقابة فردية علي مستوي الملعب بدون ترك لاعب حر مثلما فعل أرسنال، سنجد في الحالة الأولي صورة موضحة للطريقة واللاعب الحر هو الحارس حامل الكرة فقط.
مع تمرير الكرة يبدأ الفريق في توجيه الضغط لطرف من الأطراف مع عزل الطرف الآخر مثلما فعل أرسنال.
في حالة أخري سنجد أن اللعب علي الطرف الأيمن وكل لاعب مراقب بشكل فردي والحل هو اللعب المباشر للأمام ومن هنا يبدأ الفريق فيتنفيذ الضغط بحدة ومحاولة استرجاع الكرة.
استرجع الفريق الكرة.
تظهر هنا من كاميرا عالية ماهية الطريقة وكيفية التحرك فيها ووظيفة كل لاعب وأهم لاعب في هذه المنظومة هو اللاعب الأول في الضغط المهاجم حيث هو من يحدد كيف سيتحرك الضغط خلفه.
وبما إن هناك مشاكل يجب أن يكون هناك حلول، فما هي حلول انريكي؟
انريكي لجأ إلي الكرات المباشرة والتي كانت حل مرجح جدا للخروج بالكرة خصوصا مع وجود مهاجم صريح قادر علي التعامل مع الكرات المباشرة وهو راموس.
في أول حالة سنجد أن لاعب الوسط بدأ الحركة للأمام تزامنا مع حركة المهاجم للخلف وسببها هو استغلال المساحة خلف الدفاع المتقدم بعد لعب الكرة المباشرة للمهاجم وتوجيهها للاعب الوسط.
لكن المدافع كان متيقظا وقويا في الهواء وقدر علي منع الكرة.
مرة أخري لاعبي الوسط مراقبين وبالتالي يجب لعب الكرة المباشرة.
لكن سنجد أن المهاجم مراقب بقوة من المدافع مع اقتراب اللاعبين المراقبين للاعبي الوسط حتي يقدروا علي استخلاص الكرة الثانية من المهاجم.
هناك حل آخر لجأ له المدرب الأسباني وهو لعب الكرة المباشرة للأمام ولكن علي الطرف، مع مراقبة فردية من كل لاعبي لو هافر ستجد أن هناك مساحة للتفوقات النوعية ومواقف فردية كثيرة، لذلك لجأ المدرب للكرات علي الأطراف.
هنا اللاعب متأخر عن مراقبه الذي هو منتبه للكرة ومع حركة الكرة للمدافع الأيمن ستجد اللاعب انطلق مسرعا للأمام حتي يكون متفوق بسرعته علي المدافع لاستلام الكرة.
كان هناك حل آخر ولكنه كان عن طريق تفوق فردي، وبسبب تأخير الخروج من المراقب للضغط علي الخصم، وهو لعبة مركبة علي الطرف عن طريق تحرك لاعب الوسط ونزول الجناح حتي يفرغ له المساحة وبالتالي يقدر للاعب الوسط علي استلام الكرة في المساحة ومن ثم يهرب بالكرة علي الطرف.
الفكرة الأخيرة وهي تم تطبيقها بعد نزول فيتينا للمباراة وهي لحظة لعب ضربة المرمي تحرك فيتينا كمدافع أيسر وفتح المدافع الأيسر الملعب كظهير ودخول الظهير داخل الملعب كلاعب وسط والغرض هنا هو تضليل المراقبين والمسؤولين عن الضغط وفعلا هذا مل حدث.
يظهر هنا المسؤول عن الضغط علي لاعب الوسط والمدافع الأيسر لا يعرفون ما يجب عليهم فعله ومع حركة الظهير الأيسر داخل الملعب أصبح الجناح في حيرة من أمره هل يضغط علي المدافع الأيسر أم يذهب للضغط علي الظهير الذي تحرك للعمق.
وبالفعل أصبح الظهير في العمق لاعبا حرا ونجحت الفكرة.
مباراة لوهافر كانت تحذير هام لانريكي لأن أرسنال فريق صعب المراس وسوف يكون متأهبا لهذه المباراة جدا، ومشاكل الضغط أمام أرسنال واضحة وكانت واضحة لأنريكي وأعتقد أنه وجد حلول لكن هل هذه الحلول ستفيده أمام أرسنال؟ سنري.