فينيسيوس وغولر يقودان ريال مدريد لانتصار صعب في البرنابيو
افتتح مايوركا التسجيل مبكرًا في الدقيقة 18 عبر فيدات موريكي من ضربة رأس انتزعت التقدم.
لكن ريال مدريد رد بقوة، حيث أدرك أردا غولر التعادل في الدقيقة 37 برأسية من ركنية، تلتها الدقيقة التالية هدف سريع من فينيسيوس جونيور ليقلب الطاولة تمامًا لمصلحة الملكي. رغم أن فريق المدرب تشابي ألونسو عانى من ثلاثة أهداف ملغاة بالاعتماد على تقنية VAR، إلا أن التنظيم الدفاعي والخبرة عبر ألفارو كارّيراس - الذي أنقذ هدفًا محققًا على خط المرمى - حسم الفوز لصالح مدريد.
بهذا الفوز الصعب، يواصل ريال مدريد بدايته في الدوري بالفوز الثالث على التوالي.
مشاكل الحيازة تستمر
في المباريات السابقة، ظهر ريال مدريد بشكل ومبادئ لعب لم تكن مناسبة لبعض الأسماء، وزادت المشاكل سوءًا بسبب التمركزات الخاطئة لعدد من اللاعبين.
هذا الشكل كان يمنح الفريق زيادة عددية في حالة فقدان الكرة من أجل الضغط العكسي أو الدفاع الوقائي، لكن المشكلة الأكبر برزت في أوقات الاستحواذ، نتيجة لتركيبة الوسط غير المناسبة.
وزاد الأمر صعوبة تمركز لاعبي الوسط، وخاصة فالفيردي وأردا غولر، إذ يفقد أردا مميزاته تمامًا في الممر الأيسر، بينما لا يجيد فالفيردي اللعب بين الخطوط، وهو ما يجعل الفريق مشلولًا ويفتقر للحلول، خصوصًا في العمق.
وبالتالي، أصبح الحل غالبًا عبر خلق مواجهات فردية على الأطراف، خاصة في الجهة اليسرى، أو من خلال استغلال التحولات. ويظل ريال مدريد يفتقد إلى لاعبين قادرين على اللعب بين الخطوط لتفعيل العمق، مما يجعل الفريق نمطيًا ورتيبًا في لحظات الاستحواذ، ويفتقر إلى الحلول الفردية الكافية.
غياب منظم اللعب وتكرار المشكلات الهجومية
بجانب المشكلات التي ذُكرت سابقًا، يفتقد ريال مدريد بالأساس إلى لاعب منظم للعب، وهو ما جعل الفريق في حالة الاستحواذ نمطيًا ورتيبًا بلا حلول إبداعية.
بل إن غياب هذا اللاعب ساهم في ارتفاع معدل فقدان الكرة. ففي مباراة ريال مايوركا، عانى الفريق من غياب التنظيم خلال معظم الشوط الأول، وواجه مشكلات متكررة أثناء الحالة الهجومية.
تمركزات فالفيردي وأردا غولر كانت خاطئة، في حين طُلب من فرانكو ماستانتونو فتح الخط، وهو دور غير مناسب له وغير مناسب كذلك لغولر الذي كان يفتح عرض الملعب على الجهة اليسرى أحيانًا.
يمكن اعتبار النقطة الإيجابية الوحيدة مع ترينت أرنولد هي تمركزه في العمق معظم الوقت للاستفادة من تمريراته أو حتى تسديداته أحيانًا، كما قام بـ”الأندرلاب” مع ماستانتونو في مناسبات عديدة.
ومع ذلك، وبما أن ماستانتونو غير مناسب لدور فتح الخط، فقد فشل ريال مدريد في معظم محاولاته الهجومية من الجهة اليمنى، وظل اعتماده الأكبر على الجهة اليسرى عبر فينيسيوس وكاريراس.
دفاع الرجل لرجل يستمر ولكن مع ظهور مشكلات
منذ بداية الليغا، يعتمد ريال مدريد على نظام الدفاع رجل لرجل، مع إغلاق جيد لمسارات التمرير وضغط محسّن، في محاولة لجعل الفريق استباقيًا.
وقد نجح بالفعل في إجبار الخصوم على عدم بناء اللعب من العمق، ودفعهم للجوء إلى الأطراف أو الكرات الطويلة، التي كان مدافعو ريال مدريد يفوزون بها في أغلب الأحيان.
هذا النظام منح الفريق القدرة على استرجاع الكرة في نصف ملعب الخصم، مما زاد من معدلات صناعة الفرص والتسجيل.
لكن في مباراة ريال مايوركا، وعلى الرغم من تفوق الفريق في معظم الحالات، ظهرت بعض الثغرات؛ إذ خسر ريال مدريد الكرات الثانية في عدة مناسبات بسبب قوة موريكي في الصراعات الهوائية.
قرارات فينيسيوس في الضغط تؤثر بالسلب على الفريق
تمكن مايوركا أحيانًا من الخروج بالكرة نتيجة أخطاء فردية من فينيسيوس في الدفاع رجل لرجل.
تعتمد العملية في دفاع الرجل لرجل بشكل كبير على قرارات وتصرفات الأفراد، إذ قد يؤدي خطأ واحد إلى خسائر كبيرة.
فينيسيوس في أكثر من مناسبة ترك اللاعب المكلَّف بمراقبته ليتحرك للضغط على حامل الكرة، لكن خروجه هذا فتح مساحات خلفه وأعطى الأفضلية لمايوركا بوجود خيار تمرير متاح.
هذه الحالة تكررت أكثر من مرة، وقد تمثل مشكلة أكبر أمام خصم يمتلك جودة أفضل.
حالات أخرى يتصرف فينيسيوس فردياً مما يؤدي إلى ظهور مساحات خلفه بسبب قراره الخاطىء، وبذلك يستطع فريق مايوركا في كسر ضغط ريال مدريد وإيجاد المساحة.
ماذا يحتاج ريال مدريد؟
يبدو ريال مدريد بحاجة ماسة إلى لاعب منظم للعب يمنح الفريق القدرة على الربط بين الخطوط وكسر الجمود الهجومي. كما أن تمركز أردا غولر يحتاج إلى تعديل، بحيث لا يُكلف باللعب على الجهة اليسرى التي تحد من قدراته، في حين يجب إبعاد فالفيردي عن دور اللعب بين الخطوط لأنه لا يتناسب مع خصائصه. في المقابل، يمكن أن يشكل رودريغو وإبراهيم دياز حلولًا مثالية في هذا المركز بفضل قدرتهم على الدوران والتحرك في المساحات الضيقة والتخلص من الرقابة. كذلك فإن فرانكو ماستانتونو من الأفضل أن يُمنح أدوارًا أكثر في العمق بدلًا من تكليفه بمهمة فتح الخطوط التي لا تناسبه. إلى جانب ذلك، يحتاج الفريق إلى تعزيز الانسجام بين فينيسيوس وكاريراس لزيادة فعالية الجهة اليسرى، مع ضرورة رفع الكثافة الهجومية حول منطقة الجزاء وداخل الصندوق نظرًا للمعاناة الواضحة في هذا الجانب. أما دفاعيًا، فإن ريال مدريد مطالب بالمزيد من الحدة في الضغط بعد أن أشار تشابي ألونسو إلى تراجعها مقارنة بالمباريات السابقة، ومع ذلك يظل الفريق يمتلك دفاعًا وقائيًا جيدًا وتحسنًا ملحوظًا في الضغط العكسي.