أليكسيس ماك أليستر
” كان وجهي ينفجر إحمرارا عند مقابلتي له، من توتري لم أرِد حتى أن ألقي التحية” يُكمل ماك أليستر حديثه لجريدة ذي أثليتيك عن ليونيل ميسي: ” كان الجميع يناديني في المنتخب بأسم ’كولو‘ وذلك يعني زنجبيل في الأرجنتين، كانوا ينادوني بذلك بسبب لون شعري، أخبرت زملائي إني لا أحب ذلك، ولكن لم يهتموا بي، أخبرهم ميسي حينها أن يتوقفوا عن مناداتي بذلك الأسم“.
ماك أليستر هو ابن مدينة سانتا روزا بمقاطعة لا بامبا بالأرجنتين، هو أيضا صفقة ليفربول الأولى في وسط الملعب منذ ثلاث سنوات تقريبا بعد صفقة تياجو ألكانتارا، لعب ماك أليستر أول مباراة احترافية له في أكتوبر عام 2016 بعمر السابعة عشر مع فريق أرجنتينوس جونيورز.
” بالرغم من كون أليكسيس شخصا هادئا لا يسعي وراء الإهتمام، يمتلك أليكسيس شخصية قوية، يظهر شيئا من الثورية في طريقة لعبه لكرة القدم“.
تصريحات مدرب أرجنتينوس جونيورز أليخاندرو رونكوروني لصحيفة ذي أثليتيك عن ماك أليستر.
أجبر أداء ماك أليستر مع أرجنتينوس جونيورز نادي برايتون أند هوف ألبيون الإنجليزي بالإسراع من عملية التعاقد معه مقابل ثمان ملايين استرليني في يناير عام 2019، أعارة برايتون لنفس الفريق لبقية الموسم، قبل أن يعيره لفريق بوكا جونيورز حتى يناير عام 2020 عندما نجح برايتون في تسجيله حين ذاك.
” كانت بدايته معنا صعبة، أتى إلي بريطانيا في الشتاء في طقس مختلف كليا عن ما تعود عليه، بسبب الغلق الكلي للبلاد بسبب الكورونا، لم يستطع أن يتعرّف على الثقافة الإنجليزية“
تصريحات المدرب جراهام بوتر مدرب برايتون حينها توضح ما مرّ به ماك أليستر حينها، لكن وجود والدته معه في ذلك الوقت بسبب عدم قدرتها على العودة للأرجنتين بسبب الغلق الكلي لبريطانيا، ساعده كثيرا، استغلّ ذلك الوقت جيدا، حيث أنه عمل على تحسين اللغة الإنجليزية و كان ذلك عاملا محوريا في تأقلمه السريع بعد ذلك.
ماك أليستر في ليفربول
كمحاولة متأخرة من يورجن كلوب لإنقاذ الموسم الماضي، تحول الشكل الخططي لليفربول في حالة الاستحواذ على الكرة لتشكيل 3-2-2-3 ( شاهد مقال اعادة بناء ليفربول من هنا ) بدخول أليكساندر أرنولد لوسط الملعب ولعبه كإرتكاز بجانب فابينهو، وامامهما هيندرسون وجونز ليكوّنوا رباعي وسط ملعب، أو ما يُسمي بصندوق وسط الملعب- سُمي بصندوق وسط الملعب لأن بتوصيل الأربع لاعبين السابق ذكرهم سيتكون مستطيل أو مربع– يميل الكثيرون أن أول من استخدم ذلك الشكل في وسط الملعب في الموسم الماضي في البريميرليج هو برايتون بقيادة دي زيربي، ومن ثمّ استخدم كلوب تقريبا الفكرة نفسها باختلاف أدوار لاعبي وسط الملعب.
يميل كيرتس جونز في ذلك الشكل الخططي الجديد إلى أن يتبادل الأدوار مع لويس دياز بين الخروج للخط أو الدخول في عمق الملعب في أنصاف المساحات، وذلك المركز و تلك الأدوار تبرز أهم أسلحة ماك أليستر و تخفي نقاط ضعفه، ولذلك من المرجح أن يلعب ماك أليستر نفس الدور الذي كان يلعبه جونز في نهاية الموسم مع ليفربول.
روبيرتو دي زيربي مدرب برايتون الحالي كان قد صرّح أنه سوف يتحدث مع ماك أليستر بشأن المركز الذي يفضل أن يلعب فيه بعد كأس العالم، حيث أن دي زيربي كان يُشركه قبل كأس العالم كلاعب 6 بجانب اللاعب كايسيدو، لكن ماك أليستر كان يفضل دائمًا أن يلعب بشكل متقدم في الملعب، وبالفعل هذا ما حدث منذ نهاية كأس العالم، باعتماد دي زيربي على ماك أليستر في مركز 8 متقدم أو مركز 10، وهذا بالضبط ما سيفعله ليفربول معه في الموسم القادم.
مهارات التمرير:
من أهم الصفات التي يتمتع بها ماك أليستر هي التمرير القصير لزميل ثم التحرك سريعا إلى مساحة فارغة واستلام الكرة مرة أخرى أو ما يُسمي ب”Combination play”
ففي نهائي كأس العالم أظهر ماك أليستر أنه متميز في هذه المهارة
أظهر ماك أليستر أنه يمتلك الوعي الكافي بمكان زملائه، مما أتاح له تمرير الكرة من لمسة واحدة لميسي، ثم التحرك خلف خطوط الدفاع لإستلام الكرة من ألفاريز، ثم صناعة الهدف بشكل رائع لدي ماريا.
في مرة أخري في نفس المباراة، ماك أليستر يبدأ بالتحرك في المساحة بمجرد إستلام ميسي للكرة.
انتظار ماك أليستر للكرة وهو في وضع الحركة مع مراقبة المكان الذي سيمرر ميسي إليه الكرة.
محاولة ماك أليستر للحفاظ على الكرة بالرغم من ضغط المدافع عليه.
نجاح ماك أليستر في الحفاظ على الكرة وتمريرها بإتجاه دي ماريا.
الشكل الخططي الجديد لليفربول يحتاج لديناميكية خاصة من لاعبي الوسط، للاستفادة من نزول جاكبو المتكرر لوسط الملعب لخلق خيار تمرير جديد، سيلمع ماك أليستر في مركز كيرتس جونز بسبب امتلاكه لهذه المهارة بشكل ممتاز لأنه سيكون قادرا على ربط اللعب بشكل مميز مع جاكبو ومع لاعب الوسط الآخر.
لا يقتصر تميّز ماك أليستر في التمرير على التمريرات القصيرة فحسب، حيث أنه يتميز بتمريراته التي تكسر خطوط الخصم أيضّا.
تعودنا في حقبة كلوب على هذا النوع من التمريرات التي كان يقوم بها فيرمينهو باتجاه صلاح في كثير من الأحيان، حيث أن كان صلاح يمرر الكرة الى فيرمينهو مثلما فعل لامبتي إلي ماك أليستر، و بعدها يرمي فيرمينهو الكرة لصلاح ليضعه في موقف 1 ضد واحد مع الحارس، ماك أليستر يستطيع أن يفعل ذلك سواء لصلاح أو للويس دياز علي الجهة الأخرى.
نوع آخر للتمريرات التي تكسر خطوط الخصم هي التمريرات تحت ضغط، كان ماك أليستر في هذه الصورة تحت ضغط من جندوجان، لكنه نجح في تمرير الكرة باتجاه ويلبيك.
ويلبيك وهو يستلم الكرة من ماك أليستر بعد قيامه بتمريرة كسرت خط ضغط مانشستر سيتي.
يستطيع ماك أليستر أيضا لعب الكرات القطرية الطولية للخروج من الضغط.
تروسارد على الخط و هو يستلم الكرة من ماك أليستر.
صنع ماك أليستر مع برايتون 113 تمريرة قطرية في البريميرليج هذا الموسم، بنسبة نجاح تصل إلى 89%.
أما مع منتخب الأرجنتين في كأس العالم نسبة دقة تمريرات ماك أليستر وصلت إلى 88%.
الصورتين السابقتين لمحلل الداتا يحيي رشوان: Rush1_Analytics على تويتر.
و بتحوّل ماك أليستر للاعب 10 أصبح ماك أليستر هو أكثر لاعبي الدوري الإنجليزي استلاما للكرة في ما يطلق عليها ” المنطقة رقم 14 ” أو المساحة التي أمام المرمى خارج منطقة ال18 وهو أيضا أكثر من يمرر الكرة من هذه المنطقة.
الصورة لمحلل الداتا: BeGriffis على تويتر باستخدامه أوبتا.
ماك أليستر يمتلك في جعبته أكثر من نوع من التمريرات، يستطيع أن يمرر تمريرات قصيرة و يتحرك للمساحة الفارغة، يستطيع أن يلعب كرات خلف خطوط الخصم، و يستطيع أن يكسر خطوط الخصم سواء بتمريرات أرضية أو بتمريرات قطرية، تفوق ماك أليستر في التمريرات هو تفوّق نوعي، وأيضا تفوّق كمّي بنسبة نجاح عالية في جميع أنواع تمريراته.
مهارة الانعطاف و الدوران بالجسد أو :Twisting and turning
من أصعب المهارات و أندرها في لاعبي كرة القدم هي مهارة الإنعطاف و الدوران بالجسد، حيث إنها تحتاج إلي لياقة بدنية و ليونة جسد وتوافق عضلي عصبي عالي المستوي، هذه المهارة على سبيل المثال هي ما تميز لاعب مثل بيرناردو سيلفا بجانب قدراته الممتازة على الاستلام تحت ضغط.
أظهر ماك أليستر أنه يمتلك هذه المهارة في نهائي كأس العالم، حيث أنه استلم الكرة من زميله، ثمّ بسرعة شديدة مرر الكرة من قدمه اليسرى لقدمه اليمنى، ثم استدار حول مركز جسده دورة كاملة 360 درجة، وبذلك استطاع أن يحافظ على الكرة وأيضّا أن يجعل نفسه مواجه لمرمى الخصم.
كرر ماك أليستر تقريبا الأمر نفسه أمام الأرسنال في البريميرليج، فالأمر لم يكن صدفة، وأظهر أنه يستطيع أن يفعل ذلك في مباريات كبيرة مثل نهائي كأس العالم وأمام وصيف الدوري الإنجليزي، فهل سيصبح هذا الدوران علامة مسجلة بأسم ماك أليستر في المستقبل؟
مهارة حماية الكرة أو ما يُسمي Shielding :
هذه المهارة هي واحدة من أهم مهارات أي لاعب وسط، لا يوجد مدرب مهما كانت فلسفته لا يهتم بهذه المهارة، تعتمد هذه المهارة على وضع اللاعب جسده بين الكرة و بين لاعب الخصم بغرض أن تمنع لاعب الخصم من قطع الكرة، تعتمد هذه المهارة على إستخدام الجذع و اليدين و محاولة توقّع الزاوية التي سيحاول منها الخصم قطع الكرة.
تم الضغط على ماك أليستر وهو بحوزته الكرة، وقام بإستخدام يديه الاثنين لكي يدفع لاعب الخصم و محاولة الوقوف بقوة بإستخدام قدميه و فخذيه و جذعه لكي يُثبّت جسده في الأرض، وبالتالي يكون قد منع لاعب الخصم من الوصول للكرة، و يمكن أن نلاحظ أيضا أنه في نفس اللقطة يستخدم مهارة الانعطاف والدوران بالجسد وهو يقوم بحماية الكرة.
وفي لقطة اخرى يستخدم ماك أليستر يده وظهره وجذعه للحماية، لاحظ أن اللمسة الأولى للاعب لم تكن مثالية حيث أن الكرة ارتفعت من على الأرض- سنستخدم تلك المعلومة بعد قليل-، لكن رغم ذلك استطاع أن يضع جسده بين الكرة وبين لاعب الخصم، الغرض دائما من هذه المهارة هي عدم خسارة الاستحواذ في أماكن خطيرة.
وفي لقطة اخرى استلم ماك أليستر الكرة بصدره، استخدم جسده لحماية الكرة من اللاعب الذي يضغط عليه من الخلف، ثمّ رفع ماك أليستر الكرة قليلا باستخدام قدمه اليمنى لحرمان لاعب الخصم الآتي بسرعة من خلفه من الكرة، ثمّ استخدم مهارة الانعطاف بجسده لكي يراوغ لاعبين اثنين، و في النهاية استخدم جسده مرة أخرى لكي يجبر لاعبي السيتي على عرقلته واحتسب الحكم خطأ لمصلحته.
مهارة الانعطاف والدوران بالجسد، ومهارة حماية الكرة، هما مهارتين نادرتين، والنادر بحق هو وجود لاعب يمتلك المهارتين سويا، لما يحتاجانه من قوة وليونة جسدية، وتوافق عصبي عضلي.
إستلام الكرة بالقرب من منطقة الجزاء و ظهره للملعب ( استلام الكرة كلاعب رقم 6)
من العدل أن نقول أن استلام ماك أليستر للكرة و ظهره للملعب كلاعب رقم 6 هي ليست من أفضل صفاته، بالرغم من إنه يقوم بكشف الملعب بشكل دوري بعينه، لكن اللمسة الأولي عند إستلام الكرة ليست من أفضل الخصائص في اللاعب، من الممكن أن تتحسن لمسته الأولي في المستقبل، وأيضا أحيانا يأخذ بعض القرارات الخاطئة في مركز خطير في الملعب كمركز رقم 6.
لمسة أولى سيئة للاعب جعلت الكرة ترتفع من على الأرض، و جعلت مهمة حمايتها صعبة.
قرار خاطئ بالاحتفاظ بالكرة ومحاولة حمايتها، بدلا من اللعب للظهير الأيمن على سبيل المثال.
لذلك أعتقد أن أفضل مركز لماك أليستر هو رقم 10 أو رقم 8، حيث أن لديه مقومات هجومية عديدة يجب استغلالها في هذا المركز، و أيضا، قراراته الخاطئة أحيانا، ولمسته الأولي في لحظة استلامه للكرة و ظهره للملعب ليسوا من أفضل صفاته فذلك يجعل مركز رقم 6 ليس المركز الأمثل له.
القدرات الدفاعية:
كما هو الحال لكل لاعبي الوسط الذي يفضلهم يورجن كلوب، يجب أن يتميز كل منهم بالجانب الدفاعي، ولذلك ماك أليستر هو اللاعب الوحيد في الدوري الإنجليزي هذا الموسم الذي قام بأكثر من سبعين ( 70+) تسديدة على المرمى وأكثر من سبعين عرقلة في نفس الموسم، طبقا لموقع WhoScored.
من أهم أسلحة كلوب هو الضغط العكسي- أي محاولة إسترجاع الكرة بسرعة بعد فقدانها-يمكننا أن نرى أن ماك أليستر يتمتع باللياقة البدنية اللازمة لتطبيق ذلك.
ماك أليستر هو من أكثر لاعبي الدوري الإنجليزي في نسبة نجاح العرقلات في الثلث الأوسط من الملعب، حيث أن نسبة نجاحه هي 51%، هذه النسبة عالية حيث أنها تضعه ضمن الأفضل في مركزه في الدوري.
الصورة لمحلل الداتا يحيي رشوان: Rush1_Analytics على تويتر
في نهائي كأس العالم كان دور ماك أليستر محوريا مع الأرجنتين في الضغط وقطع الكرات من الخصم.
عندما أتيحت له الفرصة، أنقضّ على لاعب الخصم لإستخلاص الكرة منه.
لا يكتفي ماك أليستر بقطع الكرات فحسب، حيث أنه يقطع الكرات و يبدأ هجمة مرتدة خطيرة بتمرير الكرة إلى ميسي.
قام ماك أليستر بتمرير الكرة لميسي، ثم التحرك سريعا في المساحة إستغلالًا لسرعته وقوته، ونجح في إستلام الكرة من ميسي، وذهب في موقف 1 ضد 1 مع الحارس، لكن نجح للوريس في منعه من التسجيل.
استطاع ماك أليستر في الموسم المنقضي تمرير الكرة بعد استرجاع الاستحواذ بنسبة تصل إلى 84% وهي نسبة عالية مقارنةً بجوردان هيندرسون بنسبة 70% فقط في نفس الموسم.
مع المقارنة مع جيني فينالدوم مع ليفربول موسم 2018-2019 في نفس الإحصائية، نجد تفوق طفيف لجيني فينالدوم بنسبة 89% لكن بتمريرات أقل للأمام مقارنة بماك أليستر.
الصورتين لمحلل الداتا: Pranav_m28 علي تويتر باستخدامه داتا من أوبتا.
يتمتع ماك أليستر بقدرات بدنية جيدة جدا تجعله قادرا على الضغط العكسي الذي لا غني عنه لكلوب، أيضا هو قاطع جيد للكرات، وهو من أفضل لاعبي الدوري في تدوير الكرة بعد استرجاعها.
ماك أليستر هو من أكثر لاعبي الوسط في البريميرليج شموليةً، يستطيع فعل العديد من الأمور، بالطبع لديه بعض العيوب، لكن مع مدرب عظيم مثل يورجن كلوب، بوضعه في شكل خططي يبرز أهم مميزاته، من الممكن أن يكون أليكسيس ماك أليستر حجر الأساس لإعادة بناء ليفربول من جديد.
والآن نترككم مع أغنية ماك أليستر الجديدة المصنوعة كليًا بالذكاء الاصطناعي
إنتهى .