في الجولة 32 من الدوري الإسباني، استضاف ريال مدريد فريق أتلتيك بلباو على ملعب سانتياغو برنابيو. تمكن ريال مدريد من تحقيق فوز صعب بنتيجة 1-0 بهدف سجله فيديريكو فالفيردي في الدقيقة 94. هذا الفوز جاء بعد أيام من خروج الفريق من دوري أبطال أوروبا، وأبقى على آماله في المنافسة على لقب الدوري حيث يحتل المركز الثاني بفارق أربع نقاط عن المتصدر برشلونة.
كارلو أنشيلوتي في مباراة الأمس حاول تجربة شيء فعله من قبل في محاولة لتقليل مشاكل الدفاع مع الكرة ولتحسين جودة بناء اللعب والخروج من تحت ضغط، لأن ريال مدريد بيعاني في مواجهة الضغط العالي بالأخص في مرحلة الخروج من على الأطراف، وحتى من العمق بسبب قلة جودة قلوب الدفاع مع الكرة، المشكله اللي واجهت كارلو أنشيلوتي إنه لم يستطع اختبار أفكاره، لأن بلباو فالفيردي فضل عدم الضغط عالياً، وكان بيضغط بكتلة متوسطة كما هو موضح بالصوره، استمر الحال هكذا طوال اللقاء، ريال مدريد كان بيقوم ببناء اللعب من أماكن عاليه ودا أسهل نسبياً للفريق من إنه كالمعتاد يضطر لبناء اللعب من أماكن متأخرة أكثر.
كارلو أنشيلوتي هجومياً اعتمد على أطراف الفريق ومحاولة توفير مواجهات فرديه على الأطراف سواء للجناح أو الظهير، عادةً كامافينغا كان بيضم للعمق من أجل سحب لاعب من الضغط على فينيسيوس ليصبح الأخير في مواجهة فرديه، وعلى الناحية الثانية، كان مودريتش بيتمركز في العمق من أجل توفير مواجهات فرديه لـ رودريغو أو حتى توفير تفوق عددي بتواجد فالفيردي مع رودريغو، احيانا كان اللي بيضم للعمق هو فالفيردي من أجل توفير مواجهة فردية لـ رودريغو على الخط.
حالات أخرى تكررت طوال المباراة، دخول فالفيردي وكامافينغا للعمق من أجل توفير مواجهة فردية على الأطراف لـ فينيسيوس و رودريغو.
ريال مدريد كان بينجح في الفعل من الوصول لمنطقة الجزاء من خلال فكرة توفير مواجهة فردية على الأطراف، لكن المشكلة كانت فيما بعد التفوق على الطرف؟ الفريق كان بيفتقد تمركز أحد اللاعبين على القائم القريب، واحيانا كان الفريق بيفتقد لوجود زيادة عددية في منطقة الجزاء، نفس المشاكل اللي كانت بتواجه ريال مدريد أمام أرسنال في مباراة العودة.
من المشاكل اللي كانت بتواجه الفريق في الشوط الأول هو عدم وجود لاعبين بين الخطوط لمحاولة كسر ضغط وتكتل بلباو، أنشيلوتي في المؤتمر الصحفي كذلك ذكر إن الفريق في الشوط الأول افتقد اللعب بين الخطوط، وبسبب كدا كانت أغلب محاولات الفريق من الأطراف، مثال على مشكلة الفريق بين الخطوط في الشوط الأول، فالفيردي هو اللي متمركز بين الخطوط وحيداً، المشكلة الأخرى إن أحياناً كان بيكون فالفيردي وتشواميني وحتى كامافينغا هم أصحاب التمركز بين الخطوط، المشكلة الأكبر إن حتى استلامهم للكرة بين الخطوط غير مفيد لأن هذه أماكن تحتاج لاعبين من نوع خاص مثل رودريغو أو إبراهيم دياز أو جود بيلينغهام.
في الشوط الثاني ريال مدريد بدأ يحل الأمر بالأخص مع نزول إندريك، أصبح جود بيلينغهام بينزل يتمركز بين الخطوط بشكل أكبر، لأنه في الشوط الأول كان يعتبر مهاجم بشكل أكبر، رودريغو أصبح لاعب Roaming اوقات يتمركز بين الخطوط وأوقات على الأطراف وأوقات في أنصاف المساحات بين الظهير وقلب الدفاع، لوكا كذلك أصبح يتمركز بين الخطوط لمحاولة استلام الكرة كما هو موضح في الصورة.
من أجل توفير مساحات ومواجهات فرديه ريال مدريد أيضاً اعتمد على فكرة تجميع اللعب في جهة ونقلها إلى الجهة المعاكسة في الوقت المناسب، ريال مدريد كان بيجمع لعب كمثال بتواجد زيادة عددية في جهة فالفيردي من أجل توفير مساحة لفينيسيوس على الجهة المعاكسة.
مره أخرى الشوط الثاني رودريغو كان يتمركز بشكل أكبر على الجهة اليسرى من أجل تجميع اللعب وإرسال الكرة في الوقت المناسب للجهة المعاكسة في المساحة، في هذه الحالة رودريغو تفوق على الطرف ثم مرر لمودريتش، فالفيردي ذهب إلى المساحة في إنتظار الكرة، لكن لوكا مودريتش فضل حل التسديد.
ماذا تحسن ضغط ريال مدريد أمس؟ أولاً هناك أسباب عديده ترجع لطريقة تعامل بلباو مع المباراة، إرنستو فالفيردي لغى أول مرحلتين لعب، لم يقم ببناء اللعب وتطوير الهجمه، بل فضل إرسال الكرات الطويلة لمحاولة الفوز بالكرات الثانيه، إلا إن ريال مدريد تفوق بشكل ساحق في هذا الجانب وبالأخص تشواميني الذي قدم مباراة دفاعيه رائعة سواء في الفوز بالمواجهات أو الفوز بالكرات الثانية.
كارلو أنشيلوتي عادةً يفضل هيكل 4-4-2 في عملية الضغط لأنه بيوفر توازن أكبر للفريق، مع وجود مبابي وفينيسيوس في ملعب واحد بيكون الأمر صعب للغايه، أولا بسبب تكاسل الثنائي في الضغط ، وسوء تعاملهم مع عملية الضغط من الأساس، مبابي وفينيسيوس هم خط الضغط الأول لريال مدريد، خط الضغط الأول هو أهم خط في الضغط، ولأنه من السهل التفوق على الثنائي في الضغط، ريال مدريد كان بيواجه مشكلة إن خط ضغطه الأول بيتكسر بشكل سريع، الفريق لتفادي ذلك ماذا يفعل؟ بيبدأ لاعيبة الخط الثاني من التحرك من أماكنهم ويضغطوا على حامل الكرة من أجل محاولة استعاده الكرة، المشكلة إن تحرك لاعيبة الوسط من أماكنهم بيتبعه مساحات في ظهرهم، وبذلك تظهر مساحات بين الخطوط اللي بيكون متمركز فيها لاعيبة الخصم استغلالاً لخروج لاعيبة ريال مدريد من أماكنهم
لماذا هذا لم يحدث أمس؟ لأن في غياب مبابي، أصبح الفريق غير مطالب إنه يحتوي سوء اتنين لاعيبه في عملية الضغط، أصبح فينيسيوس أكثر حمية في الضغط، أصبحت خطوط ريال مدريد متماسكه أكثر لأن الفريق لم يكن بحاجه للترحيل والخروج من اماكنه للتغطية على الخط الأول، إذا بلباو لم يستطع ضرب ريال مدريد بين خطوطه، بل بلباو لم يستطع التفوق على ضغط ريال مدريد، ريال مدريد أمس كان فريق قوي في الضغط والضغط العكسي في حالة فقدان الكرة، أدناه سنضع حالات لشكل ضغط ريال مدريد وفي هذه الحالات فشل بلباو في التفوق بالفعل.
ريال مدريد كذلك عكس العادة، الفريق بالكامل متراجع من أجل الدفاع، حتى أن فينيسيوس في حالات كلن يتراجع بسرعه من أجل افتكاك الكرة،كما هو موضح في الصور أدناه.
حالة أخرى، ريال مدريد بخطوط متماسكه وضغط ممتاز، بلباو عاجز عن ايجاد حلول، لا يوجد مساحات بين الخطوط، سيلجأ قلب الدفاع إلى كرة طوليه ولكن انتهى الأمر بها إلى ركلة مرمى.
عملية الضغط هي عملية مركبه، تحتاج إلى التزام وقوه من جميع الأفراد، ريال مدريد هذا الموسم في مباريات مختلفه أظهر التزام في الضغط ولكن كانت في غياب واحد من مبابي أو فينيسيوس.
كارلو أنشيلوتي حاول تجربة شيء مختلف قبل نهائي كأس الملك ولكن بلباو فالفيردي سهل الأمور على الفريق في بناء اللعب وتطوير الهجمه ومواجهة الضغط، إذا كارلو أنشيلوتي لم يعرف نتيجة التجربه بعد.
