شهدت مواجهات الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة في نهائي كأس ملك إسبانيا لحظات حاسمة في تاريخ الكرة الإسبانية، حيث التقى الفريقان في ثمانية نهائيات حتى عام 2025 حقق ريال مدريد الفوز في أربع منها بينما فاز برشلونة في أربع مناسبات أيضًا، مما يبرز التنافس الشديد بين الغريمين.
تعود أولى هذه المواجهات إلى عام 1936، حيث فاز ريال مدريد بنتيجة 2-1 وفي عام 1968، انتصر برشلونة بهدف دون رد في مباراة غرفت بـ "نهائي الزجاجات" بسبب احتجاجات جماهير ريال مدريد أما في عام 1974 ، فقد حقق ريال مدريد فوزا كبيرا بنتيجة 4-0 وفي عام 1983 ، فاز برشلونة 2-1، ثم كرر الفوز في عام 1990 بنتيجة 2-0 وفي نهائي 2011، سجل كريستيانو رونالدو هدف الفوز لريال مدريد في الوقت الإضافي. وفي عام 2014، أحرز غاريث بيل هدفًا شهيرًا قاد به ريال مدريد للفوز 2-1 وأخيرًا، في نهائي 2025، فاز برشلونة 3-2 بعد التمديد، ليعادل عدد الانتصارات في النهائيات بين الفريقين.
تعد هذه النهائيات تجسيدا للتنافس التاريخي بين ريال مدريد وبرشلونة، حيث تتجاوز المباريات حدود الرياضة لتصبح جزءًا من الثقافة الكروية الإسبانية.
في ظل وجود بيدري و ديونع كان من المعروف مسبقاً عدم قدرة ريال مدريد على الاستحواذ، بسبب قدرة الثنائي على الهيمنة فوق الكرة، هدف ريال مدريد في عملية الدفاع كانت وجود مراقبة لصيقة على الثنائي، بحيث يمنع لاعبي ريال مدريد ثنائي برشلونة من التعامل بأريحية، من جانب ريال مدريد كان هناك التزام بمراقبة الثنائي وقفل مسارات التمرير بالأخص على أولمو لأن من المعروف إن برشلونة من أفضل الفرق في اللعب العمودي وبالأخص لما يكون اولمو هو اللاعب اللي هيستلم بين الخطوط.
جود بيلينغهام مكلف بمراقبة دي يونغ و فالفيردي مكلف بمراقبة بيدري، تشواميني مكلف بمراقبة أولمو وعدم السماح له بالتحرك أو الهروب منفردًا، فينيسيوس ورودريغو مكلفين بالضغط على قلوب الدفاع.
المشكلة اللي كانت بتواجه برشلونة هي إن خيار التمرير العمودي أصبح صعب بسبب إن ريال مدريد قافل العمق ومراقب أولمو جيداً عن طريق تشواميني، فران توريس أحياناً كان يضطر أن ينزل للاستلام، لكن المشكلة إن ذلك يجعل برشلونة يخسر لاعب في العمق مما يسهل المهمه على قلوب الدفاع، هذه حالات عن مراقبة تشواميني اللصيقة لـ أولمو.
ولأن أولمو كان بيواجه صعوبه في اللعب في مساحاته المفضله بأريحيه كان بيضطر إنه ينزل لتحت أكثر لاستلام الكرة، وهنا كان نجاح من تشواميني إنه يبعد أولمو عن مساحاته المفضله ويبعده عن تشكيل الخطورة
من الحالات النادرة في المباراة الذي استطاع فيها أولمو بالهروب والتمركز في مساحاته المفضلة.
برشلونة اعتمد على اللامركزيه في حالات مختلفه بعد صعوبه الاختراق من العمق بسبب المراقبة لتشتيت لاعيبة ريال مدريد، في هذه الحالة بيدري وديونغ في عملية تبادل مراكز، تحرك بيدري خلف جود بيلينغهام واستلم الكرة في المساحة بالفعل.
جود وفالفيردي بجانب مراقبتهم اللصيقه لثنائي وسط برشلونة، كانوا بيتحركوا بوضعيات تقفل المسارات على أولمو وتوريس، وفي حالات كثيره فالفيردي وجود بيلينغهام لم يتم استفزاهم للضغط، لأن كان هدف لاعيبة برشلونة هو سحب جود بيلينغهام وفالفيردي من أماكنهم للتمرير بين الخطوط، لكن جود بيلينغهام وفالفيردي كانوا ملتزمين بإغلاق العمق، وفي هذه الحالة جود بيلينغهام يرفض الخروج للضغط على ديونغ وترك مكانه ويوجه فينيسيوس بالذهاب للضغط على دي يونغ.
لجأ برشلونة للهجوم عبر الأطراف بتجميع اللعب ناحية يامال ثم نقله للجهة المعاكسه، أو عن طريق استفزاز لاعيبة ريال مدريد للضغط عالياً ومن ثم التمرير في المساحات اللي هتظهر عن طريق ترحيل لاعيبة ريال مدريد لأماكنهم، بالأخص لحظة صعود فاسكيز للأمام للضغط على حامل الكرة، من الأفكار اللي تم تطبيقها هو إن رافينيا يضم للعمق ويسحب فاسكيز ومن ثم تظهر المساحة لمارتن.
حاله اخرى، رافينيا ينزل للاستلام بين الخطوط ثم التمرير لتوريس، واستخدام فكرة الرجل الثالث الحر(مارتن) الذي ذهب إلى استلام الكرة في المساحة، برشلونة لم يتأخر كثيراً في فك شفرات دفاع ريال مدريد، لاعيبة برشلونة قررت الذهاب لضرب ريال مدريد من الأطراف بعد صعوبة الأمر من العمق.
على الناحية الأخرى، ريال مدريد يعاني على مستوى الجودة في الخروج بالكرة ولذلك كان قرار كارلو أنشيلوتي هو إلغاء أول مرحلتين لعب وهم البناء وتطوير الهجمه، والاعتماد على الطوليات وكسب الكرات الثانيه عن طريق جود بيلينغهام الذي لعب دور المحطه
ريال مدريد كان بيواجه مشاكل في ضرب المصيده، ليس فقط بسبب الوقوع في التسلل، بل أيضا لعدم وجود زياده عدديه في العمق، دفاع برشلونة كان يشعر بأريحية لأنه لا يوجد احد من ريال مدريد يقوم باشغالهم، لا يوجد لاعب يتمركز بين قلوب الدفاع أو بين الظهير وقلب الدفاع.
الحالة الوحيده الذي استطاع ريال مدريد ضرب المصيده وتشكيل خطورة كانت عن طريق تحميل اللعب على جهة بذهاب داني سيبايوس لتجميع اللعب ناحية جهة فاسكيز ثم التمرير لأسينسيو الذي مرر في المساحة لجود بيلينغهام، واخيرا فران غارسيا لاول مره يكون وحيداً ولديه مساحة.
حالات أخرى في الشوط الثاني عن استخدام الطوليات وكسب الكرات الثانيه عن طريق جود بيلينغهام ومن ثم التمرير لزملائه في المساحة.
مع نزول لوكا مودريتش واردا غولر، أصبح ريال مدريد لديه جودة أكبر فوق الكرة، لاعيبة تستطيع تنظيم اللعب ومقاومة الضغط وتوزيع اللعب والتمرير من وضعيات صعبة من أجل كسر ضغط برشلونة، وبالفعل استطاع ريال مدريد في حالات مختلفه في كسر ضغط برشلونة بفضل جودة لوكا واردا، بالأخص أرادا الذي لعب دوراً هاماً في النزول لسحب الفريق ومن ثم الهجوم عن طريق الطرف بتمركزه كلاعب جناح، أردا غولر تم استخدامه كلاعب حر يتواجد أينما تواجدت الكرة.
مع وجود لوكا مودريتش واردا، يكون لديك خيارات تمرير دون خوف بسبب جودتهم تحت ضغط، ريال مدريد لأول مره يقرر بناء اللعب من على الأرض، أسينسيو ينطلق ويمرر لجود بيلينغهام الذي لعب دور المحطه بامتياز الذي بدوره مرر لغولر على الطرف ومن ثم التمرير لمبابي في المساحة.
برشلونة الشوط الثاني اعتمد على ضرب ريال مدريد عن طريق التحولات، وكالعادة بسحب روديغر بعيداً عن مكانه ومن ثم التمرير قي المساحة لـ اللاعب الحر، مشكلة أفراد دفاع ريال مدريد وبالأخص روديغر هو عدم فهمهم لمبادئ الدفاع، متى نذهب للضغط، متى نبقى في أماكنا، متى نقوم بالترحيل، متى نقوم بالتغطيه إلخ، فليك للمباراة الثالثه يضرب ريال مدريد من خلال سحب روديغر للامام.
مباراة أخرى، يؤكد فيها برشلونة فليك على هيمنته هذا الموسم والاستمرار في حلم الثلاثية، سيطر فليك على الشوط الأول، كارلو أنشيلوتي اكتشف الحلول بعد خامس شوط أمام فليك ولعب أفضل شوط له أمام برشلونة هذا الموسم، في انتظار مباراة الكلاسيكو في الدوري.