عندما يتحدث الناس عن بطولة الدوري الأوروبي, أول شئ يأتي على بالهم هو فريق إشبيلية, الفريق الذي حقق سبعة بطولات (الرقم القياسي) و لم يودع البطولة في الأدوار الإقصائية بداية من دور ربع النهائي بل و تغلب على العديد من الفرق الكبيرة منها مانشستر يونايتد, يوفنتوس, إنتر ميلان, روما, توتنهام, ليفربول, فالنسيا و غيرهم. و أيضا كبد مورينيو الهزيمة الأولى له في نهائي بطولة قارية عندما تغلب إشبيلية على روما العام الماضي بركلات الترجيح ليحقق البطولة السابعة له.
و لكن ما قد لا يعلمه البعض إن هذه الإنجازات هي وليدة القرن الحادي و العشرين و إن بداية هذه الإنجازات كان هدف هو الأغلى لمشجعينه لأنه مهد لكل هذه الإنجازات و إن قبل ذلك كان الفريق بعيدا عن منصات التتويج.
ففي السابع و عشرين من أبريل من هذا العام كانت الصحافة الأسبانية تحتفل بمرور 18 عاما على الهدف فيقول جوفارا محرر في جريدة الماركا : "هدف بويرتا الذي غير حياة إشبيلية" يكمل عامه الثامن عشر و يقول إنه "هنا حيث بدأ كل شئ".
فدعونا نحكي قصة هذا الهدف الذي بدأ كل شئ.
في عام 1948 نجح إشبيلية في تحقيق كأس ملك إسبانيا عندما تغلب على سلتا فيجو 4-1 ليحقق البطولة الثالثة له و الرابعة ككل في تاريخ النادي في الجيل الذهبي بقيادة ثاني و ثالث الهدافين التاريخين للنادي خوان أرزا و خوان أراوخو, نفس الفريق الذي كان قبلها بعامين قد نجح في تحقيق بطولة الدوري الوحيدة في تاريخ النادي و كان معهم في ذلك الوقت الهداف التاريخي للنادي كامبانال و لكن من بعد هذا الإنجاز نهى الفريق كوصيف للدوري في عام 1957 و كوصيف للكأس في عامي 1955 و 1962 الأخيرة كانت أمام ريال مدريد حيث كان إشبيلية متقدما 1-0 حتى ربع ساعة من نهاية الوقت الأصلي حيث نجح بوشكاش في قلب النتيجة و تسجيل هدفين ليتوج النادي الملكي بالكأس و يخسر إشبيلية نهائي آخر.
فريق إشبيلية الذي توج بالدوري عام 1946
و لكن من بعد ذلك النهائي, عانى الفريق كثيرا حيث هبط إلى الدرجة الثانية أربع مرات أولها كانت ست سنوات بعد أخر نهائي و أخرها كانت عام 1999-2000 و من بعدها بدأ عصر النهضة الجديد لإشبيلية الذي كان بقيادة خوسيه ماريا دل نيدو بينافينتي.
ولد بينافينتي في إشبيلية في السادس من أغسطس عام 1957, حيث والده خوسيه ماريا دل نيدو بوريجو كان أحد أعضاء المجلس في فترتي 66-68 و 68-72 و كان نائب الرئيس في عام 1971 تحت قيادة خوسيه رامون سيزنيروس.
أثناء تواجده في المجلس شهد بوريجو أول هبوط لإشبيلية في تاريخه عام 67-68 حيث بكى في ذلك اليوم و وعده بينافينتي وقتها بأن يصبح في يوم ما رئيس لإشبيلية وأن يحقق البطولات.
في عام 1986 إنضم بينافينتي لمجلس إشبيلية و أصبح مؤثرا في تلك الفترة حيث ظهر ذلك في عام 1995 عندما كان نائب الرئيس لويس كويرفاس و تعرض إشبيلية وقتها لخطر الطرد من الإتحاد الإسباني و الهبوط للدرجة الثالثة مما ترتب عليه في أغسطس من عام 1995 إستقالة الرئيس إنذاك لويس كويرفاس و تعيين بينافينتي كرئيس مؤقت و نجح في إبقاء إشبيلية في الدوري الممتاز و بقى كرئيس مؤقت حتى أكتوبر 1995.
خوسيه ماريا دل نيدو بينافينتي
على الرغم من الخروج من أزمة الهبوط للدرجة الثالثة إلى أن الفريق عانى على المستوى الإقتصادي و الرياضي تحت قيادة فرانشيسكو إسكوبار,خوسيه ماريا جونزالس سيلاديس و من بعده رافايل كاريون حيث كان النادي على أبواب الإفلاس بينما في الجانب الرياضي كان الفريق مترنحا بين الدوري الممتاز و الدرجة الثانية حيث هبط الفريق مرتين أخرهم عام 99-00 و من بعدها تولى روبيرتو أليس رئاسة النادي ليبدأ عصر النهضة الحديث.
عندما تولى روبيرتو أليس رئاسة النادي قام بحدثين مهمين ساهموا في بناء الفريق و هو تعيين خواكين كباروس كمدير فني للفريق و رامون رودريجيز فيرديخوالشهير بمونتشي كمدير رياضي للفريق.
خواكين كاباروس لم يكن المدرب الكبير و لم يكن له نجاحات سابقة في التدريب حيث أخر محطة تدريبية له كانت فياريال في دوري الدرجة الثانية و لعب معهم سبع مباريات فاز في اثنتين منهم فقط و تم إقالته بعض شهرين من تعيينه.
خواكين كاباروس
بينما مونتشي كان حارس سابق لعب طوال مسيرته في إشبيلية في تسعة أعوام و لم يكن أساسيا طوال مسيرته و إعتزل في نهاية موسم 1998-99 و من ثم تم تعيينه مباشرة كمدير رياضي للنادي.
مونتشي
و إذا نظرت إلى هذين الإسمين فلم يكونوا مبشرين لأي شئ فالمدرب لم يكن ذو المسيرة الجيدة و المدير الرياضي كان معتزلا من بضعة أشهر و لم يكن له أي تجارب سابقة و لكن كان لهم التأثير الكبير في التحول الكبير الذي حدث لإشبيلية.
فمونتشي منذ تعيينه كان له هدفين محددين و هما تطوير سياسة الإهتمام بالمواهب الشابة لدى النادي و خلق نظام كشافة لمراقبة اللاعبين حول العالم لرصد المواهب الشابة قبل الفرق الكبيرة و التعاقد معهم بمبالغ بسيطة ليتمكن النادي من بيعهم في المستقبل بمبالغ كبيرة.
بينما كان دور كاباروس هو دمج هذه المواهب مع ناشئيين النادي و اللاعبين أصحاب الخبرات و خلق توليفة ناجحة تضمن البقاء في الدوري أولا و من ثم الطموح لأبعد من ذلك و هو المشاركة الأوروبية و محاولة تحقيق اللقب الغائب عن الفريق منذ عام 1948 م.
و بالفعل بدأ العمل حيث في موسم 2000-01 تعاقد إشبيلية مع لاعبين كثر أبرزهم زالايتا نجم اليوفي على سبيل الإعارة بينما تم تصعيد أكثر من لاعب من الأكاديمية للفريق الأول أبرزهم خوسيه أنتونيو رييس و نجح كاباروس في قيادة إشبيلية للعودة لليجا بعد فوزه بدوري الدرجة الثانية.
في الموسم الذي تلاه واصل إشبيلية على نفس المنوال بعد عودته لليجا حيث دعم الفريق بصفقات أبرزها قائد الفريق المستقبلي في وقت حصاد البطولات خافي نافارو من نادي فالنسيا مجانا و نجح في البقاء في الليجا و حقق المركز الثامن بثلاثة و خمسين نقطة بفارق نقطة واحدة عن صاحب المركز السابع ألافيس و الذي تأهل لبطولة كأس الإتحاد الأوروبي.
و في نهاية هذا الموسم في مايو 2002 تولى دل نيدو بينافينتي رئاسة النادي محققا أول أمنية لوالده ليواصل على ما بدأه روبيرتو أليس و يبدأ معها عصر دل نيدو بينافينتي
واصل دل نيدو بينافنتي على نفس النهج في سياسة إستقدام نجوم مغمورة بأسعار قليلة و تصعيد الشباب كما واصل مع نفس الشخصين الذين بدأوا الإصلاح مع الرئيس السابق و هما مونتشي و المدرب كاباروس.
و في موسم 2002-03 تعاقد إشبيلية مع لاعب برازيلي مغمور ساعتها و هو داني ألفيس من نادي باهيا بخمسمائة و خمسون ألف يورو و أنهى إشبيلية للعام الثاني على التوالي في المراكز العشرة الأولى بخمسين نقطة و وصل إلى دور ربع النهائي في كأس الملك.
و في موسم 2003-04 تعاقد إشبيلية مع جوليو بابتيستا مهاجم نادي ساو باولو البرازيلي بثلاثة ملاين و نصف يورو, داريو سيلفا من ملقا بحوالي خمسة ملاين يورو, مارتي من تينريفي مجانا و أيتور أوسيو من بيلباو مجانا, بينما في نفس الموسم حصل بعض اللاعبين الشباب على المشاركة الأولى لهم في الليجا أبرزهم خيسوس نافاس (كابتن الفريق الحالي و اللاعب الأكسر مشاركة في تاريخ النادي) و أنتونيو بويرتا (صاحب الهدف الذي بدأ كل شئ) بينما قام ببيع نجم الفريق الشاب خوسيه أنتونيو رييس في الشتاء لنادي أرسنال الإنجليزي كأغلقة صفقة في تاريخ النادي في ذلك الوقت بعشرين مليون يورو.
و نجح إشبيلية في العودة لأوروبا عن طريق بوابة كأس الإتحاد الأوروبي بخمسة و خمسين نقطة في المركز السادس و كان مهاجمه جوليو بابتيستا ثاني هدافين الدوري بعشرين هدفا, بينما وصل في كأس الملك لنصف النهائي للمرة الأولى من ثلاثة و عشرين عاما و لكنه خرج أمام ريال مدريد حيث خسر في الذهاب في البيرنابو بثنائية سولاري و راؤول بينما في الإياب تقدم منذ الدقيقة الأولى عن طريق أنتونيو لوبيز و لكن لم يستطع الفريق تسجيل هدف تعديل النتيجة و خرج ليتأجل حلم الوصول للنهائي منذ موسم 1961-62.
في موسم 2004-05 إستمر إشبيلية على نفس النهج في تدعيم الصفوف خاصة و أن الفريق سيعود للمشاركات الأوروبية منذ عام 1995-96 فأبرز الصفقات التي قام بها النادي هي جلب ريناتو من سانتوس البرازيلي مجانا مع جلب أدريانو كوريا الجناح الأيسر من كوريتيبا البرازيلي بحوالي إثنتين مليون يورو مع تصعيد للشباب أبرزهم هم خيسوس نافاس و أنتونيو بويرتا اللذان أخذا بعض الدقائق الموسم الذي قبله و أيضا مدافع شاب يدعى سيرجيو راموس.
الفريق قدم موسم جيد جدا فنجح في إنهاء الدوري في مركز مؤهل لكأس الإتحاد الأوروبي للعام الثاني على التوالي كمركز سادس بستين نقطة و لكنها كانت حسرة حيث أن الفريق قبل نهاية الدوري كان في المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال و لكنه في أخر أربعة أسابيع في الدوري تعادل في مبارتين و خسر مبارتين ليحقق نقطتين من أصل إثنتا عشر و يخسر المركز الرابع لغريمه الأزلي في المدينة ريال بيتيس بفارق نقطتين.
و أوروبيا نجح الفريق في التأهل كثاني من مجموعة كانت تضم ليل الفرنسي, ألمانيا أخن الألماني, زينيت الروسي و أيك أثينا اليوناني و في دور الإثنين و ثلاثون نجح في تخطي فريق باناثينايكوس اليوناني بمجموع اللقائين هدفين لهدف بعد أن نجح في تحويل هزيمته في اليونان بهدف نظيف ليفوز في ملعبه بثنائية نظيفة و يتأهل لدور الستة عشر و لكنه ودع البطولة على يد نادي بارما الإيطالي بمجموع اللقائين 1-0 بعد أن تعادل في ملعبه بدون أهداف و خسر في إيطاليا بهدف نظيف.
و مع نهاية الموسم إنتهت رحلة المدرب خواكين كاباروس الذي بنى هذا الفريق و أعاده للمنافسة على مراكز أوروبية بعد أن كان مترنحا بين الدوري الممتاز و الدرجة الثانية ليستبدله بخواندي راموس المدرب الذي لم يكن له أي نجاح يذكر و كان وقتها لم يدرب أي نادي لمدة عام, مغامرة جديدة مع مدرب أخر مغمور و لكنها ستؤتي بثمارها.
قبل أن نتحدث عن موسم 2005-06 نريد أن نسلط الضوء على لاعب شاب صاعد من أكاديمية إشبيلية و هو أنتونيو خوسيه بويرتا خيريز حيث ولد في السادس و العشرين من نوفمبر عام 1984 في مدينة إشبيلية والده أنتونيو بويرتا جارسيا الشهير بأنيونيو كان لاعب كرة سابق و قد لعب في الغريم ريال بيتيس لمدة عام حيث شارك معهم في 18 دقيقة فقط أمام فياريال في كأس الملك.
و لكن أنتونيو بويرتا كان منذ الطفولة عاشق لإشبيلية فهو تربى في حي نيرفيون القريب من ملعب إشبيلية رامون سانشيز بيزخوان.
بويرتا إنضم لإشبيلية في عام 1993 و هو لديه 9 أعوام و كبر في الفئات العمرية المختلفة للنادي حيث كان يراه مدربه مانولو خيمينيز إنه مدرب بدون شارة قيادة و في 21 مارس 2004 دخل بويرتا كبديل في الدقيقة الحادية و السبعين ليسجل أول مشاركة له مع إشبيلية أمام ملقا في المباراة التي خشرها إشبيلية 1-0.
في موسم 2004-05 شارك بويرتا في ست مباريات و سجل أول هدف له مع إشبيلية في شباك نومانسيا في الحادي عشر من نوفمبر 2004 في المباراة التي خسرها إشبيلية 2-1.
و في موسم 2005-06 سيكون له دور أكبر مع الفريق حيث سيشارك إجماليا في تسعة و عشرين مباراة.
أنتونيو بويرتا
دخل إشبيلية موسم الإنتقالات بقوة حيث إنه على الرغم من خسارة أهم لاعبين في الفريق في ذلك الوقت المهاجم و هداف الفريق البرازيلي جوليو بابتيستا الذي إنتقل إلى ريال مدريد بمبلغ 20 مليون يورو و المدافع الشاب الصعد بقوة في الليجا سيرجيو راموس و الذي إنتقل إلى أيضا ريال مدريد و لكن في أخر يوم في الميركاتو حيث كسر ريال مدريد الشرط الجزائي إنذاك و تبلغ قيمته 27 مليون يورو مما تسبب في غضب كبير من جماهير إشبيلية خاصة على راموس حيث تم وصفه بالخائن و تكونت علاقة كره معه دامت لسنوات طويلة إلا أن عاد مرة أخرى للنادي صيف 2023.
و لكن الفريق إتبع نفس السياسة في التدعيمات في جلب لاعبين مغمورين أو لم يقدموا مستوى كبير مع أنديتهم بمبالغ قليلة و بالفعل تعاقد إشبيلية في الصيف مع المهاجم البرازيلي لويس فابيانو (خامس الهدافين التاريخيين للنادي) من بورتو البرتغالي بمبلغ 10 ملاين يورو, المهاجم المالي فريدريك كانوتيه (رابع الهدافين التاريخيين للنادي) من توتنهام بمبلغ 6.5 مليون يورو, لاعب خط الوسط الإيطالي إنزو ماريسكا من يوفنتوس الإيطالي بمبلغ 2.5 مليون يورو, المدافع الصربي دراجوتونوفيتش من ستاندارد لييج البلجيكي بمبلغ 2.1 مليون يورو مع الحارس الإحتياطي لفالنسيا الإسباني أندريس بالوب مجانا و المهاجم الأرجنتيني خافير سافيولا من برشلونة على سبيل الإعارة و في الشتاء المدافع الفرنسي جوليان إسكوديه من أياكس الهولندي بمبلغ 1.9مليون يورو.
بدأ إشبيلية الموسم في الدوري بنتائج متواضعة حيث في أول خمس مباريات حقق الفريق 5 نقاط من أصل 15 و فاز في مباراة واحدة فقط في أول إسبوع أمام راسينغ 1-0 بينما لم يحقق أي فوز في شهر سبتمبر (تعادل في إثنتين و خسر في إثنتين) بينما نجح في بلوغ دور المجموعات بعد فوزه على ماينز الألماني 2-0 في مجموع المبارتين بثنائية المالي فريدريك كانوتيه الذي إفتتح سجله التهديفي هذا الموسم.
في شهر إكتوبر تحسنت نتايج الفريق في الدوري حيث في خمس مباريات حقق 11 نقطة من أصل 15 ففاز في ثلاث مباريات منهم على بيلباو في سان ماميس 1-0 و على فالنسيا في الميستايا 2-0 و إفتتح المهاجم البرازيلي لويس فابيانو سجله التهديفي مع إشبيلية هذا الموسم و تعادل في مبارتين و لم يخسر في أي مباراة.
في شهر نوفمبر إستمرت النتائج الجيدة في الدوري حيث في ثلاث مباريات فاز في إثنتين و تعادل في واحدة منها مباراة الديربي أمام غريمه ريال بيتيس حيث فاز بركلة جزاء الإيطالي ماريسكا في مباراة شهدت طرد كل من قائد الفريق خافي نافارو و صاحب الهدف الوحيد ماريسكا و لكن إشبيلية صمد في ما تبقى من المباراة و حافظ على الثلاث نقاط بينما في بطولة كأس الإتحاد الأوروبي إفتتح مشواره بفوز كبير على بيشكتاش في ملعب رامون سانشيز بيزخوان بثلاثية نظيفة من توقيع سافيولا و ثنائية لكانوتيه ولكنه خسر في المباراة الثانية في روسيا أمام زينيت 2-1.
في شهر نوفمبر لم تكن النتائج في الدوري جيدة حيث خسر الفريق ثلاث مباريات و فاز في مباراة وحيدة فقط أمام سوسيداد 3-2 في ملعب بيزخوان حيث نجح الفريق في العودة من الهزيمة 2-0 للفوز 3-2 بهدف في الدقائق الأخيرة لمهاجمه كيبا في مباراة شهدت طرد لاعبين من سوسيداد و لكن النتائج كانت أفضل في البطولة الأوروبية حيث فاز إشبيلية على جيماريش البرتغالي في ملعب بيزخوان 3-1 بثنائية المهاجم الأرجنتيني سافيولاو هدف للبرازيلي أدريانو و تعادل في إنجلترا مع بولتون 1-1 بهدف البرازيلي أدريانو ليتأهل إشبيلية للدور القادم متصدرا للمجموعة بسبع نقاط.
في شهر يناير حقق الفريق نتائج جيدة في الدوري بالفوز في ثلاث مباريات و خسارة مباراة واحدة أمام ريال مدريد في البيرنابو.
في شهر فبراير كانت النتائج متقلبة في الدوري حيث خسر الفريق لقاء مهم على أرضه أمام أحد منافسيه على مقعد أوروبي و هو أوساسونا بنتيجة 1-0 و من بعدها حقق فوزين متتاليين على قادش و سيلتا فيجو قبل أن يتلقى هزيمة قاسية بخماسية نظيفة أمام مضيفه إسبانيول بينما النتائج كانت أفضل في أوروبا حيث نجح الفريق في تخطي عقبة لوكوموتيف موسكو الروسي بالفوز عليه ذهابا و إيابا بمجموع اللقائين 3-0.
تحسنت النتائج في الدوري في شهر مارس حيث حقق الفريق ثلاث إنتصارات مقابل تعادل و هزيمة و فاز على فرق كبيرة مثل أتليتكو مدريد و فالنسيا و بيلباو بينما في أوروبا نجح في تجاوز ليل في دور الستة عشر بعدما إستطاع تعويض خسارته في فرنسا بهدف نظيف للفوز في سانشيز بيزخوان بثنائية لفريدريك كانوتيه و لويس فابيانو و وضع قدما في نصف النهائي بعد فوزه على زينيت برباعية مقابل هدف سجلها سافيولا هدفين, مارتي هدف و أدريانو هدف.
في شهر أبريل لم تكن الأمور على ما يرام في الدوري حيث فرط الفريق في العديد من النقاط لتضعف حظوظه في التأهل لدوري الأبطال و دفع الفريق ثمن ذلك لتركيزه على بطولة الدوري الأوروبي فنجح في التعادل في روسيا مع زينيت ليتأهل لنصف النهائي و يلاقي شالكه الألماني.
في المباراة الأولى في ألمانيا نجح إشبيلية في العودة بتعادل سلبي ثمين في مباراة شهدت تضيع أصحاب الأرض لفرص عديدة و تألق الحارس الإسباني أندريس بالوب كما شهدت أيضا طرد المدافع الصربي لشالكه ملادن كرستايتش في الدقيقة ثمانين و كأن الحظ كان يريد أن يبتسم لإشبيلية هذه المرة بعدما عانده في عديد المرت للوصول للمباراة النهائية أخرها من عامين أمام ريال مدريد في نصف نهائي كأس الملك.
و في مباراة العودة دخل إشبيلية اللقاء بالتشكيل الأساسي و بدون غيابات بإستثناء المهاجم المالي فريدريك كانوتيه و في حضور تقريبا 40 ألف مشجع و على الرغم من أن المباراة كانت هادئة طيلة الشوط الأول إلا أن في أواخر الشوط كادت صدمة تحصل لإشبيلية عندما لعب المهاجم الألماني كوراني رأسية تصدى لها الحارس بالوب و لكن لحسن الحظ كان في موقع تسلل, في الشوط الثاني حاول إشبيلية تسجيل هدف الفوز و التأهل و لكن لم ينجح لاعبيه لتنتهي التسعين دقيقة بتعادل سلبي أخر و يتجه اللقاء إلى أشواط إضافية, في الشوط الأول الإضافي حاول الفريقين و لكن بقيت النتيجة كما هي إلا أن جاءت الدقيقة المائة عندما إستلم خيسوس نافاس الكرة في الجانب الأيمن و تبادل الكرة مع داني ألفيس قبل أن يرسل عرضية إلى الناحية اليسرى للبديل أنطونيو بويرتا الذي يسدد الكرة من أول لمسة بيسراه curling shot لتسكن الشباك و تعلن عن تقدم إشبيلية بهدف نظيف و إقترابه من التأهل و على الرغم من محاولات شالكه لتسجيل هدف التعادل و الذي يعني تأهلهم إلا إنهم لم يستطيعوا تهديد مرمى إشبيلية لينتهي اللقاء بفوز إشبيلية بهدف نظيف و تأهله للنهائي الأوروبي الأول في تاريخه و أول نهائي له بعد غياب دام أربعة و أربعين عاما منذ نهائي الكأس الذي خسره أمام ريال مدريد 2-1.
هدف أنتونيو بويرتا في مرمى شالكه
في الدوري فشل إشبيلية في الوصول للمركز الرابع و التأهل للدور التمهيدي لبطولة دوري الأبطال ولكن كل التركيز كان على المباراة النهائية أمام نادي ميدلزبره الإنجليزي في ملعب فيليبس ستاديو في مدينة أيندهوفن في هولندا.
دخل إشبيلية اللقاء بنجومه الكاملين و منذ بداية اللقاء بانت نوايا إشبيلية الهجومية حيث سدد داني ألفيس كرة مرت بجوار القائم في الدقيقة الثانية, و في الدقيقة الخامسة من ركلة حرة على حدود منطقة الجزاء نجح الحارس بالوب في التصدي لتسديدة صاروخية من البرازيلي روشيمباك و في الدقيقة الثامنة نجح الحارس الأسترالي شفارزر في التصدي لفرصة خطيرة من المهاجم البرازيلي لويس فابيانو و بعدها بدقيقة تصدى أيضا لكرة عائدة من زميله كريس ريجوت الإنجليزي, و لكنه يفشل في الدقيقة السادسة و العشرين في التصدي لرأسية البرازيلي لويس فابيانو من عرشية مواطنه داني ألفيش ليتقدم إشبيلية بهدف نظيف و من ثم توالت فرص لإشبيلية تباعا إلا أن إنتهى الشوط الأول.
تشكيل الفريقين في نهائي كأس الإتحاد الأوروبي 2006
في بداية الشوط الثاني دخل المهاجم المالي فريدريك كانوتيه بديلا للأرجنتيني سافيولا وواصل إشبيلية ضغطه لإحراز الهدف الثاني و لكن في الدقيقةالحادية و الخمسين كان من الممكن أن يتلقى الفريق هدف التعادل لولا براعة الحارس بالوب الذي تصدى لتسديدة الأسترالي مارك فيدوكا من على حدود خط الستة ياردة ليرد بعدها إشبيلية بهجمة مرتدة لخيسوس نافاس و لكن الحارس شفارزر يتصدى لها و من بعدها يحاول الفريقين لتسجيل الهدف إلا أن أتت الدقيقة الثامنة و السابعون حيث مرر نافاس الكرة لكانوتيه الذي سدد و لكن تصدى لها شفارزر لتسقط الكرة للإيطالي إنزو ماريسكا الذي يسكنها في الشباك لتصبح النتيجة 2-0 و يقترب إشبيلية أكثر و أكثر من تحقيق اللقب, و من ثم في الدقيقة الأربعة و الثمانين يسدد ماريسكا من خارج المنطقة ليحرز الهدف الثالث لإشبيلية و في الدقيقة التاسعة و الثمانون يسدد ماريسكا كرة يتصدى لها الحارس شفارزر لتسقط لكانوتيه الذي يسكنها في الشباك الخالية ليحرز الهدف الرابع و يعلن إشبيلية بطلا بعد غياب دام عن التتويج لمدة 58 عاما و يتوج بأول بطولة أوروبية في تاريخه و أول بطولة في عهد دل نيدو بينفانتي ليفي بوعده الثاني لوالده و يعود إشبيلية لطريق البطولات.
تتويج إشبيلية باللقب
في الخامس و العشرين من أغسطس 2006 نجح إشبيلية في تحقيق بطولته الثانية بعدما فاز على برشلونة بثلاثية نظيفة في بطولة السوبر الأوروبي بتوقيع ريناتو و كانوتيه و ماريسكا, ليبدأ الموسم الجديد ببطولة جديدة و ينهيه ببطولتين هما كأس الملك أمام خيتافي في ملعب سانتياجو بيرنابو بهدف نظيف من توقيع كانوتيه و كأس الإتحاد الأوروبي بعدما فاز على جاره إسبانيول بركلات الترجيح 3-1 بعد التعادل الإيجابي 2-2 في مباراة شهدت تألق الحارس بالوب الذي تصدى لثلاث ركلات ترجيح من لاعبي إسبانيول و من ثم في أغسطس 2007 حقق إشبيلية أول ألقاب السوبر الأسباني بعدما فاز على ريال مدريد ذهابا و إيابا بمجموع اللقائين 6-3 و سجل كانوتيه هاتريك في شباك الحارس كاسياس بينما ثنائية لريناتو ليفوز 5-3 في ملعب البيرنابو
و في 2010 حقق إشبيلية بطولة الكأس على حساب أتليتكو مدريد بثنائية ديجو كابيل و خيسوس نافاس و بعد ذلك حقق إشبيلية ثلاثية تاريخية لبطولة الدوري الأوروبي مع المدرب الأسباني أوناي إيمري حيث فاز بها في ثلاثة أعوام متتالية 2014 على بنفيكا بركلات الترجيح بتألق الحارس البرتغالي بيتو و 2015 على دنيبرو الأوكراني 3-2 بتألق المهاجم الكولومبي باكا و تسجيله لثنائية و 2016 على حساب ليفربول 3-1 بتألق الظهير الإسباني كوكي و تسجيله لثنائية و هدف للمهاجم الفرنسي جاميرو ليصبح إشبيلية أكثر فريق لتحقيق هذه البطولة بخمس ألقاب متفوقا على ليفربول و إنتر ميلان و يوفنتوس ثلاث ألقاب لكل منهم.
و في 2020 عاد إشبيلية لتحقيق البطولة السادسة في عصر الكورونا مع المدرب الإسباني لوبوتيجي بعدما فاز على إنترميلان 3-2 في مباراة شهدت تألق المهاجم الهولندي لوك دي يونج و تسجيله لثنائية و تألق الحارس المغربي ياسين بونو الذي أنقذ إنفراد من المهاجم البلجيكي لوكاكو و النتيجة وقتها 2-2 ليعود بعدها و يسجل في مرماه هدف فوز إشبيلية بالبطولة.
و في العام الماضي حقق إشبيلية بطولته السابعة مع المدرب الإسباني خوسيه لويس ميندليبار بعدما فاز على روما بركلات الترجيح 4-1 بعد التعادل الإيجابي في المباراة 1-1 في مباراة شهدت تألق الحارس المغربي ياسين بونو لتكرار ما فعله بالوب سابقا و بيتو من بعده و يتصدى لركلتي جزاء من لاعبي روما.
في الخامس و العشرين من أغسطس عام 2007 كانت مباراة إشبيلية الإفتتاحية في الدوري على أرضية ميدانه رامون سانشيز بيزخوان أمام خيتافي و في الدقيقة الحادية و الثلاثين في منطقة جزاء إشبيلية فجأ بدأ يستشعر بويرتا بالتعب و سقط على ركبتيه و بعدها بثواني سقط على الأرض نتيجة توقف قلبه للحظات, إندفع زملأه نحوه لمحاولة إسعافه حتى وصول الفريق الطبي و بعدها بدقائق نجح في النهوض و الخروج من الملعب و من ثم إتجه إلى غرف خلع الملابس مع الجهاز الطبي لمحاولة تشخيص حالته و لكنه سقط مرة أخرى و تم نقله لوحدة الرعاية الصحية لمستشفى فيرجن دل روسيو حيث تلقى إنعاش قلبي رئوي و بقى في حالة مستقرة لمدة ثلاث أيام حتى يوم 28 أغسطس حيث توفى بويرتا من داخل وحدة الرعاية الصحية في خبر أفجع عشاق كرة القدم و الأسبان و بالأخص جماهير و مسئولين و لاعبي إشبيلية حيث أعلن الأطباء أن نتيجة الوفاة هي مرض قلب وراثي و لم يكن يوجد علاج لهذا المرض و بعد توقف قلبه و أعضائه عانى من تلف في الدماغ.
بعدها بأيام أقامت جنازة كبيرة للاعب حضرها عائلته منها صديقته التي كانت حامل في إبنهم الذي سيولد بعدها بشهرين, أصدقائه في الفريق و إداري النادي, لاعبي الفريق الغريم ريال بيتيس كما حضرها لاعبين أسبان كبار كراؤول جونزاليس سيرجيو راموس و جوتي و كارليس بويول و جماهير النادي.
جنازة بويرتا
قام إشبيلية بحجب رقم 16 تخليدا لذكراه حيث سيرتديه إبنه أيتور إذا لعب الكرة و لعب لإشبيلية و لكن قوانين الليجا منعت ذلك ليتم إعطائه للاعبي الأكاديمية حتى عودة خيسوس نافاس لإشبيلية مرة أخرى في 2017 حيث إرتدى هذا الرقم إلا آلان.
تم تأجيل مباراة إشبيلية أمام أيك أثينا في التصفيات المؤهلة لبطولة دوري أبطال أوروبا لبضعة أيام و تم تكريم بويرتا حيث تم إنشاء بطولة ودية عام 2008 إسمها كأس أنتونيو بويرتا من مباراة واحدة من إشبيلية و فريق آخر و تعود عوائدها لعائلته, كما تم تخليد ذكراه في ملعب رامون سانشيز بيزخوان حيث في الدقيقة 16 يتم نشر صورته في شاشات الإستاد و يقوم الجمهور بالتصفيق لمدة دقيقة كاملة تخليدا لذكرى اللاعب الذي سجل الهدف الذي بدأ كل شئ.