مبابي وفينيسيوس يقودان الملكي لانتصار جديد خارج الديار
واصل ريال مدريد بدايته القوية في الدوري الإسباني لموسم 2025–26 بفوز مقنع على ريال أوفييدو بثلاثية نظيفة خارج الديار. افتتح كيليان مبابي التسجيل في الشوط الأول بعد تمريرة رائعة من أردا جولر، قبل أن يضيف الهدف الثاني في الدقائق الأخيرة، فيما اختتم فينيسيوس جونيور اللقاء بهدف ثالث في الوقت بدل الضائع. الانتصار الثاني على التوالي يؤكد قوة الفريق تحت قيادة تشابي ألونسو، الذي يواصل المزج بين خبرة النجوم وحيوية العناصر الشابة.
تعديلات تشابي من حيث الأسماء والأدوار
في مباراة أوساسونا السابقة، كان شكل ريال مدريد في أغلب فترات الاستحواذ كما هو موضح في الصور، لكن المشكلات التي واجهت تشابي تمثلت في حاجة الفريق إلى أسماء مناسبة لتطبيق مبادئ الاستحواذ والتمركزات الصحيحة. في مباراة اوساسونا بعيدًا عن عدم تناسب بعض اللاعبين مع هذه المبادئ، ظهرت أيضًا تمركزات وأدوار خاطئة؛ إذ كان يُطلب من أرنولد أحيانًا فتح الخط، وهو غير مناسب لهذا الدور. أما تشواميني فليس منظم لعب، مما جعل العبء الأكبر يقع على خط الدفاع. كذلك فالفيردي ليس مكانه اللعب بين الخطوط، وأردا غولر لا يناسبه التمركز في الممر الأيسر، وإبراهيم دياز لا يناسبه التواجد على الخط بل بين الخطوط
في مباراة أوفييدو، أجرى تشابي تعديلات على الأسماء باحثًا عن العناصر الأكثر ملاءمة. كارفاخال بدلًا من ترينت، نظرًا لقدرة كارفاخال على فتح الخط. كما أشرك ماستانتونو بدلًا من إبراهيم دياز، لأنه افضل في اتخاذ القرارات، أفضل في العمق، وأقوى دفاعيًا من دياز. أما أردا غولر فبدأ في نفس التمركز، لكن هذه المرة تم منحه حرية أكبر في التحرك مع وجود لامركزيه، مما أتاح له الميل إلى الجانب الأيمن في الممر الأيمن، وهو المركز الأنسب له كان فالفيردي في معظم الأوقات يفتح الخط في مكان ماستانتونو، فالفيردي الأنسب لهذا الدور مقارنة بماستانتونو. وأحيانًا تواجد فالفيردي في الممر الأيسر بين الخطوط، وهو ليس المكان الأمثل له، لكنه يظل أفضل له من الممر الأيمن
لامركزيه بين فرانكو و اردا غولر
تبادل الأدوار بين رودريغو وكاريراس
تشابي ألونسو يسعى دائمًا إلى تجميع اللعب في جهة واحدة وعمل كثافة عددية في ممرات اللعب من أجل تثبيت دفاع الخصم ومنح أجنحة الفريق والأظهرة مساحة ووقتًا كافيين، بالإضافة إلى وضعهم في مواجهات فردية دون تفوق عددي للمنافس. في الثلث الأخير، يتحرك كاريراس نحو العمق لتثبيت الدفاع، ثم يوجّه حامل الكرة بإشارة تفيد بأن رودريغو متاح كلاعب حر في المساحة. والعكس صحيح رودريغو أحيانًا يضم إلى العمق لتفريغ مساحة لكاريراس وجعله لاعب حر.
كاريراس يضم للعمق
رودريغو يضم للعمق مع عمل زيادة عددية من خلال فرانكو وغولر لتثبيت الدفاع
دور فالفيردي في فتح عرض الملعب
ان ريال مدريد يواجه مشكلة في فتح عرض الملعب بوجود ترينت ودياز، لذلك قرر تشابي في مباراة أوفييدو إجراء تعديل بوجود كارفاخال وماستانتونو. ماستانتونو في الأساس لاعب عمق وليس جناح يفتح الخط، لكن تشابي كان مدركًا لذلك، فاختار أن يكون فالفيردي هو اللاعب الذي يفتح الخط في أغلب الأوقات، بينما يتواجد فرانكو في العمق. وفي بعض الحالات، كان كارفاخال هو من يفتح الخط، ويتمركز فالفيردي في الدور الدفاعي الوقائي خلف كارفاخال تحسبًا للهجمات المرتدة
الضغط العكسي أفضل صانع لعب
تحسّن ريال مدريد بشكل واضح في حدة الضغط بوجود عنصر مهم مثل فرانكو ماستانتونو في عملية استرجاع الكرة من مناطق متقدمة. تمكن ريال مدريد من تشكيل خطورة وصناعة الفرص من خلال استرجاع الكرة بسرعة في مناطق عالية، حتى أن الهدف الثاني جاء نتيجة ضغط عكسي من فينيسيوس. أصبح الفريق يضغط بشراسة أكبر عن السابق، مع وجود عدد أكبر من اللاعبين من أجل هذه العملية
دفاع رجل لرجل وإغلاق مسارات التمرير
يستمر ريال مدريد في التحسن في عملية الضغط وتوجيه الخصم نحو أطراف الملعب لإجباره على لعب الكرات الطوليه وإستخدام خط التماس كمدافع إضافي. كما تحسّن الفريق في إغلاق مسارات التمرير أمام حامل الكرة، والذي كان في أغلب الأحيان حارس المرمى الذي يلجأ إلى الكرات الطويلة التي كان دفاع ريال مدريد قادرًا على الفوز بها. وأظهر الفريق تطورًا واضحًا في الدفاع الوقائي، ودفاع الرجل لرجل، والضغط بشكل حاد.
الكتلة المنخفضة ومساندة مبابي الدفاعية
أحيانًا يلجأ ريال مدريد إلى الكتلة المنخفضة، سواء برغبة من الفريق أو نتيجة فقدان الكرة بمعدل مرتفع كما حدث في الشوط الثاني. ومع ذلك أظهر الفريق تحسنًا واضحًا في الشكل الدفاعي حيث تم تطبيق الكتلة المنخفضة بشكل جيد، مع تقارب المساحات وعدم السماح بوجود لاعب حر بين الخطوط، والأهم من ذلك مشاركة مبابي في المساندة الدفاعية مع الفريق.
في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني ، كان مبابي يعود لتغطية المساحة خلف كاريراس، وربما هذه من المشاهد النادرة التي نراه يقوم بها. تشابي ألونسو معروف باهتمامه بالضغط الحاد والمساندة الدفاعية وتغطية المساحات عبر الدفاع الوقائي، ويبدو حتى الآن أن مبابي يلتزم بالتعليمات الدفاعية، ولو على فترات.
ريال مدريد في مرحلة البحث
لا يزال الفريق يواجه مشكلات في عملية الاستحواذ وتمركز بعض اللاعبين، ويعاني من النمطية والرتابة وقلة الحلول الفردية، كما يفتقد إلى لاعب منظم للعب، إذ ظهرت مؤشرات سلبية في الشوط الثاني نتيجة فقدان الكرة بشكل متكرر بسبب عدم وجود لاعب يدير الاستحواذ ويحافظ على الكره، مما جعل الفريق يخسر الكره في كثير من المرات واضطر للركض أكثر ولعب أغلب الشوط تحت الكره. على الجانب الدفاعي، يواصل الفريق إظهار مؤشرات إيجابية وتحسنًا واضحًا في جميع الجوانب الدفاعية.
