مكسب وصحوة مستمرة
في مباراة قوية أثبت فيها برشلونة تفوّقه على خيتافي، انتهى اللقاء بفوز ساحق بثلاثة أهداف نظيفة. افتتح فيران توريس التسجيل بعد تمريرة مميزة من داني أولمو، وأضاف الهدف الثاني من تمريرة رائعة من رافينيا، قبل أن يختتم أولمو الثلاثية بعد صناعة متقنة من ماركوس راشفورد. سيطر الفريق الكتالوني على مجريات اللعب بفضل استحواذه الكثيف وتنويع حلول البناء الهجومي، بينما اكتفى خيتافي بمحاولات عبر المرتدات التي لم تشكل خطراً حقيقياً
بفضل هذا الفوز، ارتفع رصيد برشلونة إلى 4 انتصارات و 1 تعادل حتى الآن في الدوري هذا الموسم، ليواصل الفريق مسيرته بثبات نحو المنافسة على الصدارة. وفيما يلي سنسلّط الضوء على أبرز الإشكالات الفنية والأفكار التكتيكية التي ظهرت في المواجهة، لكن قبل ذلك سنتوقف عند بعض الأرقام التاريخية بين الفريقين
تاريخ المواجهات بين برشلونة وخيتافي
يميل التاريخ بين الفريقين بوضوح إلى برشلونة، حيث التقى الطرفان أكثر من 35 مرة في الدوري الإسباني، نجح خلالها برشلونة في تحقيق ما يزيد على 25 انتصارًا، مقابل أقل من 5 انتصارات لخيتافي، فيما انتهت بقية المباريات بالتعادل. وعلى مستوى الأهداف، أحرز برشلونة أكثر من 80 هدفًا في شباك خيتافي، بينما اكتفى الأخير بتسجيل أقل من 30 هدفًا، ما يعكس الفارق الكبير بين الطرفين على الصعيدين التاريخي والفني
يميل التاريخ بين الفريقين بوضوح إلى برشلونة، حيث التقى الطرفان أكثر من 35 مرة في الدوري الإسباني، نجح خلالها برشلونة في تحقيق ما يزيد على 25 انتصارًا، مقابل أقل من 5 انتصارات لخيتافي، فيما انتهت بقية المباريات بالتعادل. وعلى مستوى الأهداف، أحرز برشلونة أكثر من 80 هدفًا في شباك خيتافي، بينما اكتفى الأخير بتسجيل أقل من 30 هدفًا، ما يعكس الفارق الكبير بين الطرفين على الصعيدين التاريخي والفني
حتى في كأس الملك، ظل برشلونة الطرف الأكثر تفوقًا، حيث تواجها في أكثر من نسخة، من أبرزها نصف نهائي موسم 2006-2007، حين فاجأ خيتافي الجميع بتحقيق فوز تاريخي على ملعبه بنتيجة 4-0 بعد أن خسر ذهابًا بخماسية من برشلونة، ليقصيه من البطولة في واحدة من أبرز مفاجآت الكأس. ومع ذلك، بقي برشلونة في أغلب المواجهات هو الطرف الأقوى والأكثر فاعلية
تُظهر هذه الأرقام أن التاريخ يصبّ في مصلحة برشلونة، لكن مباريات الفريقين كثيرًا ما تحمل طابع التحدي، حيث يسعى خيتافي دائمًا لإثبات شخصيته أمام العملاق الكتالوني، حتى وإن كان التفوق التاريخي والإمكانات يميلان بوضوح إلى البارسا
فكرة فليك لاختراق دفاعات خيتافي
يعتمد فليك منذ فترة على هذه الفكرة التكتيكية، والمتمثّلة في تثبيت قلوب دفاع الخصم عن طريق لاعبي برشلونة الموجودين داخل الممرات النصفية، بما يقيّد تمركزهم ويُحدث فراغات في العمق وفي المساحات النصفية، ليأتي دور الجناح في استغلال هذه المساحات عبر الاختراق من الجهة المقابلة
.....في الحالة القادمة سنوضح الفكرة
الحالة تتعلّق بالهدف الأوّل؛ حيث نلحظ تقدّم كوندي بشكلٍ مقصودٍ لسحب أحد مدافعي خيتافي خارج منطقته، وفتحِ المساحة أمام رافينيا للدخول في مواجهةٍ فرديةٍ مباشرةٍ مع الظهير. وفي الوقت نفسه، تحرّك توريس بذكاء نحو المساحات النصفية، ممّا أجبر قلبَ الدفاع الأيسر لخيتافي على متابعته، وهو ما خلق خلخلةً واضحةً في الخطّ الخلفي، وخصوصًا خلف هذه المساحة
يتّضح في هذه اللقطة نجاح رافينيا في تجاوز الظهير، فيما يتولّى فيران تثبيت المدافع عبر تمركزه الذكي بالقرب من القائم القريب. في المقابل، يتحرّك ليفاندوفسكي باتجاه الطرف لسحب قلب الدفاع معه، وهو ما أسفر عن خلق مساحة واسعة في عمق وأيضا لتحرير داني اولمو. هذه المساحة استغلّها داني أولمو بتحرّك ذكي في ظهر خط الدفاع، قبل أن يمرّر رافينيا الكرة بدقّة نحو المساحة المستهدفة
توظيف فيران توريس
توظيف فيران توريس في آخر المباراة كان مميزًا وملائمًا لخصائصه؛ إذ منحه المدرب حرية أكبر للتحرك بين الخطوط وصناعة المساحات. هذه الأدوار الجزئية أتاحت له استغلال سرعته وقدرته على التحرّك دون كرة، بعيدًا عن الالتزام الصارم بمركز المهاجم الصريح
في المباريات السابقة، أُوكلت إليه مهمة المهاجم الأساسي الذي يثبت المدافعين في الخط الأخير للخصم، غير أنّ هذا الدور كشف بعض القصور، إذ حدّ من فاعليته وقلّل من مرونته الهجومية، فبدا جليًّا أنّه لا يُعد الخيار الأمثل لشغل هذا المركز بشكل دائم
والمشكلة الأكبر هي التحركات على مستوى الصندوق، التي تُظهر بوضوح أنّ لديه مشكلة، وهذا شيء لا غنى عنه بالنسبة لبرشلونة فليك
ولكن في مواجهة خيتافي، لعب فيران دور اللاعب الحر بامتياز، حيث تحرّك بذكاء في المساحات وغيّر تموضعه بين الخطوط بمرونة كبيرة، الأمر الذي منح برشلونة حلولاً في الثلث الهجومي مع تواجد اولمو ايضا. وقد استفاد توريس من تثبيت ليفاندوفسكي "المهاجم الصريح للفريق" لخط دفاع خيتافي، مما أتاح له حرية أكبر في استلام الكرة وصناعة التفوق في مناطق متقدمة بحكم ذكائه في التحرك في المساحات الكبيرة وقوته البدنية
تغير في خط الدفاع
تم تغيير طريقة دفاع الفريق، حيث إن الاعتماد في الكرات المكشوفة يكون على رجوع الفريق للخلف
الكرات المكشوفة هي عبارة عن حالةٍ يكون فيها الخصم مستحوذًا على الكرة، وهو في مواجهة مباشرة مع مرمى الخصم بالنسبة له
فريق برشلونة عادةً ما كان يواجه الكرات المكشوفة، وعلى غير العادة تقدّم خط دفاعه إلى الأمام لتطبيق مصيدة التسلل
لكن في آخر مباراتين، أظهر برشلونة ميلاً واضحًا بتراجع في حالات لعب الكرات المكشوفة بنسبة للخصم، مع تراجع منظم لخط الدفاع نحو العمق، وذلك كخيار لتقليل المخاطر الناتجة عن الاعتماد المفرط على مصيدة التسلل، والحد من قدرة المنافس على استغلال المساحات خلف الخط الخلفي
اعتمد برشلونة في الضغط على الثنائي الظهير والجناح على الطرف، مع استعداد المدافع للميل إلى الجهة لتغطية المساحة خلف الظهير، ونزول لاعب من الوسط ليشغل مكانه
في النهاية، بدا فريق برشلونة في تحسّن، وتوجد تغييرات على مستواه في آخر مباراتين، خصوصًا في اللعب بدون كرة، سواء على مستوى الضغط العالي أو المتوسط