ما هي علاقة بيدري بأفضل مدرب حراس في إسبانيا

هو ايه علاقة مكتشف بيدري بأفضل مدرب حراس في العالم؟

في عالم كرة القدم، غالبًا ما يُسلط الضوء على اللاعبين والمدربين الرئيسيين، بينما يُغفل دور الكوادر الفنية التي تعمل خلف الكواليس. لكن في نادي لاس بالماس الإسباني، يبرز اسم خوسيه إستيبان يبيس، مدرب حراس المرمى، كأحد الأعمدة الأساسية في نجاحات الفريق.
فما هي العلاقة بينه وبين مكتشف النجم بيدري؟ وكيف أصبح يُوصف بأنه "أفضل مدرب حراس في العالم" من قِبل بعض من عملوا معه؟

من هو خوسيه يبيس؟
خوسيه إستيبان يبيس هو مدرب حراس مرمى إسباني من أصحاب الرؤية الفنية العميقة، انضم إلى لاس بالماس في عام 2018، قادمًا من نادي قرطاجنة، بعد أن راكم سنوات من الخبرة في التدريب والعمل مع فرق من الدرجات المختلفة.
منذ لحظة وصوله إلى جزر الكناري، فرض أسلوبه الهادئ والدقيق في العمل، وبدأ رحلة طويلة من إعادة تشكيل مفهوم حارس المرمى داخل النادي، ليس فقط كمدافع عن المرمى، بل كصانع لعب خلفي يبدأ الهجمة من الخلف.

العلاقة مع مكتشف بيدري
العلاقة بين يبيس ومكتشف بيدري، المدرب بيبي ميل، تتجاوز الزمالة المهنية، فهي مبنية على التقدير الكبير من ميل لقدرات يبيس التدريبية. بيبي ميل، الذي يُنسب له الفضل في اكتشاف بيدري وتقديمه للعالم، أشاد أكثر من مرة بخوسيه يبيس، ووصفه علنًا بأنه "أفضل مدرب حراس في أوروبا"، مشيرًا إلى أنه يعمل "بصمت ولكن بأثر كبير".

وجود مدرب بحجم ميل في الفريق فتح الباب أمام تطور منهجي لكل عناصر الجهاز الفني، ومن بينهم يبيس، الذي تلقّى حرية العمل والتطوير، وبدأ في صقل حراس الفريق ليصبحوا أكثر اندماجًا في فلسفة اللعب الجماعي والبناء من الخلف، وهي أحد الأسباب التي ساعدت في تألق الفريق مؤخرًا.

فلسفة التدريب والتحول التكتيكي
لا يرى يبيس حارس المرمى كمنقذ فقط، بل كمشارك أساسي في صناعة اللعب، وهو ما جعله يطور قدرات الحراس في اللعب بالقدم، التمرير القصير والطويل، واتخاذ القرارات تحت الضغط.
قال في أحد حواراته: "نحن نعمل على نمذجة حراسنا وفقًا لنمط محدد يتماشى مع فلسفة الفريق، تمامًا كما يحدث في الفرق الكبرى". وأشار إلى أن النموذج الأعلى له هو تير شتيغن حارس برشلونة، موضحًا أن لاس بالماس يحاول الاقتراب تدريجيًا من هذا المستوى الفني.

يستخدم يبيس تحليلات الفيديو، وتدريبات ذهنية، ويهتم بالحالة النفسية للحراس، ويخصص لهم خططًا فردية وفقًا لنقاط القوة والضعف. هذه الفلسفة جعلت حراس مثل ألبارو فاييس وسيليسين يتألقون تحت قيادته، ويُعتبرون من أفضل الحراس في الدوري الإسباني فى الموسم الماضي والحالى.

النتائج على أرض الواقع
التغيير الذي أحدثه يبيس لم يكن نظريًا فقط، بل ظهر جليًا في نتائج الفريق. الموسم الماضي، ساهم تألق الحراس في صعود لاس بالماس إلى الليغا. أرقام الحراس تحت قيادته كانت مبهرة؛ نسبة التصديات العالية، والتمركز السليم، واللعب الآمن بالقدم، كلها مؤشرات على عمل تدريبي احترافي ومنهجي.

على سبيل المثال، في مباراة الفريق ضد أتلتيكو مدريد فى الموسم الماضي، تألق فاييس بتصديات حاسمة، وخرج الفريق بنقطة ثمينة. الصحف الإسبانية مثل "آس" و"ماركا" أشادت بدور يبيس في تجهيز الحراس نفسيًا وبدنيًا لمثل هذه المواجهات.

وإذا نظرنا لكل قياسات الأداء سنجد أن ألبارو فاييس وسيليسين يتواجدون دائما فى ترتيب أول ثماني أو حتى أول خمس حراس، ومع أن فريقهم يصارع الهبوط كل موسم لذا من المفترض وجودهم في أسف ترتيب الحراس في كل القياسات مثلًا، والفضل هنا يرجع لييبس وفريق عمله.

حكايات تطور الحراس معه
أليكس دومينغيز، أحد الحراس الذين تدربوا تحت إشراف يبيس، صرّح في مقابلة بأنه لم يكن يتخيل يومًا أن يصبح قادرًا على بناء اللعب من الخلف تحت الضغط، لكنه تعلم هذه المهارة في تدريبات يبيس.
أما جوزيب مارتينيز، الذي انتقل إلى لايبزيغ الألماني والآن مع أنتر ميلان، فقد أرجع الفضل في تطوره إلى المدرب الذي علّمه "أن يكون مفكرًا لا مجرد ردة فعل".

التحديات والعمل ضمن منظومة
رغم كل النجاحات، لا يخلو عمل يبيس من التحديات. فهو يعمل ضمن منظومة تطالب دائمًا بنتائج فورية، ومع ذلك يتمسك بأسلوبه طويل المدى في تطوير الأداء.
وقد أكد في تصريحات صحفية أن العمل في لاس بالماس يمنحه مساحة للإبداع والابتكار، وأن الجهاز الفني ككل يعمل بتناغم رائع، مما يسهل تطبيق فلسفته التدريبية.

تأثير يبيس يتجاوز حدود النادي
أحد الجوانب اللافتة في مسيرة يبيس هو تأثيره غير المباشر على أندية أخرى عبر الحراس الذين تدربوا تحت إشرافه. العديد من الحراس الذين عملوا معه انتقلوا إلى فرق جديدة وهم يحملون معهم فلسفته في اللعب، مما ساهم في رفع مستوى الأداء العام لحراس المرمى في الدوري الإسباني.

ليس من الغريب أن نجد محللي الأداء يشيرون إلى "مدرسة لاس بالماس" الجديدة في حراسة المرمى، والتي تعتبر يبيس المؤسس الأول لها. هذا النوع من التأثير الثقافي والفني في كرة القدم لا يأتي إلا من مدربين يملكون رؤية واضحة وشغفًا حقيقيًا بالتطوير.

نظرة مستقبلية

المستقبل يحمل الكثير ليبيس، فمع تزايد اهتمام الأندية الأوروبية بالمدربين المتخصصين في مراكز محددة، قد يكون على رادار أندية أكبر قريبًا.

لكن حتى الآن، يبدو أن يبيس ملتزم بمشروعه في لاس بالماس، ومصمم على الاستمرار في بناء جيل من الحراس القادرين على مقارعة الكبار بأسلوب عصري وحديث.

دور الحراس في أسلوب اللعب
يعتمد فريق لاس بالماس في أسلوب لعبه على الاستحواذ وبناء اللعب من الخلف، ما يعني أن حارس المرمى يلعب دورًا مشابهًا للاعب خط الوسط الدفاعي. هذه الفلسفة تتطلب تدريبًا خاصًا وصبرًا طويلًا، وقد نجح يبيس في تحويل هذا التحدي إلى فرصة لتعزيز هوية الفريق.

الحارس اليوم لم يعد مجرد حامي عرين، بل أصبح أول من يلمس الكرة في الهجمة، وأول من يتحمل ضغط الخصم عند الضغط العالي. تدريب يبيس يضع كل هذه الجوانب في الحسبان، ويجعل من حراسه عناصر لا غنى عنها في النظام التكتيكي.

شهادات من داخل النادي
وفقًا لمصادر صحفية مقربة من النادي، فإن الجهاز الفني بأكمله يعترف بأن يبيس يعمل بروح الفريق ويُعتبر "دينامو صامت". اللاعبون يشعرون بالأمان في وجوده، والحراس خاصة يثقون فيه إلى درجة أنهم يفضلون العمل معه على أي مدرب آخر.

حتى رئيس النادي أشار في تصريحات سابقة إلى أن يبيس يمثل "عنصر استقرار واستثمار طويل المدى"، وهو تصريح نادر لمدرب حراس، ما يدل على التقدير الذي يحظى به داخل المؤسسة.

رسالة للمدربين الشباب
يبيس يمثل قدوة للمدربين الشباب الذين يرغبون في التخصص بمجال معين داخل كرة القدم. قصته تؤكد أن النجاح لا يقتصر على المدربين الكبار أو مدربي الفرق الأولى، بل يمكن أن يكون التأثير أعمق حين يأتي من موقع متواضع ولكن بفكر كبير.

هو لا يسعى للشهرة، ولا يتحدث كثيرًا في الإعلام، لكنه يترك بصمته في كل لاعب يعمل معه، وهذه ربما تكون أعظم إنجازاته.

خلاصة

خوسيه يبيس ليس مجرد مدرب لحراس المرمى، بل هو مفكر كروي يعمل على إعادة تعريف هذا المركز الحيوي. علاقته بمكتشف بيدري هي حلقة في سلسلة نجاحات بدأت في لاس بالماس، وتوسعت لتشمل حراسًا صغارًا تحولوا إلى نجوم.

وفي الوقت الذي يلمع فيه اسم بيدري في برشلونة، يواصل يبيس دوره خلف الكواليس، راسمًا طريقًا جديدًا لحراس المرمى، قد يجعل منه أحد أكثر مدربي الحراس تأثيرًا في العالم قريبًا.