كيف إستطاع إنريكي ترويض أستون فيلا ؟

هذه المباراة أحد قمم دوري الأبطال هذا الموسم، وهي من القمم المنتظرة لأنها كانت بين مدربين من صفوة مدربي كرة القدم الفترة الأخيرة، بعد مشاهدة المباراة وفي محاولة مني لتفكيك أفكار المدرب الأسباني انريكي لاختراق الكتلة الدفاعية المنخفضة لنظيره الأسباني أوناي إيمري يأتي مقالنا التالي لتوضيح الأفكار وكيفية تنفيذها.

انريكي مدرب معروف تحت مسمي اللعب التموضعي "وإن كنت ضد تسمية الأساليب" ولكن هذا هو الشائع، لكن أسلوب إن إنريكي يتنوع فيه التمركز وهناك هوامش حرية كبيرة للاعبيه ولكن داخل الإطار أو الهيكل المحدد.

إنريكي في مواجهة إيمري حاول تفكيك الكتلة المنخفضة والمتوسطة عن طريق تحركات الأظهرة "خصوصا" والتحركات الداخلية "عموما" وهي التحركات ما بين الظهير والمدافع وهي من نقاط ضعف دفاع ايمري لأن ايمري بيغلق هذه المناطق بوقوف المحاور فيها عن طريق مراقبة محاور الخصوم، لكن ماذا لو محاور الخصوم كانت بعيدة عن هذه المناطق؟

في الحالة الأولي سنجد حكيمي ومينديش أظهرة باريس متمركزين في مناطق عالية من الملعب وهي تمركزات أولية فقط وليست دائما لأن باريس فريق حركي ديناميكي لا يعتمد علي الثبات أو جمود لاعبيه في مناطق معينة.

مع حركة الكرة لليمين سنجد تحرك من حكيمي للطرف وخلف المدافع حتي يستلم الكرة خلفه.

بعد استلام حكيمي يرجع الفريق الخصم ككتلة واحدة داخل المنطقة ب ٩ لاعبين وهذه كانت المشكلة لأن النمط أو الفكرة كانت تحريك الكتلة داخليا أكثر حتي تتاح فرص علي حدود منطقة الجزاء للتسجيل.

التحرك من خلف المدافعين في الكتلة المتوسطة المنخفضة كانت من حلول الفريق أيضا واعتمادا علي نفس المبدأ في الفكرة الأولي. مع حركة فيتينا وفتح جسده للجزء الآخر للملعب بدأ حكيمي بالتحرك هو الآخر.

ولكن بعد الاستلام طالت الكرة من حكيمي وخرجت خارج الملعب.

من نفس الفكرة لكن بتنفيذ مختلف، حكيمي متمركز داخل المنطقة وفي المساحة بين الظهير وقلب الدفاع، يرتكز ويقوم بدور المحطة حتي يستند عليه ديمبيلي وبعد الاستناد يتحرك خلف خط الدفاع.

من ثم دخول الفريق للمنطقة بعدد كبير واتاحة الفرصة للتسديد من خارج المنطقة.

بالفعل ظهر فيتينا واستلم الكرة وسدد وكانت خطيرة.

نفس الفكرة وبتنفيذ مختلف هو عن طريق لعبة الرجل الثالث بعد تمرير ما بين ديمبيلي ورويز يتحرك حكيمي في المساحة خلف المدافعين لاستلام الكرة.

بالتالي دخول ٩ لاعبي استون فيلا للمنطقة وظهور فرصة علي منطقة الجزاء للتسديد.

ظهر فيتينا ولكن تأخر ديمبيلي في التمرير.

الفكرة تحولت كهدف لكن في آخر المباراة، الهدف الثالث كان عن طريق نفس الفكرة لكن من ناحية مينديش، هنا مينديش يتمركز في المساحة الداخلية.

بعد استلام ديمبيلي وتعديل حركة جسده بدأ مينديش في التحرك لاستلام الكرة خلف المدافعين واستلمها وراوغ وسجل الهدف الأخير في المباراة.

هي لم تكن فكرة بشكل خاص إنما هو مبدأ من مبادئ إنريكي، الهيكل وتمركز اللاعبين لكن مع تغيير اللاعبين المنوطين بالتحرك في هذه المناطق لحكيمي ومنديش جعلها فكرة قوية لأنهم لاعبين أقوياء في الركض خلف الخطوط وطلب الكرة في المساحة.