الخوف من الفشل
في ليلةٍ جسدت معنى الكفاح حتى اللحظات الأخيرة، التقى أرسنال بمانشستر سيتي في ملعب الإمارات ضمن منافسات الجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2025/2026، ولم تنتهِ القصة إلا عند الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، حينما أزاح غابرييل مارتينيلي الأنفاس عن جماهير المدفعجية بهدفٍ رائعٍ لُعب بالكعب الخارجي وسدد الكرة فوق الحارس دوناروما، محققًا التعادل بعد أن كان سيتي قد تقدّم بهدَفٍ مبكرٍ من هالاند بعد تسديدةٍ من تمريرةٍ حاسمة من ريِجِنِدرس.
أسدل التعادل الستار على مباراةٍ شهدت انتظارًا وتوترًا، هيمنت خلالها السيطرة الحقيقية على الكرة لأرسنال الذي استحوذ على نحو 66-67٪ من المجريات، لكن السيتي ظُلّمَ لا من ناحية النتيجة فحسب، بل أيضاً من ناحية الأسلوب الدفاعي المتوازن الذي اختاره، ليُعارض الصورة التقليدية للفريق بقيادة بيب غوارديولا.
النتيجة تُبقي أرسنال قريبًا من الصدارة—وإن كان متخلفًا بعد المنافسين، فيما سيتي كذلك لا يزال يبحث عن استقراره المبكر هذا الموسم. المباراة أكّدت أنّ الفارق في قمة الدوري ليس فقط في صناعة الفرص، بل في القدرة على الصمود، والخلطة الصحيحة من التركيز، والروح التي لا تعرف الاستسلام حتى بعد أن يلوح الهدف بيده
الهدف الأول
حتي الان يمثل رايندرز واحده من افضل الصفقات التي قام بها في اخر سنوات لقد قدم دلائل كثيرا انه عمود من اعمده مان سيتي الاساسيه خصوصا بعد غياب طويل من وجود مهارات في الوسط اما بأصابه ديبروين في العام الماضي او هبوط مستوي فودين واصاباته المتكرره ، هنا لاحظ رايندرز بوجود هالاند وعرف انه سيكون الورقه الرابحه ، هنا تظهر المهاره
هنا بدأ رايندرز بتوهم المدافعين انه سيمرر الكره لدوكو بوضعيه جسده المتجهه ناحيه دوكو حتي تتهيز المساحه ل هالاند وقد كان ، وكان علي مدافعي الارسنال ان يفعلوا عكس ذلك حيث كان عليهم الميل ناحيه هالاند حتي لو كان ذلك سيترك مساهه لدوكو ولكن انه علي الطرف اكثر خطوره من العمق ودكو اقل خطوره من هالاند
التغيير مطلوب
في لحظة بدت غريبة على هوية مانشستر سيتي تحت قيادة غوارديولا، جاء الهدف المبكر عبر هالاند ليغيّر من شكل المباراة تمامًا. فبدل أن يضاعف السيتي ضغطه كما اعتاد، فضّل مدربه أن يترك زمام المبادرة لآرسنال، ليسجَّل مشهد غير مألوف: استحواذ جاوز سبعة وستين في المئة لأرسنال مقابل ثلاثة وثلاثين فقط للسيتي، وهي من أدنى نسب امتلاك الكرة في مسيرة غوارديولا بالدوري.
ولئن كان ذلك مجرد قراءة رقمية في أعين البعض، فإن تبديلات المدرب الإسباني جاءت لتؤكد أن الخيار كان واعيًا ومدروسًا؛ فخروج فيل فودن ودخول ناثان آكي رسّخ توجهًا دفاعيًا صريحًا، بينما جاء التبديل الأوضح في الدقيقة السادسة والسبعين حين أخرج غوارديولا إيرلينغ هالاند ودفع بنيكو غونزاليس
وهنا خسر السيتي كل شيء بعد ما كان يمتلك بناء اللعب بلعب الكرات الطويله علي هالاند وكان يمتلك بفوز هالاند في الصراعات الهوائيه كثيرا من الوقت الا ان فقد السيتي كل هذا بخروجه ، في إشارة إلى أن الأولوية باتت لتأمين المساحات الخلفية والبحث عن التحولات بدل الاستحواذ المتواصل. وهكذا تحوّل السيتي إلى شكل أقرب إلى خمسة-أربعة-واحد، تاركًا الاستحواذ لأرسنال ومفضّلًا التماسك والانتقال المباشر على حساب الهوية الكلاسيكية التي طالما عُرف بها .
دوناروما المؤثر
لم يكن الظهور الأول لدوناروما في قمة بحجم آرسنال وسيتي عاديًا؛ فالحارس الإيطالي قدّم مباراة واثقة في معظم فتراتها، حيث تصدّى لثلاث تسديدات مباشرة على مرماه وخرج أكثر من مرة لالتقاط الكرات العرضية مانحًا فريقه شعورًا بالثبات الدفاعي ، و الركنيات التي هي من اهم ما يميز فريق الارسنال وعادهً ما تنقذ الركلات الركنيه تعثرات ارسنال دوناروما افسد اغلبها
غير أن كل ذلك تلاشى في اللحظات الأخيرة حين أخطأ في تقدير تمريرة إيبيريتشي إيز لمارتينيلي، فتقدّم خطوات زائدة عن مرماه وترك مساحة خلفه استغلها الجناح البرازيلي بلمسة لوب دقيقة في الدقيقة السابعة والثمانين ليقتنص التعادل لأرسنال. ورغم أن دوناروما هيمن داخل منطقة الجزاء طوال أغلب فترات اللقاء، فإن هفوة اللحظة الأخيرة جعلت مساهمته تُقرأ في خانتين: قوة وسيطرة في معظم المجريات، وخطأ كلّف فريقه فقدان نقطتين ثمينتين
مشاكل و تفوق
من أبرز ملامح الشوط الأول كان التفوق الدفاعي الواضح لمانشستر سيتي عبر الظهير أورياولي، الذي قدّم أداءً صلباً على جانبه وتمكّن من إغلاق المساحات أمام نوني مادويكي بشكل كامل، حتى بدا الأخير خارج الإيقاع وغير قادر على فرض نفسه كلاعب أساسي في مواجهة بهذا الحجم. ومع دخول بوكايو ساكا في الشوط الثاني تغيّر المشهد تدريجياً، إذ منح أرسنال حلولاً هجومية أكثر اتزاناً على الجناح وبدأ يخلق تهديداً متكرراً أربك الخط الخلفي للسيتي. وفي وسط هذا التراجع الدفاعي من رجال بيب، لم ينجح فيكتور جويكيريس في استغلال الكرات الهوائية أو التسجيل، وهو ما يطرح من جديد علامات الاستفهام حول ما إذا كان أرسنال قد وجد فعلاً المهاجم القادر على صنع الفارق في المباريات الكبرى. ومع ذلك، كان تدخل ميكيل أرتيتا حاسماً حين أشرك إيبيريشي إيزي بدلاً من ميرينو، ليمنح الفريق اللمسة الإبداعية المفقودة في وسط الملعب، وهي اللمسة التي ظهرت جلياً في هدف التعادل. فقد كان أرسنال بأمس الحاجة إلى لاعب يمتلك القدرة على التمرير في العمق والتحرك بالكرة بمرونة لفك التكتلات الدفاعية، وهو الدور الذي أدّاه إيزي ببراعة وأعاد لفريقه التوازن الهجومي في الأوقات الحاسمة
جوارديولا راضي
تغير بيب كثيرا عن الذي نعرفه ظهر اكثر تحفظاً وخوفاً من الخساره ، بعد صافرة النهاية بدا بيب غوارديولا متقبّلاً للنتيجة رغم مرارة فقدان الفوز في اللحظات الأخيرة. فقد اعترف بأن أرسنال كان الطرف الأكثر سيطرة على مجريات اللعب، مؤكداً أن التعادل في ظل هذه الظروف نتيجة مقبولة بالنسبة له. وأوضح أيضاً أنه عانى من الضغط المتواصل الذي فرضه أرسنال، مشيراً إلى أنه لا يفضّل هذا النوع من المباريات حيث يجد فريقه مضطراً للتراجع والدفاع بعيداً عن مرمى الخصم، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الخروج بنقطة من ملعب صعب يظل أمراً إيجابياً في صراع طويل مثل الدوري الإنجليزي.